ترميم قصر بوقندروة بالبليدة وتحويله إلى معلم تاريخي شرعت مؤخرا السلطات المحلية لولاية البليدة في ترميم قصر بوقندورة ببلدية الأربعاء قصد تحويله إلى متحف ومعلم تاريخي، وذلك بعد أن رحلت 36 عائلة كانت تقيم فيه إلى سكنات اجتماعية جديدة، بحيث هذا القصر الذي كان مركزا للتعذيب خلال الثورة التحريرية يروي بين جدرانه وفي زواياه المختلفة عدة قصص للتعذيب والقتل التي كان يرتكبها الاستعمار الفرنسي بهذا المكان ضد المجاهدين والفدائيين الذين يتم القبض عليهم. وحسب رئيسة مصلحة مكلفة بتسجيل الشهادات التاريخية بمديرية المجاهدين لولاية البليدة،فإن هذا المركز كان يشرف عليه السفاح أنطوان أرقود ،وبوكي المدعو بوذراع ، وقد مارس السفاحين أبشع صور التعذيب ضد المجاهدين،كما قتلوا العشرات تحت التعذيب بنفس المكان، و تضيف نفس المتحدثة بأن عساكر الجيش الفرنسي كانوا بعد أن ينتهوا من فصول التعذيب يقومون برمي المجاهدين المعذبين وسط خم الدجاج، وهو نوع آخر من التعذيب بحيث يجد المجاهد نفسه وسط روائح كريهة ولا يستطيع حتى النوم ،وفي نفس السياق يروي المجاهد عمي عمر بعض هذه الصور للتعذيب التي كانوا يخضعون لها بهذا القصر، ومنها التعذيب بالكهرباء،والمياه وغيرها، وقال بأن السلطات الاستعمارية كانت تخضع المجاهدين المقبوض عليهم للتحقيق بهذا المكان،من أجل نزع اعترافات منهم، وأضاف بأن التعذيب كان يستمر إلى غاية 45 يوما، مؤكدا بأن العديد منهم توفوا تحت التعذيب، ومن كانت لهم في العمر بقية يحولون إلى السجون منها سجن سركاجي وبوغار ،كما تحدث في نفس الإطار المجاهد عمي علي عن بعض هذه الصور للتعذيب ،و أشار إلى تعرضه لتعذيب شديد بهذا المكان من طرف الجيش الفرنسي،وأكد بأن أغلب الذين كانوا يحولون إلى هذا المركز يتوفون تحت التعذيب. من جانب آخر أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني أثناء زيارته للمركز الأسبوع الماضي على ضرورة أن يتحول هذا القصر إلى معلم تاريخي هام يروي قصص التعذيب المختلفة التي ارتكبت في هذا المكان،كما دعا في نفس الإطار إلى التنسيق مع مديرية التربية للولاية من أجل تنظيم زيارات دورية للطلبة قصد الوقوف على القصص التي يحملها هذا القصر وسط جدرانه، واطلاعهم على طرق التعذيب المختلفة التي كانت تمارسها فرنسا ضد الجزائريين .