تبقى آفة المخدرات وانتشارها في أوساط الشباب، إحدى أهم المعضلات والتحديات التي تواجه المجتمع الجزائري، خاصة في ظل الأرقام الرهيبة المسجلة في هذا الخصوص، والتي كشفت في آخر إحصائياتها الصادرة عن الديوان الوطني لمكافحة المخدرات للسنة الماضية، عن تسجيل 7 آلاف حالة إدمان جديدة خلال العام الماضي لشباب تتراوح أعمارهم بين 11و34 سنة، ليصل بذلك عدد مستهلكي المخدرات في الجزائر إلى نحو 30 ألف مدمن، وإن كانت الأسباب والنتائج معروفة لدى العام والخاص، فإن البحث عن أكثر السبل للحد من تفاقم الظاهرة، يعتبر أكثر الاهتمامات التي تشغل المجتمع ككل، والهيئات المكلفة بالوقاية من المخدرات في الجزائر، كأجهزة الأمن، وفعاليات المجتمع المدني، والمراكز المتخصصة، وكذا الباحثين والمهتمين بهذا المجال· ظاهرة إدمان المخدرات إذن، التي مست كافة الشرائح الاجتماعية تقريبا، ومن الجنسين، لم تعد تتطلب جانبا ردعيا فحسب، وإنما بالمقام الأول جانب توجيهي وتحسيسي ووقائي للوقوف دون سقوط أعداد أخرى في هذا الفخ، ويتجلى ذلك من خلال تكثيف حملات التحسيس والتوعية الموجهة لصالح الشباب بالدرجة الأولى، وقد احتضنت ساحة البريد المركزي نهاية الأسبوع حملة تحسيسية وإعلامية حول التدخين والمخدرات، نظمتها المديرية العامة للأمن الوطني، بالتنسيق مع جمعيات فاعلة في الميدان، نصبت خلايا للاستماع والتوجيه، حول كل ما يتعلق بالتدخين والمخدرات، وتناولت الموضوعين بالشرح والتحليل والصور لجملة من العناصر المتعلقة بالموضوعين سابقي الذكر، كالتعريف والأضرار المترتبة سواء عن التدخين أو المخدرات، بدءا من الأضرار الصحية والنفسية، وانتهاء بالأضرار الاجتماعية والاقتصادية وغيرها على الفرد والمجتمع· وعرفت الحملة التي جاءت تحت شعارات مختلفة من بينها "عطلة بلا خطر"، إقبالا واسعا سيما من طرف الشباب الذي كان متلهفا لتلقي كم هائل وواف من التفاصيل الخاصة بآفة المخدرات على وجه التحديد، وكيفية الوقاية منها، وسبل الإقلاع عنها، والعلاج من الإدمان، مع توفر عدد كبير من الأخصائيين النفسانيين، والموجهين الاجتماعيين، من ممثلي المجتمع المدني، والأمن الوطني، ممن كانوا جميعهم آذانا صاغية لانشغالات وتساءلات الشباب، الذي كان يتوقف عند كل اللافتات، والمطويات، والشروحات المقدمة في هذا الخصوص· من جهته قال رئيس خلية الإعلام والاتصال والعلاقات العامة لأمن ولاية الجزائر العميد "سمير خاوة" في تصريح ل"أخبار اليوم" إن هذا اليوم التحسيسي المنظم من طرف المديرية العامة للأمن الوطني، يدخل في صميم النشاط الدائم والمتواصل على مدار السنة لخلايا الإصغاء والنشاط الوقائي الموجودة على مستوى أمن دوائر ولاية الجزائر، وقد تم التركيز على أن يكون موجها بالدرجة الأولى لفائدة الشباب، ولذلك وقع الاختيار على ساحة البريد المركزي بالعاصمة التي تعرف حركية كثيفة، كما أن اليوم التحسيسي لم يقتصر على آفة المخدرات فحسب، بل تناول بالمستوى الأساسي آفة التدخين، التي تعتبر الطريق الأولى نحو تعاطي المخدرات، باعتبار أن الكثير من المدخنين وجدوا أنفسهم بالنهاية مدمنين على "القنب الهندي" أو ال"الحشيش" وذلك لأسباب كثيرة ومتعددة، وقد تم خلال هذا اليوم الإعلامي يضيف العميد "سمير خاوة"، وبالتنسيق مع عدة جمعيات وكذا أفواج الكشافة الإسلامية، كونهما جسر التوصل ما بين الشباب وجهاز الأمن الوطني، فتح المجال للإصغاء لانشغالات الشباب ومشكلاتهم سواء مع التدخين أو المخدرات، وتقديم أكبر كم ممكن من المعلومات لهم حول سبل وطرق الوقاية والعلاج والتكفل النفسي وبصورة أكبر الإصغاء والتوجيه· وسجل رئيس خلية الإعلام لأمن ولاية الجزائر، الإقبال المتميز والكبير للشباب على هذه الحملة التحسيسية، خاصة وأنه تمت ملاحظة لدى نسبة كبيرة منهم تجاوبا مع مختلف الخلايا التي تم تنصيبها ورغبة قوية لديهم في الاطلاع عن المخاطر والأضرار المترتبة عن إدمان التدخين والمخدرات·