عائلات تقبل على جني الزيتون مناصفة مع ملاك البساتين للهروب من غلاء سعر الزيت تميز الموسم الجاري لجني الزيتون بولاية برج بوعريريج ، بالإقبال الكبير على البساتين و الحقول منذ بدايات شهر نوفمبر ، من قبل ملاك حقول أشجار الزيتون ، وسط وفرة في المنتوج مقارنة بالعام الفارط ، و المميز خلال هذا الموسم عودة العديد من العائلات من ولايات خارجية إلى حقولها لجني المحصول ، إضافة إلى اعتماد طريقة تقسيم المحصول مناصفة بين ملاك الحقول و العائلات التي ترغب في جني الزيتون ، بغية توفير مادة الزيت التي عرفت أسعارها ارتفاعا بلغ ال 500 دينار. الارتفاع الذي طرأ على أسعار زيت الزيتون خلال السنوات القليلة الفارطة ، دفع بالعديد من العائلات القاطنة بالمدن إلى البحث عن مصادر إضافية للتقليل من أعباء تكاليف المعيشة و توجهها مجبرة لجني المحصول رغم افتقارها لبساتين أشجار الزيتون ، حيث اعتمد الكثير منهم على طريقة الجني مناصفة مع ملاك الحقول ، بعدما قفزت أسعار اللتر الواحد من الزيت بحوالي 300 دينار في السنوات الأربع الأخيرة ، فيما كان سعره قبلها لا يتجاوز ال 200 دينار و يقتصر جنيه في غالب الأحيان على العائلات القروية . و قد استغلت العديد من العائلات فرصة العطلة الشتوية للجني ، و ذلك باصطحاب أبنائهم المتمدرسين لمساعدتهم ، و شهد الموسم الحالي الذي يمتد من شهر نوفمبر حتى شهر فيفري إقبالا كبيرا للعائلات من المدن ، حيث يتوجه أفرادها في كل صباح إلى حقولهم المتواجدة في المناطق القروية الكائنة في غالبها ببلديات الجهة الشمالية لولاية البرج و كذا الجهة الغربية المعروفة بإنتاجها الوفير للزيتون ، فيما عمدت عائلات أخرى بحكم ظروفها إلى منح بساتينها لعائلات أخرى مقابل الحصول على نصف المنتوج من مادة الزيت . و تميز الموسم الحالي لجني الزيتون بعدم استقرار الظروف الجوية ، حيث عرفت بعض المناطق برودة شديدة على غرار قرى بلديات الجهة الشمالية مثل بلدية تفرق و الجعافرة و الماين الكائنة في أقصى الجهة الشمالية المعروفة بجودة زيوتها ، و رغم ذلك تشرف معظم العائلات على المراحل النهائية لموسم الجني ، و الجدير ذكره أن هذه المناطق عرفت بالمناسبة عودة كثيفة لسكانها المهاجرين باتجاه المدن. في سياق متصل تتوقع مصالح مديرية الفلاحة بولاية برج بوعريريج إنتاج أزيد من 100 ألف قنطار منتمادة الزيتون خلال العام الحالي ، بمختلف المساحات المخصصة لأشجار الزيتون و الموزعة على ربوع الولاية ، حيث تقدر مساحة الأراضي المنتجة أزيد من 13342 هكتار ، من إجمالي المساحة المزروعة و المقدرة بأزيد من 19 ألف هكتار ، و فيما عرف مردود الهكتار الواحد تراجعا في الإنتاج خلال الموسم الفارط من 13 قنطار في الهكتار إلى 07 قناطير ، تتوقع ذات المصالح ارتفاعا في المردود خلال العام الحالي بالنظر إلى الوفرة في المنتوج و مواءمة الظروف المناخية خلال فترة الإزهار . و من المنتظر أن ترتفع نسبة الإنتاج المرتقبة بنسب تتراوح بين 10 و20 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية التي سجل خلالها إنتاج 93 ألف قنطار، و تبقى هذه النسب حسب مديرية الفلاحة ضئيلة لاعتماد المزارعين على الطرق البدائية في الجني و كذا في زراعة الزيتون. تبقى الإشارة أن سعر اللتر الواحد بقي مستقرا في السنوات الفارطة في حدود ال 500 دينار ، مع وجود فارق ضئيل في الأسعار الذي يعود إلى نوعية الزيت حسب المذاق ، حيث يعد زيت المنطقة الشمالية الأكثر غلاء بالنظر إلى نوعيته الجيدة ، و هومصدر رزق لمئات العائلات التي تعتمد على الزراعة المعاشية في تحصيل قوتها اليومي.