يكثر خلال فصل الصيف استعمال مكيفات الهواء، حيث يسعى الكثيرون للتخلص من الحرارة عبر الاعتماد على المكيف سواء في المنزل، في السيارة أو في المكتب، ومع أن الجو المنعش الذي يصنعه المكيف من شأنه تخفيف حرارة الصيف، إلا أن ذلك لا يكون دون تأثيرات سلبية لمن يعتمد بشكل كبير على المكيفات، حيث تأكد تسببه في العديد من الأمراض الخطيرة وهو ما يجهله المواطنون الذين يفرطون في استعمال المكيف بشكل ملحوظ. تحولت المكيفات الهوائية إلى ضرورة ملحة لدى بعض الأشخاص، الذين لا يكادون يفارقونها في منازلهم أو في سياراتهم امتدادا إلى مكاتبهم، لتصبح جزءا لصيقا من يومياتهم، إذ ومع ارتفاع درجات الحرارة وبلوغها درجات متفاوتة، وجد الكثيرون ضالتهم في المكيفات الهوائية التي يقضون ساعات طويلة بجانبها بحثا عن الانتعاش والحصول على البرودة، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا عليهم، إذ أن غالبية الأشخاص يجهلون مخاطر المكيفات الهوائية وما قد تحمله لهم من خطورة وخاصة أنها تحمل برودة اصطناعية غير طبيعية، ويقضي البعض ساعات طوال في غرفة المكيف وجها لوجه، ما يضاعف تعرضهم للمخاطر أكثر، بحيث يوجد أشخاص لا يفارقون مجالس المكيفات ولا يبارحون المكان الذي يتواجد بها المكيف، وهو ما قد يتسبب لهم بمضاعفات خطيرة، وخاصة إذا ما تعلق الأمر بالأمراض الصدرية والتنفسية، بحيث يضر المكيف الجهاز التنفسي وإتلاف وظائفه، إذ يقوم أشخاص بإغلاق جميع النوافذ وعدم ترك مساحة للتهوئة والمكوث لساعات متتالية مقابل المكيف وهو ما يزيد الأمر سوءا، على اعتبار أن الأجواء التي يخلّفها المكيف اصطناعية وليست طبيعية، ولا بد من الحرص على إدخال الأوكسجين وطرد الجراثيم، كما ينصح الخبراء بضرورة الإبقاء على درجة الحرارة في الحد المعقول وما يتحمّله جسم الإنسان بدلا من خفضها إلى درجات قصوى في الوقت الذي تكون فيه الحرارة في الخارج مرتفعة، كما يطلب من المستعمل الجلوس في مكان بعيد عن المكيف ولا يقترب منه، وإلا عرض نفسه للعديد من الأمراض التي قد تكون خطيرة ولها عواقب وخيمة على الأشخاص. بن أشنهو: التعرض المطول للمكيف يشكل خطرا على الأشخاص وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه بالاستعمال المفرط للمكيفات الهوائية من طرف بعض الأشخاص وما قد ينجم عنه من أخطار صحية، أوضح فتحي بن أشنهو، مختص في الصحة العمومية في تصريح سابق ل السياسي ، بأنه رغم إيجابية هذه الأجهزة الهوائية في التخفيف من ضغط درجة الحرارة في المنازل وحتى في المؤسسات، إلا أن هذه الأخيرة مصدر للكثير من الأمراض، فقد يكون الجلوس أمام المكيفات الهوائية مغريا للكثير من المواطنين لكنه يشكل خطرا على صحتهم على المدى القصير والطويل كون هذا الأخير يتسبب في بعض الأمراض التنفسية والتهابات القصبات الهوائية، كما يعتبر المكيف الهوائي جامعا نشيطا للميكروبات والفطريات إذا لم تتم صيانته بشكل دوري، هذه الفطريات تعد وباء للأشخاص الذين لديهم القابلية لاستقبالها مثل مرضى الربو، وهو أيضا يؤدي لأمراض صدرية كثيرة مثل الحساسية الصدرية. ولا يقف تأثيره عند هذا الحد، بل أيضا لمن يعانون من حساسية في الأنف والعين أيضا وهو الشيء ذاته الذي أثبتته العديد من الدراسات الحديثة وتبين الأبحاث أن البرودة الناجمة عن المكيفات تؤدي إلى ضيق في القصبات الهوائية سواء كان المتعرض لها نائما أو مستيقظا، وأن النوم لساعات طويلة في غرف مكيفة يفضي إلى تعب وإرهاق وإعياء وشد عضلي خاصة في أجزاء الجسم التي كانت عرضة أكثر من غيرها لبرودة المكيف المباشرة، لذا وجب الانتباه بشكل كبير لهذه الأمور وعدم التعرض للمكيفات الهوائية لفترة طويلة للتقليل من خطر الأمراض التي قد تنجم عن استعماله السيء، لذا وكطبيب، انصح المواطنين ان يتصرفوا بطريقة واعية لتجنب هذه الأمراض التي قد تلحق بنا أثناء التعرض المطول للمكيفات الهوائية ، يقول بن أشنهو.