شب سهرة أول أمس في حدود الثامنة والنصف مساء، حريق مهول بالطابقين الخامس والسادس لفندق «نوفوتيل» المتواجد بوسط مدينة سطيف، الذي يوجد في طور البناء وشارفت أشغاله على الانتهاء، إثر حدوث شرارة كهربائية حسب عمال الورشة. النيران المشتعلة امتدت لتلتهم مواد كيميائية وعوازل مطاطية وخشبية وكوابل ومواد تستخدم في التلصيق بمساكة الأسقف، وكذا الجدران سريعة الالتهاب، و لم تسجل خسائر بشرية أو جرحى، ما عدا الخسائر المادية التي تمثلت في أفرشة الأرضيات، و صفائح من مادة البولستيران، ورق تغليف الجدران، علب خشبية، غرف و أفرشة النوم، إضافة إلى إتلاف وتحطم أجزاء من سقف الطابق العلوي وسراديب تقنية تأوي مختلف الشبكات (كهرباء وغاز والتكييف). الحريق حسب المكلف بالإعلام بمديرية الحماية المدنية، أدى إلى تلف جزء كبير من الطابق السادس الذي اندلعت فيه النيران، لتمتد إلى الطابق الخامس، و كاد أن يمتد إلى طوابق أخرى بسبب انتشاره أفقيا، لولا تدخل عناصر الحماية المدنية التي سخرت 10 وحدات منها 14 شاحنة إطفاء مدعمة بسلمين ميكانيكيين، 03 سيارات إسعاف وأكثر من 100 عون إطفاء من مختلف الرتب، وأخمدت الحريق في ظرف ساعتين تقريبا. مع وضع أعوان الحماية المدنية في ولايات مجاورة في حالة تأهب تحسبا لأي طارئ. النصر تنقلت فور اندلاع الحريق إلى عين المكان، ووفق ما استقته من عمال وأعوان أمن، فإن الشرارة اندلعت في حدود الثامنة والنصف ليلا، بحيث شاهدوا نورا، اعتقدوا بأنه مصباح كهربائي نسيه عمال الورشة مشتعلا «لكن بمجرد انفجار زجاج بغرفة متواجدة بالطابق السادس، أدركنا –يقولون- بأن الأمر يتعلق بحريق اندلع بالقرب من مكان تواجد مواد سريعة الالتهاب، لنصعد إلى موقع اندلاعه، أخذنا معنا مطفآت ووسائل إخماد الحريق، لكننا وقفنا على امتداد ألسنة اللهب، بموازاة مع ذلك قمنا بالاتصال بالحماية المدنية، التي يقع مقرها على مرمى حجر من موقع المشروع، و التي تدخلت بإحضار عدة شاحنات إطفاء» يقول أحد أعوان الحراسة وجدناه بعين المكان في حديثه لا. مدير الحماية المدنية المقدم عبد الحكيم شابور، الذي التقينا به في عين المكان قال بأن التحقيقات ستباشر بغرض معرفة الأسباب الحقيقية لاندلاع الحريق مضيفا « لقد اندلع الحريق في الطابق السادس ووجدنا صعوبات كبيرة في الدخول إلى موقع المشروع، بسبب ركن الآليات والشاحنات بمحيطه، مما صعب علينا التدخل بسرعة لإخماده، لقد سخرنا كل الإمكانات المادية والبشرية المتاحة بإقليم مدينة سطيف وجلبنا أخرى من خارجها» النصر تنقلت صبيحة أمس لموقع الحادث، من جديد من أجل أخذ تصريحات رسمية من طرف الجهة المسؤولة عن المشروع، لكن تعذر الأمر بسبب وصول عدة لجان تحقيق من بينها الشرطة العلمية، قيل لنا بأنها قدمت من الجزائر العاصمة و قسنطينة من أجل رفع البصمات والتحري حول أسباب الحادث إن كان بفعل فاعل أو مجرد حادث عرضي. للتذكير فإن مشروع فندق «نوفوتال» لمالكه رجل الأعمال المعروف جيلالي مهري، مقسم إلى بنايتين، الأولى تابعة لسلسلة الفنادق العالمية «إيبيس» وبناية ثانية مقابلة وملاصقة للأولى، تابعة لسلسلة الفنادق العالمية «نوفوتال» التي شب فيها الحريق. و تشرف على أشغال إنجاز البنايتين شركة «ميمكو» التركية، و قد قاربت الأشغال على الانتهاء وبقي 3 أشهر على استلام المشروع. بنايتا الفندقين تتوسطان مقرات إدارية حساسة مثل مقر الولاية ومقر الدائرة و مقر القطاع العملياتي العسكري وبمحاذاة مقر البنك المركزي. و قد خلّف الحريق حالة من الذعر في أوساط سكان مدينة سطيف، خصوصا بعد صعود أعمدة الدخان وظهور ألسنة اللهب، تبعها انبعاث رائحة احتراق مواد كيماوية ومطاطية. وقد أعلنت حالة استنفار قصوى بغلق الطرق المؤدية لموقع الحادث و حضور السلطات المحلية في الدقائق الأولى ممثلة في والي الولاية ورئيس البلدية، خصوصا و أن حريق مصنع «سامسونغ سامحة» بالمنطقة الصناعية لمدينة سطيف لا يزال في الأذهان، ولم تمض عليه سوى بضعة أشهر، ما جعل المواطنين يطرحون تساؤلات حول أسباب نشوب هذه الحرائق في منشآت ضخمة بحجم مصنع وفندق في ظرف قصير.