أفراد الجيش يستعرضون جاهزيتهم لمواجهة أي خطر بالذخيرة الحية أشرف الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، خلال اليوم الثالث من زيارته إلى الناحية العسكرية الرابعة بورڤلة، على مجريات تنفيذ تمرين تكتيكي ثاني بالذخيرة الحية من قبل بعض وحدات هذا القطاع، والذي يندرج في إطار مواصلة تنفيذ مختلف مراحل برنامج التحضير القتالي لسنة 2017-2018. وأسدى الفريق أحمد ڤايد صالح توجيهات وتعليمات بضرورة مواصلة بذل الجهود من أجل تحقيق المزيد من التطور المرغوب، والحفاظ على الجاهزية العملياتية في أعلى مستوياتها، وجودة الأداء المتكيف مع طبيعة المهام الموكلة لهذا القطاع الحساس. وخلال ترأسه بمقر القطاع العملياتي شمال شرق إن أمناس للقاء توجيهي ضم إطارات وأفراد وحدات هذا القطاع، أكد الفريق ڤايد صالح على أهمية هذا اللقاء التواصلي الذي يتزامن واستحضار الشعب الجزائري لواحدة من المحطات المؤلمة في تاريخه الحديث، إنها الذكرى ال73 لمجازر الثامن من ماي 1945، أبشع مجزرة اقترفتها أيادي الاستعمار الفرنسي البغيض في حق الشعب الجزائري، حيث قال: كما لا تفوتني هذه المناسبة الكريمة دون الإشارة إلى استحضار شعبنا هذه الأيام للذكرى ال73 لمجازر الثامن ماي 1945، هذه المحطة التاريخية الأليمة التي شكلت منعطفا آخر من المنعطفات الكثيرة والمؤلمة التي كابد ويلاتها شعبنا طيلة الفترة الاستعمارية البغيضة، شعبنا الحر الأبي الذي تعلق دوما بعروة الله الوثقى، ولم يفقد أبدا ثقته في نفسه وفي قدرته على قهر عدوه، فكانت المقاومة تلو المقاومة وكانت المجازر الاستعمارية تلو المجازر، وكانت مجازر الثامن ماي 1945 حلقة بشعة أخرى من حلقات البطش الاستعماري، الذي ارتدت عليه أعماله الإجرامية وجاءه الرد الشعبي الصاعق الذي تمثل في ثورة ربانية طوفانية خاضها شعب بأبنائه الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا، إنها ثورة أول نوفمبر 1954، التي هزت أركان الاستعمارالفرنسي، وكانت بمثابة الخلاصة، بل، العصارة الطيبة والخالصة لنهج شعبي مقاوم، لم يتوقف أبدا عن التعبير عن رفضه لهذه الظاهرة الاستعمارية المقيتة، فحري بأجيال اليوم، وهي تستحضر المحطات التاريخية الكثيرة والعديدة للجزائر، على غرار مجازر الثامن ماي 1945، أن تعي جيدا تلك التضحيات الجسيمة التي عاناها الجزائريون في ظل الاستعمار الفرنسي، وأن يدركوا أنهم بقدر ما هم معنيون بتقديس تاريخ أبائهم وأجدادهم وتقدير تضحياتهم، فهم معنيون بالتأكيد بحفظ أمانتهم والسير على نهجهم الوطني الخالص والمخلص . وجدد الفريق أحمد ڤايد صالح التذكير بالجهود الكبرى التي بذلت ولا زالت تبذل في سبيل تطوير وترقية قدرات جميع مكونات الجيش الوطني الشعبي، وفقا لرؤية متبصرة وخطة مدروسة مسنودة بدعم لا متناه من قبل رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، حيث قال: وبهذا الخصوص تحديدا وتماشيا مع ما يفرضه علينا واجب السهر الدائم على ترقية قدرات الجيش الوطني الشعبي، فقد عملنا في السنوات الأخيرة الماضية، وفقا لتوجيهات ودعم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، على وضع تصور واضح من حيث المحتوى، وطموح من حيث الأهداف، ومرن من حيث التطبيق والتنفيذ، تصور عقلاني وبعيد النظر، تم خلاله الأخذ في الاعتبار كافة المتغيرات الجيوسياسية المحتملة، وما قد يترتب عنها من تحديات آنية أو مستقبلية، هذا التصور الواقعي والمتكيف مع خصوصياتنا الذاتية والمتماشي مع قدرتنا على تحويله إلى إنجازات ميدانية ملموسة، وفعلا فقد أصبحنا اليوم نعمل على هدى أبجديات هذه المقاربة وأصبحت النتائج المتحصل عليها تشهد على نفسها ويشهد عليها هذا التطور النوعي الذي بلغته مختلف مكونات قواتنا المسلحة التي باتت عينا ساهرة على حدود الوطن ليل نهار وحافظة لموجبات أمنه واستقراره، وتلكم هي الغاية وذلكم هو المبتغى . وأضاف نائب وزير الدفاع الوطني: وفي هذا الإطار، يعتبر الإبقاء على هذه الديناميكية الحالية ليس هدفا في حد ذاته، بل الحرص على زيادة وتيرتها بما يتماشى وتجسيد المرامي المطلوبة، وهذا يستوجب بالضرورة المحافظة على المكتسبات القبلية وتدعيمها، مع العمل على التوجه أكثر فأكثر نحو الامتياز والإتقان، بفضل التبني السليم والصائب لنهج التقييم المستمر لما أنجز ميدانيا، ثم بفضل انتهاج مسلك العمل المخطط الذي يراعى فيه موضوع، ليس فقط تجسيد الأهداف المرسومة، بل، وبالأساس حتمية السهر على تكييف هذه الأهداف مع مجرى التطور الذي ينتهجه الجيش الوطني الشعبي، فبهذا يتم الإرساء المتين والصحيح لمسار عملي مهني واحترافي مثمر .