حذرت تركيافرنسا من تكرار ما وصفته بالخطأ ذاته الذي ارتكبته الولاياتالمتحدة بإرسال قوات إلى مدينة منبج السورية، التي تهدد أنقرة بمهاجمتها لطرد المليشيات الكردية. وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده ستوسع هجومها ضد وحدات حماية الشعب الكردية إلى البلدة الواقعة في شمال سوريا. وذكرت صحيفة يني شفق التركية الموالية للحكومة، إن فرنسا نشرت 50 جنديا في منبج لدعم وحدات حماية الشعب الكردية، في حين قالت وكالة أنباء الأناضول التي تديرها الدولة إن 100 من القوات الخاصة الفرنسية قد نُشروا في خمس قواعد بالمناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب في سوريا. وقال إبراهيم كالين، المتحدث باسم أردوغان، إن المسؤولين يدرسون تلك التقارير، مشيرا إلى أن تركيا ستخبر باريس بمعارضتها إذا ثبت أن هذا صحيح. وحذر كالين باريس قائلا: لا ترتكبوا نفس الخطأ الذي ارتكبته أمريكا . لكن كالين قال للصحفيين في أنقرة إن مسؤولين فرنسيين أبلغوا نظراءهم الأتراك أن إرسال جنود إلى منبج ليس مطروحا. وهناك جنود أمريكيون في منبج، التي استعادتها قوات سوريا الديمقراطية، التي تهيمن عليها وحدات الشعب الكردية، من تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد عام 2016. وهناك قوات خاصة فرنسية في سوريا، لكن باريس لا تفصح عن معلومات بشأن موقعها أو عددها. وبعد أن التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوفد من قوات سوريا الديمقراطية الشهر الماضي، كانت هناك توترات متزايدة بين باريسوأنقرة بعدما شن أردوغان هجوما لاذعا على ماكرون بسبب عرضه إقامة حوار بين تركيا ووحدات حماية الشعب الكردية. وحذر كالين باريس من أن أي محاولة لإقناع أنقرة بأن قوات سوريا الديمقراطية مختلفة عن وحدات حماية الشعب ستكون مجهودًا غير مجد. وشنت تركيا عملية جوية وبرية لدعم المعارضين السوريين ضد وحدات حماية الشعب في مدينة عفرين في 20 جانفي الماضي، واستولت على المدينة في 18 مارس. وتنظر أنقرة إلى وحدات حماية الشعب على أنها منظمة إرهابية تابعة لحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي يشن تمرداً في تركيا على مدى أكثر من ثلاثة عقود. وعلى الرغم من أن الولاياتالمتحدة، شأنها في ذلك شأن تركيا وحلفائها الغربيين، تضع حزب العمال الكردستاني ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، تعمل واشنطن بشكل وثيق مع وحدات حماية الشعب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن ما يقرب من 350 جندي من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والذي يتشكل في الأساس من الأمريكيين والفرنسيين، يتمركزون في منبج. وقال المرصد إن التحالف أرسل تعزيزات خلال الأيام الأخيرة، خاصة من فرنساوالولاياتالمتحدة.