يبدو ان النظام المغربي قد فقد صوابه تماما بفعل توالي نكساته الداخلية و تدحرج سمعته في المحافل الدولية ،و الا فكيف نفسر الخرجة الجديدة للخارجية المغربية و التي اصدرت بيانا ترد من خلاله على الجزائر، بل تتهجم وتفتري عليها كعادتها،بعد ساعات قليلة على قيام الجزائر باستدعاء السفير المغربي لوضع النقاط على الحروف و التعبير عن رفضها الشديد لما جاء من تصريحات على لسان ناصر بوريطة الذي حاول أن يروج ل "أكاذيب" حول استخدام حزب الله اللبناني و إيران للأراضي الجزائرية من أجل تدريب و تسليح جبهة البوليساريو. واتهم بيان الخارجية المغربية الجزائر "بممارسة دور خفي ضد أمن المغرب"، وقال البيان، إنه يتفهم "تضامن الجزائر مع حلفائها حزب الله وإيران والبوليسارو" !. وأضاف، إن الرباط لديها أدلة دامغة على الدعم السياسي والعسكري والإعلامي، الذي يقدمه حزب الله للبوليسارو بالتواطؤ مع إيران. . و تؤكد الجزائر مرار و تكرارا أنها ليست طرفا في النزاع بين المغرب والحكومة الصحراوية وأكدت أن "دعم الجزائر للشعب الصحراوي ولممثله الشرعي جبهة البوليزاريو يأتي من مبدأ ثابت وهو حق الشعوب في تقرير مصيرها". كما أن رد الجزائر على ادعاءات وزير الخارجية المغربي جاء لوضع النقاط على الحروف والتأكيد على أن الجزائر دولة سيدة وقوية و تتحكم في قرارها وأراضيها، وهي ليست مستباحة حتى تقوم فيها سفارات ومنظمات أجنبية بأعمال ذات طابع عسكري فوق أراضيها – كما يزعم المغرب. ويقرأ العديد من المراقبين في التصعيد المغربي أنه "محاولة منه للعب على وتر دولي بحسابات ضيقة للخروج من عنق الزجاجة، بعد قرارات مجلس الأمن الأخيرة التي ألزمته بإجراء مفاوضات مباشرة مع جبهة البوليزاريو، وأيضا هو محاولة منه للتقرب من الولاياتالمتحدة والسعودية باللعب على وتر ايران". كما شدّد أكثر من مرة وزير الخارجية، عبد القادر مساهل، أن "قضية الصحراء الغربية تعتبر مسألة تصفية استعمار مثل حالة الجزائر خلال كفاحها من أجل استقلالها. و إن "القضية الصحراوية معترف بها من طرف الأممالمتحدة منذ إدراج هذه الأرض سنة 1963 في قائمة الأراضي غير المستقلة". وأن "للجزائر واجب التضامن تجاه الشعب الصحراوي لممارسة حقوقه المشروعة مثل حالة الشعب الجزائري، الذي حظي بتضامن أشقائه المغربيين والتونسيين خلال كفاحه من أجل استقلاله". من جهة اخرى كشفت مصادر اعلامية متطابقة أن الجزائر تدرس تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع المغرب ردا على ما تعتبره "حملة" مغربية تستهدفها منذ عدة أسابيع، وفق مصدر دبلوماسي مطلع تحدث لوكالة الأناضول للأنباء. وتحدث المصدر، لمراسل وكالة الأناضول من الجزائر، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن وزارة الخارجية الجزائرية "رفعت عدة توصيات تتعلق بالأزمة مع الجارة المغرب". ومن بين أهم التوصيات التي ذكرها المصدر "تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع المغرب عبر طرد عدد من الدبلوماسيين المغاربة العاملين في الجزائر وغلق فروع قنصلية". وقال المصدر الدبلوماسي إن توصيات أخرى رفعتها وزارة الخارجية للرئاسة لاتخاذ قرار بشأنها.