غياب التكفل بأطفال متلازمة أسبرجر يهدد صحتهم العقلية يواجه مرضى متلازمة أسبرجر بقسنطينة الكثير من المشاكل الناجمة عن غياب التكفل المتخصص، مما تسبب في ضياع هذه الفئة التي تتمتع بنبوغ و ذكاء ملفت، حسب عدد من الأولياء اليائسين لرؤية صغارهم يعاملون كمجانين أو متخلفين ذهنيا، و يعزلون في الأقسام بالمدارس العادية إلى أن يبلغوا السن القانوني للطرد. و أكد بعض الأولياء الذين التقت بهم النصر، رفضهم معاملة أبنائهم كباقي المرضى المصابين بأنواع التوّحد المعقدة، باعتبار الأسبرجر نوع خفيف من هذا الداء الأكثر شيوعا عند الذكور منه عند الإناث، مع ربين عن تخوّفهم من رؤية أطفالهم الذين شخصت لديهم أعراض أسبرجر، يؤولون إلى ما آل إليه شباب مصابون بهذه المتلازمة و الذين تدهورت حالتهم النفسية و ظهر ت ل ديهم أعراض ال كآبة بسبب عدم فهم الآخرين لهم و مط اردتهم بنظرات تضاع ف حالة انعدام الثقة لديهم، أو يطلقون عليهم صفة مجنون، في حين أن الكثير من الأطباء المتخصصين لا يرون في هذه الم
تلازمة مرضا مميّزا و يعتبرونه طيفا من اضطرابات التوّحد. و اشتكت والدة الطفل محمد الأمين من ظاهرة تهميش هذه الفئة التي قالت بأنها تلقى المتابعة و العناية عالية المستوى في الخارج و حتى في البلدان المجاورة، لما أثبتته عمليات التكفل المتخصص و المناسب بهم من نتائج إيجابية تبعث على التفاؤل. و تأسفت للوضع الذي يعيشه ابنها و الكثير من الأطفال مثله، بسبب عدم تفهم الآخرين لحالتهم الخاصة، و استرسلت قائلة بحرقة "ابني ليس مختلا عقليا، بل يتمتع بذكاء خارق، بعبّر عنه لفظيا و ليس كتابيا، و في مجالات متخصصة. و أسرت كيف أن حالة ابنها البالغ من العمر 14سنة، بدأت في التدهور بمجرّد انتقاله إلى مرحلة التعليم المتوّسط، أين تسبب غياب الرعاية و الاهتمام من قبل الأسرة التعليمية في عزلته و تراجع مهارات التواصل لديه، بعد أن نجح في تحقيقها بشكل ملفت مع زملاء الدراسة في المرحلة الابتدائية. و من جهتها ذكرت أم فادي البالغ من العمر 12سنة، أنها تسعى لحماية ابنها بأي طريقة ممكنة، حتى لو اضطرها ذلك لاختيار الهجرة إلى الخارج، مؤكدة بأنها تشعر براحة و اطمئنان كلما تحدثت مع الطبيب المعالج لابنها بخصوص عدم معاناة ابنها من مرض عقلي أو تخلف ذهني قد يعيق حياته الطبيعية، إلا أن تكرّر شكاوي المعلمين و تدمرهم المستمر من حركات طفلها و وصفها بغير العادية و الغريبة أحيانا، يجعلها تخشى على مستقبل صغيرها الذي كثيرا ما يرجع إلى البيت في حالة نفسية سيئة و قالت أم يحيى بأنها انضمت إلى جمعية خاصة بمرضى التوّحد، لكنها انسحبت منها بعد فترة وجيزة بعد تأكدها من عدم جدوى نشاطاتها لاعتمادها على نفسانيين شباب تنقصهم الخبرة. و أردفت معلّقة بأن حالة أبنائهم تحتاج لرعاية خاصة، تراعي ذكاءهم و براعتهم في الحفظ و الإبداع في عدة مجالات مؤكدة بأن ابنها البالغ من العمر 12سنة يحفظ أسماء الديناصورات و يفرّق بين أصنافها الكثيرة و يستعمل أسماءها العلمية وكأنه خبير ديناصورات حقيقي. و أكدت السيدة عائشة بأن طلبهم الوحيد اليوم، هو منح صغارهم فرصة التمدرس في ظروف مواتية، مع ضمان المرافقة النفسية المتخصصة لهم، إلى غاية مرحلة البلوغ لحمايتهم من مشاكل صعوبة الاندماج و التواصل مع الآخرين و بالتالي إنقاذهم من الاكتئاب و الشرود الناتج عموما عن تهميشهم و عزلهم المستمر، مثلما حدث مع الكثيرين منهم بالكثير من المدارس رغم اعتراف الأساتذة بذكائهم الشديد. و للإشارة سميت متلازمةُ أسبرجر نسبةً إلى هانس أسبرجر، وهو طبيب أطفال أسترالي اكتشف هذا المرض عام 1944 أثناء مراقبته الأطفال الذين يعانون من صعوبة في التواصل الاجتماعي. و قد تتسبّب متلازمة أسبرجر في مشاكل في اللغة و في مهارات التواصل. كما يمكن أن تسبب هذه الاضطرابات أفكارا وسلوكيّات متكرِّرة.