زاد إقبال المواطنين، هذه الأيام، على محلات بيع المكيفات الهوائية حيث تشهد منطقة الحميز المعروفة ببيع مثل هذه الأجهزة توافدا كبيرا للمواطنين الذين أنهكهم الارتفاع الكبير في درجات الحرارة هذه الأيام، وهو الأمر الذي تفطن له الباعة وشرعوا في عمليات بيع بالتقسيط وتخفيض الأسعار في عروض مغرية لشهر رمضان الكريم الذي يحتل هذه الصائفة جزءا كبيرا من شهر أوت المعروف بارتفاع درجات حرارته. استطاعت درجات الحرارة المرتفعة أن تدفع بالكثير من الأسر الجزائرية إلى البحث عن طرق لتبريد البيت سواء باقتناء أجهزة التكييف أو الاعتماد على الأجهزة التقليدية القديمة للتبريد والتي لا يتجاوز ثمنها 2000دج. لكن العروض المغرية لتجار أجهزة التبريد بمنطقة الحميز دفعت الكثير من الأسر إلى اقتناء مثل هذه الأجهزة تحسبا لشهر رمضان الكريم الذي سيشهد حتما ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، وهو ما جعل البحث عن مكيف أكثر من ضروري قبل ان يقضي الشهر الفضيل على ميزانية الأسرة. ماركات عالمية بالتقسيط المريح شجعت العروض المقدمة من قبل تجار الأجهزة الكهرومنزلية في منطقة الحميز الكثير من العائلات الى التقدم لاقتناء مكيفات تقيمهم حرارة الجو التي تجاوزت في الأيام الأخيرة الأربعين درجة، فلم تبالِ شريحة واسعة منهم بالاستهلاك الكبير لهذه الأجهزة للكهرباء فلكل أسرة حيلتها في التقليل من ذلك، وهو الأمر الذي أكدته لنا سيدة كانت تقوم بجولة في محلات الحميز، حيث أكدت أن اقتناء المكيف الهوائي أكثر من ضروري خاصة مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة. وعن استهلاكه الكبير للكهرباء أكدت السيدة أن تشغيل الجهاز داخل المنزل لا يتم بصفة دائمة ''فيكفينا فقط تبريد الغرفة والجلوس فيها''. وأضافت أنه ''من غير المعقول ترك المكيف يعمل أربعا وعشرين ساعة فقد يؤثر ذلك بشكل سلبي على صحتنا''. أما سعيد مواطن من الدارالبيضاء كان بصدد اقتناء مكيف هوائي، فقد ذكر لنا أنه لا يستطيع المكوث داخل غرف منزله لارتفاع درجة الحرارة كما أن الشارع لا يختلف عن ذلك، ففكر في اقتناء مكيف هوائي ليقيه حرارة الصيف. ومع أنه مقتنع أن فاتورة الكهرباء ستكون عالية مع نهاية الشهر إلا أن ما يضفيه من برودة يشفع له. وعن العروض المقدمة من قبل التجار أكد سعيد أن ''العروض تختلف من علامة لأخرى فالماركات الأوروبية تبقى الأحسن رغم ارتفاع ثمنها ولمن يريد اقتناءها بالتقسيط لكن جميع أجهزة التبريد يتراوح ثمنها بين 2 مليون سنتيم و5ملايين سنتيم، وهي مبالغ تبقى بعيدة عن متناول المواطن البسيط، لكن ما رأيته خلال تجوالي بين محلات بيع هذه الأجهزة هو تواجد فئات مختلفة من المواطنين عائلات بسيطة وأخرى ميسورة الحال والجميع جاء للتقليل من ارتفاع درجات الحرارة ولو لفترة من اليوم خاصة في شهر رمضان الكريم''. الاستعمال السيئ يزيد من مخاطره الصحية رغم تكلفته الباهظة بالنظر الى ميزانية الكثير من الأسر الجزائرية. إلا أن المكيفات الهوائية تبقى الملاذ الوحيد للتخلص ولو لوقت قصير من حرارة الجو، لكن رغم ميزانيتها المتعددة تبقى المكيفات الهوائية مصدرا للكثير من الأمراض التي تتسبب فيها، فقد يكون الجلوس أمام المكيفات الهوائية مغريا للكثير من المواطنين لكنه يشكل خطرا على صحتهم على المدى القصير والطويل. وحسب الدكتور ''كتفي محمود'' أخصائي الأمراض الصدرية والتنفسية فإن المكيف يتسبب في بعض الأمراض التنفسية والتهابات القصبات الهوائية، كما يعتبر المكيف الهوائي جامعا نشيطا للميكروبات والفطريات إذا لم تتم صيانته بشكل دوري، وهذه الفطريات تعد وباء للأشخاص الذين لديهم القابلية لاستقبالها مثل مرضى الربو، وهو أيضا يؤدي لأمراض صدرية كثيرة مثل الحساسية الصدرية. ولا يقف تأثيره عند هذا الحد بل أيضا لمن يعانون من حساسية في الأنف والعين أيضا. ويضيف الدكتور كتفي قائلا إن مزايا التكييف المنزلي أو في مقرات العمل لا تقلل أبدا من مخاطره الصحية لذلك وجب الانتباه بشكل كبير للأمر وعدم التعرض للمكيفات الهوائية لفترة طويلة للتقليل من خطر الأمراض التي قد تنجم عن استعماله السيئ. س.ح