بادرت ولاية الجزائر الى تنظيم يوم تحسيسي وتوعوي ضد آفة المخدرات وأيضا لتعريف الأولياء والشباب بالآليات والمراكز المختلفة، التي تساعد الأشخاص المدمنين على التخلص من هذه السموم، حسب ما أكدته محمدي فيروز، مفتشة بولاية الجزائر، مكلفة بملف التضامن والمجتمع المدني. واوضحت محمدي ان مصالح ولاية الجزائر عملت على تنظيم هذا اليوم التحسيسي والإعلامي بمشاركة مصالح الأمن والدرك الوطني وعديد الجمعيات والاجهزة المهتمة بمجال التوعية من مخاطر الإدمان من اجل تحسيس الاولياء والشباب وحتى الاطفال بمخاطر الإدمان على المخدرات مع التعريف بمختلف الهياكل الصحية والآليات التي تساعد المدمنين على التعافي. وقالت إن كثيرا من المواطنين يجهلون وجود مراكز تساعد المدمنين وتتكفل بحالاتهم فيما يجهل آخرون وجود خلايا الإصغاء والنشاط التابعة لمصالح الامن والتي لها دور هام في مساعدة الشباب وتوجيههم قبل وبعد تورطهم في عالم المخدرات، مضيفة ان الجزائر العاصمة لوحدها تضم 5 مراكز تابعة للولاية تعمل في علاج المدمنين، حيث كانت العاصمة السبّاقة لإنجاز مثل هذه المراكز التي تأتي لدعم مصالح الوسط المفتوح التابعة لمديرية النشاط الاجتماعي والتي تعمل في نفس السياق. واشارت في هذا السياق الى المركز الوسيط لعلاج الإدمان الكائن بالشراڤة، التابع للمؤسسة الاستشفائية المتخصصة محفوظ بوسبسي بالشراڤة، والذي استحدث سنة 2014 والدور الهام الذي يلعبه في معالجة ومرافقة المدمنين، مضيفة ان الابعاد الخطيرة لآفة المخدرات تستدعي تحرك الجميع من اجل مواجهتها لاسيما وان نتائجها تتجلى في مآس باتت تعيشها الاسرة الجزائرية اليوم. من جهته، ذكر جمال بوسنة، المشرف على تسيير مصلحة الوسط المفتوح لمديرية النشاط الاجتماعي بولاية الجزائر، ان هذه المؤسسات تعمل على حماية الاطفال الذي تعرضوا لأي شكل من اشكال سوء المعاملة بمن فيهم الذين استهلكوا المخدرات حيث يتم العمل على مساعدة الاولياء والابناء في وقت واحد لتجاوز هذه المرحلة وعدم الوصول الى مرحلة الإدمان ويتم مرافقتهم في ذلك من قبل مختصين في المجال. كما ذكر بوجود المراكز المتخصصة في حماية الطفولة والمراهقة (الوسط المغلوق) والتي يتم توجيه الحالات إليها بأمر من قاضي الاحداث، حيث تضم العاصمة مركزين يتواجدان بالأبيار وشوفالي والتي يعمل القائمون عليها من اجل مساعدة الاطفال على بدء مرحلة جديدة في حياتهم و تجاوز مختلف المشاكل التي مروا بها بما فيها مرحلة تعاطي المخدرات. وعن امن ولاية الجزائر، تحدث الملازم الاول، ابعزيزان، المكلف بالإعلام عن نشاطات خلايا الإصغاء والنشاط الوقائي لأمن الولاية في مجال التوعية بمخاطر الإدمان على المخدرات، حيث تعمل هذه الاخيرة وفي سياق إستراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني من اجل التقرب من مختلف فئات المجتمع لاسيما الشباب لتوعيتهم بمختلف المخاطر التي تتهددهم. وذكر المتحدث ان ذات الخلايا استقبلت سنة 2016، ما مجموعه 83 شابا مدمنا بالعاصمة، إذ تم تحويل 62 شخصا مدمنا الى مراكز العلاج مع تنظيم ازيد من 100 تظاهرة خاصة بالايام التحسيسية والتوعوية بمختلف الافات. كما قامت نفس الخلايا، يضيف نفس المسؤول، السنة الماضية 2017 بنحو 274 تظاهرة تحسيسية وابواب مفتوحة لنفس الغرض، فيما استقبلت 84 شابا مدمنا وقد حول من قبل القائمين على خلايا الإصغاء للأمن الوطني بالعاصمة 62 شابا مدمنا الى مختلف مراكز العلاج خلال نفس السنة. من جهتها، ذكرت الملازم الاول، اونيس سعاد، رئيسة خلية الاتصال بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بالجزائر، ان مشاركة المجموعة في هذا اليوم التحسيسي يدخل ضمن مهام العمل الجواري الذي تقوم به مصالح الدرك الوطني للتعريف بالإجراءات الوقائية و الجهود التي يقوم بها هذا الجهاز لمكافحة مختلف اشكال الجريمة لاسيما منها المتعلقة بالترويج والاتجار في المخدرات. ولزيادة الوعي الامني عند المواطنين وإشراكهم في مهمة الوقاية والحد من هذه الآفة، شمل جناح الدرك الوطني ورشات تخص نشاطات الشرطة القضائية للدرك لمكافحة المخدرات ونشاطات فرقة الاحداث وورشة لفصيلة الابحاث عرض القائمون عليها على المواطنين الذين تواجدوا بالمكان شروحات مختلفة حول القضايا التي تمت معالجتها في هذا المجال. وفي ذات السياق، كشفت الملازم اونيس عن معالجة درك العاصمة خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية 118 قضية تتعلق بمكافحة المخدرات من بينها 53 قضية تخص الاستهلاك، متبوعة ب36 قضية تخص الحيازة تليها 29 قضية تتعلق بالاتجار غير الشرعي للمخدرات. وبلغ تعداد المتورطين في هذه القضايا 145 شخص من بينهم 6 إناث وقد صدر في حق 68 متورطا امر بالإيداع فيما استفاد 77 آخرون من الإفراج المؤقت.