رغم وعود وزارة التجارة والجهات المعنية بالقضاء على كل مظاهر التجارة الفوضوية عبر الوطن، غير أن هذه الأخيرة لا زالت تنتشر كالفطريات خاصة بذات الشهر الفضيل ليصبح التحكم فيها شبه مستحيلا خاصة في ظل غياب البديل، حيث بات لا يخلو أي شارع أو حي أو رصيف من طاولات الباعة غير الشرعيين العارضين لمختلف ما يحتاجه المستهلك من أواني، ملابس، أثاث أفرشة، مواد غذائية وحتى اللحوم بأنواعها، وهو ما يفسر فشل ذات المصالح في الحد من ذات الظاهرة التي حرمت السكان طعم الراحة، كما باتت النفايات التي تخلفها تحديا كبيرا لمؤسسات رفع النفايات. عادت التجارة الفوضوية بقوة على مستوى العاصمة حيث تشهد جل بلدياتها انتشارا للباعة غير الشرعيين الذين باتوا يحتلون الأرصفة والطرقات ومخارج الأسواق لأجل عرض كل ما يحتاجه الصائم خلال الشهر الفضيل حيث لا تخلو هذه الأسواق من الخضر والفواكه، الأواني، الملابس وحتى اللحوم بأنواعها، فببلدية الحراش أصبحت هذه الأخيرة سوقا شعبيا يقبل عليه المواطنون من كل حذب وصوب. وحسب المواطنين القاطنين بالمنطقة، فقد أرجعوا الوضع إلى المصالح البلدية التي عجزت عن توفير البديل لأجل احتضان ذات الباعة وكذا طول انتظاهرم لسوق بومعطي الموعود، في حين بلدية القبة وبراقي هي الأخرى تعرف انتشارا رهيبا للتجارة الفوضوية الوضع الذي عاد بالسلب على عديد النقاط التي باتت محاصرة بأكوام النفايات، ناهيك عما تسببه من اختناق مروري رهيب يشل حركة السير لوقت طويل أما الشجارات والاصوات الصاخبة فتحدث بشكل يومي، وهو ما بات يثير سخط المواطنين المطالبين بالتحرك العاجل للسلطات المحلية التي من شأنها تشييد أسواق جوارية تقنن نشاط الباعة وتقضي على كل المظاهر المصاحبة للنشاط الغير الشرعي. من جهة أخرى وبولاية قسنطينة، فقد تنامت الأنشطة التجارية غير الشرعية بشكل ملفت بالقطب الحضري علي منجلي، منذ حلول شهر رمضان حيث تعرض مختلف المنتجات الغذائية عبر مختلف الشوارع الرئيسية للمدينة وأمام المراكز التجارية الكبرى والمساجد، وهو المشهد الذي يسببه العدد الكبير من الباعة من كل الأعمار دون احترام أدنى شروط النظافة. ويعرض الباعة مختلف المنتجات المصنعة منزليا، على غرار خبز الدار والمطلوع و(الخطفة) والتي يتم تحضيرها منزليا، وكذا مختلف الحلويات التي تشتهر بها قسنطينة وكذا الشرقية على غرار قلب اللوز والزلابية بأنواعها والبيتزا، على حواف الأرصفة في غياب تام لأدنى الشروط الضرورية لحفظ ونظافة هذه المنتجات التي تعرض منذ الساعات الأولى لكل صباح وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الأيام. ويلاحظ عبر الشوارع الرئيسية المحاذية للمراكز التجارية على غرار نهج الشهيد عياد معمر ونهج الشهيد محمد نايلي وأمام جل المساجد المتواجدة بهذه المدينة خلال شهر رمضان المعظم، تواجدا كبيرا للباعة الذين يمارسون نشاطاتهم بانْتهاج كل الطرق المتاحة لهم لتحقيق الربح، فالمواد الغذائية المعروضة من طرف هؤلاء الناشطين تعد أحد أهم العوامل الأساسية المؤدية لخطر التسمم الغذائي، كما قال حسين (42 سنة)، مرجعا ذلك لمختلف الجراثيم التي ينقلها الغبار ودخان السيارات وكذا مختلف أنواع الحشرات المتواجدة بالمكان. وأضاف (إن وضعية الشوارع أصبحت في حالة يرثى لها بسبب ما يخلفه هؤلاء الباعة الذين ينشطون خارج إطار القانون). من جهته أكد، عبد الغني بونعاس، رئيس مصلحة حماية المستهلك وقمع الغش بالمديرية التجارية، أن مصالح القطاع وبالتعاون مع مختلف المصالح الأمنية تمكنت من القضاء على العديد من الأسواق الموازية، والتي كانت تعرقل أيضا حركة المرور على غرار السوق الموازي المتواجد بالطريق المؤدي إلى جامعة قسنطينة 3 صالح بوبنيدر. وكذلك الأمر بالنسبة للسوق الموازي الذي كان متواجدا بجانب الطريق الولائي رقم 101 الرابط بين مدينة على منجلي وعين سمارة، وكذا الأسواق غير الشرعية المتواجدة بالوحدتين الجواريتين رقم 13 و15، حسب ذات المتحدث.