بن أشنهو: هذه الأمراض التي يسببها المكيّفات مع الارتفاع المسجل مؤخرا في درجات الحرارة، وجد بعض المواطنين أنفسهم مجبرين على استخدام المكيفات الهوائية وبإفراط شديد، سواء في السيارات، أو المنازل، ومكاتب العمل وغيرها، من أجل الهرب قليلا من الحرارة المرتفعة، لا سيما في أوقات الذروة، أي من 11 صباحا إلى ما بعد الزوال، وهو الأمر الذي لا يستغني عنها الكثيرون، إلا أن استخدامه بشكل مفرط قد يعود سلبا على الأشخاص، خاصة من فئة المرضى والأطفال على وجه التحديد لما يسببه من أضرار صحية وهو ما يجهله الأغلبية، الذين يفرطون في استخدامه والمكوث لساعات طويلة بجنبه. وتعرف المكيفات الهوائية، خلال هذه الفترة استعمالا واسعا من طرف الأشخاص إذ لا يقتصر استعمالهم لهذه الأخيرة على وقت أو زمن محدد، حيث يمضي أغلبهم معظم الوقت قابعين أمام المكيف دون مغادرة الحجرة أو المكان الذي يتواجد به المكيف، دون وعي بالمخاطر التي قد تنجر عنه من أمراض تنفسية بسبب التيارات الهوائية الباردة التي تنبع منه والتي يقوم الأشخاص باستنشاقها مباشرة، حيث أن أغلب الأشخاص يمضون ساعات بل ليالي وهم أمام المكيفات الهوائية ودرجات برودة متفاوتة تشبه درجات البرودة تلك التي بغرف التجميد، ثم بعد ذلك التعرض لحرارة الطقس الطبيعية، بعد بلوغ الجسم درجات برودة قصوى وهو ما يحدث الصدمة للجسد إذ وبعد تعرضه للبرودة الحادة تأتي الحرارة وهكذا دواليك، ليصبح بذلك الجسم معرض للصدمات بين الحرارة المرتفعة والبرودة الشديدة، وهذا حال معظم الأشخاص، خلال فترة الصيف، والذين لا يكتفون بدرجات برودة المكيف ليكملوا بالسيارات والتي لا تكاد تنطفئ بها المكيفات الهوائية على امتداد سيرها وهو ما لا يستغني عنه أصحاب السيارات المعرضين صحتهم، بذلك إلى خطر حقيقي، وتعتبر المكيفات الهوائية تهديدا صحيا خطيرا في حالة الإفراط في استعمالها، خصوصا لمن يعانون من أمراض رئوية سابقة ومرضي الربو، حيث أن البرودة الناجمة عن أجهزة التكييف تؤدي إلى ضيق في القصبات الهوائية سواء كان المتعرض لها نائما أو مستيقظا، وأن النوم لساعات طويلة في غرف مكيفة يؤدي إلى تعب وإرهاق وإعياء وشد عضلي، خصوصا في أجزاء الجسم التي كانت عرضة أكثر من غيرها لبرودة المكيف المباشرة، إذ ان هذا الأخير، قد يتسبب في إدخال الأشخاص المستشفيات وخصوصا ممن يعانون من أمراض تنفسية مزمنة وهو ما أطلعنا عليه امين من العاصمة، وهو مصاب بمرض الربو، منذ عدة سنوات، إن الحرارة المرتفعة تعقد من وضعيته الصحية، وكذلك البرودة الشديدة، ولكنه لم يتوقع أن يتسبب المكيف الهوائي في قضائه ليلة بمصلحة الاستعجالات بالمستشفى بعد إصابته بنوبة ربو حادة، نتيجة إفراطه في النوم تحت التكييف على مدى ثلاث ليال متواصلة، أي منذ بدء موجة الحر في الارتفاع مؤخرا، ورغم تأكيده أنه لم يكن واضعا المكيف في درجات عالية، إلا أنه لم يسلم من مخاطره، قائلا إن استخدام المكيف الهوائي ينبغي بالفعل أن يكون وفق شروط محكمة، ومن جهة أخرى، فإن أخطار المكيف لا تقتصر على أجهزة التنفس لتمتد إلى المصابين بالحساسية وخاصة من يعانون من التهيج التحسسي في العين، حيث يكونون عرضة لأمراض حساسية العين واحمرارها وزيادة في إفراز الدموع، فيما أن الاختلاف المفاجئ والمباشر في درجات الحرارة يحدث اضطرابات في التنفس، ومن أجهزة التنفس والحساسية إلى المفاصل، والتي يقوم المكيف بإصابتها بالالتهاب الشديد، إذ يعاني اغلب الأشخاص الذين يمكثون مطولا أمام هذه الأجهزة من آلام حادة في المفاصل والظهر، وذلك نتيجة البرودة الشديدة والتعرض للحرارة خارجا، ما يكفيها إصابة الأطراف باضطرابات وآلام حادة بالعظام، ومن جهته، فإن لأطباء يحذرون بتجنب الاستعانة بالمكيفات إلا في حالات الضرورة القصوى، ولأقل عدد ممكن من الساعات، وينصحون باللجوء إلى الوسائل الطبيعية للهروب من حرارة الشمس الحارقة، بدلا من استخدام المكيفات بصورة مفرطة، ولأن ذلك معناه الإصابة بالأمراض المزمنة، والإحساس بالصداع وعدم التركيز، وينصحون كذلك في حالة النوم في مكان مكيف بأن يحرص الفرد على التغطية بغطاء للوقاية من الإصابة بالبرد. هذه الأمراض مخاطر المكيفات وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه على المواطنين، خلال فترة الحر بمكوثهم طويلا أمام المكيفات واستعمالها في جميع الأماكن داخل وخارج المنزل ولساعات مطولة، أوضح فتحي بن أشنهو خبير في الصحة العمومية في اتصال للسياسي ، بأن المكيفات الهوائية خطيرة جدا، ويجب تفاديها وتجنب المكوث طويلا بقربها، إذ يوجد أشخاص يقضون الليل أمام المكيف ليلا وفي النهار أمام مكيف السيارة وهذه هي الخطورة بعينها، حيث وبعد أن يتعرضون لدرجات برودة شديدة بالجسم يواجهون حرارة أشد وهذا ما يشكل صدمة للجسم وأعضائه على غرار، القلب والرئتين والمفاصل والعظام والجهاز التنفسي، فالمكيفات الهوائية والتعرض لها مطولا أشبه بالتقاط الفيروسات كما هي تتسبب في بعث الفيروسات للجسم وإعطائها الحيوية وتساهم في استفحالها بالجهاز التنفسي، وعن الأخطار التي تهدد سلامة المواطنين جراء التعرض المطول للمكيفات الهوائية أضاف بن أشنهو، أنها تسبب جفاف الرئتين والتهاب حاد في القصبات الهوائية واضطرابات في الجهاز التنفسي والذي يصاب باختلال جراء برودة المكيف الشديدة تارة وجراء الحرارة التي تمثل الصعق أو الصدمة. كما يسبب هذا الأخير الربو و اختلالات في الجهاز التنفسي، قد تكون عواقبها وخيمة ناهيك عن التهابات المفاصل والآلام الحادة الناتجة عنها، ونحن نحذر من المكيفات الهوائية وخطورتها، وننصح بالاستعمال العقلاني لها وتفادي الساعات المطولة بجانبها