شكّل ارتفاع درجة الحرارة خاصة مع اقتراب شهر رمضان المعظم كابوسا حقيقيا للجزائريين مما جعل الكثيرين منهم يتساءلون وبشدة عن مدى قدرتهم على صيام رمضان وخاصة الكبار وأصحاب الأمراض المزمنة، في هذا الشهر المبارك وهو ما دفع بالكثير منهم للاندفاع على محلات بيع المكيفات الهوائية ما جعل هذه الأخيرة تتميز بحركة غير عادية مقارنة بالأيام الاخرى، حيث شهدت منطقة الحميز المعروفة ببيع هذه الأجهزة توافدا كبيرا للمواطنين خاصة وأن العديد منهم يعتبرها من الضروريات في البيت متجاهلين بذلك الأخطار الصحية التي قد تلحق بصحة الإنسان وعلى أثر هذا تقربت السياسي من بعض المواطنين لمعرفة وجهة نظرهم في هذا الواقع الذي فرضته الظروف المناخية التي تميزت بارتفاع درجة حرارتها التي أرغمت الكثير منهم على الجلوس المطول أمام المكيفات الهوائية وهو ما حذر منه العديد من المختصون نظرا للأمراض التي قد تتسبب فيها هذه الأخيرة. مواطنون: المكيفات الهوائية ملاذنا الوحيد للتخلص من حرارة الجو ومع هذه الظروف المناخية التي عرفت بقساوة حرارتها لجأت العديد من العائلات الجزائرية للمكيفات الهوائية كحل لمشكل الارتفاع المحسوس للحرارة وهو ما أعربت عنه العديد من العائلات ممن التقتهم السياسي في جولتها الاستطلاعية ليقول في هذا الصدد جمال من العاصمة حقيقة لا يمكنني الاستغناء عن المكيف الهوائي في ظل هذه الأجواء الحارة خاصة وقد حان موعد الصيام، فالمكيفات الهوائية ملاذنا الوحيد للهروب من لفحات أشعة الشمس الحارة ، ومن جهة أخرى يقول رابح الذي التقيناه في أحد المحلات الخاصة ببيع الأجهزة الكهرومنزلية إن ارتفاع درجة الحرارة خلال هذه الأيام أملى علينا شراء المكيفات والاستعداد للصوم في أجواء مفعمة بالبرودة وفي ذات السياق تقول فاطمة من بلدية عين البنيان أنها لا تستطيع المكوث داخل غرف منزلها لارتفاع درجة الحرارة، كما أن الشارع لا يختلف عن ذلك، وهو الأمر الذي دفعها للتفكير في اقتناء مكيف هوائي ليقيها وعائلتها من حرارة الصيف هذا وبالرغم من أنها مقتنعة أن فاتورة الكهرباء ستكون عالية مع نهاية الشهر إلا أن ما يضفيه من برودة يشفع لها . وعن العروض المقدمة من قبل التجار يقول محمد العروض تختلف من علامة لأخرى وتبقى الماركا الأفضل والأغلى ثمنا ولكن أغلب أجهزة التبريد يتراوح ثمنها بين 2 مليون سنتيم و5 ملايين سنتيم إلا أنه ورغم تكلفته الباهظة بالنظر إلى ميزانية الكثير من الأسر الجزائرية إلا أن المكيفات الهوائية تبقى الملاذ الوحيد للتخلص ولو لوقت قصير من حرارة الجو وعن ثقافة المواطنين حول الأخطار الصحية لهذه الأجهزة تقول سعاد إن هذه الحرارة دفعتنا للتفكير عن كيفية التخلص منها دون التفكير في الأخطار الصحية التي قد تلحق بنا من جراء الاستعمال المفرط لهذه المكيفات ومن جهة أخرى اعترف العديد من المواطنين بمدى مخاطر هذه الأخيرة إلا أنها باتت من الضروريات في أغلب البيوت الجزائرية. طبيب: التعرض المطول للمكيف قد يؤدي للإصابة بهذه الأمراض وللتعرف أكثر عن الأخطار الصحية الناجمة عن الاستعمال المفرط والجلوس المطول أمام المكيفات الهوائية يقول الطبيب س.محمد : رغم إيجابية هذه الأجهزة الهوائية في التخفيف من ضغط درجة الحرارة في المنازل وحتى في المؤسسات إلا ان هذه الأخيرة مصدرا للكثير من الأمراض ، فقد يكون الجلوس أمام المكيفات الهوائية مغريا للكثير من المواطنين لكنه يشكل خطرا على صحتهم على المدى القصير والطويل. لكون هذا الأخير يتسبب في بعض الأمراض التنفسية والتهابات القصبات الهوائية، كما يعتبر المكيف الهوائي جامعا نشيطا للميكروبات والفطريات إذا لم تتم صيانته بشكل دوري، وهذه الفطريات تعد وباء للأشخاص الذين لديهم القابلية لاستقبالها مثل مرضى الربو، وهو أيضا يؤدي لأمراض صدرية كثيرة مثل الحساسية الصدرية. ولا يقف تأثيره عند هذا الحد بل أيضا لمن يعانون من حساسية في الأنف والعين أيضا و هو الشيء ذاته الذي أثبتته العديد من الدراسات الحديثة وتبين الأبحاث أن البرودة الناجمة عن المكيفات تؤدي إلى ضيق في القصبات الهوائية سواء كان المتعرض لها نائما أو مستيقظا، وأن النوم لساعات طويلة في غرف مكيفة يفضي إلى تعب وإرهاق وإعياء وشد عضلي خاصة في أجزاء الجسم التي كانت عرضة أكثر من غيرها لبرودة المكيف المباشرة لذا وجب الانتباه بشكل كبير لهذه الأمور وعدم التعرض للمكيفات الهوائية لفترة طويلة للتقليل من خطر الأمراض التي قد تنجم عن استعماله السيئ لذا وكطبيب انصح المواطنين ان يتصرفوا بطريقة واعية لتجنب هذه الأمراض التي قد تلحق بنا أثناء التعرض المطول للمكيفات الهوائية .