كشف المخرج الجزائري، أحمد راشدي للنصر، بأنه يحضر لمشروع فيلم تاريخي ثوري جديد بعنوان" أسوار القلعة السبعة" و هو الآن بصدد العمل على ضبط السيناريو الخاص به، حيث ينتظر أن يكون الفيلم بمثابة ملحمة جديدة تروي بعض تفاصيل الثورة التحريرية المجيدة و تنقل تصورا دراميا لأحداثها و لمسار أبرز رموزها. أحمد راشدي أوضح في اتصال بالنصر، عقب العرض الشرفي لفيلمه الأخير» كريم بلقاسم»، الذي عرض أول أمس بالعاصمة، بأن « أسوار المدينة السبعة» ملحمة أخرى ستضاف إلى رصيده من الأفلام التاريخية، على اعتبار أن توثيق تاريخ الثورة التحريرية و سرد قصص نضال الشعب الجزائري ضد المستعمر، تعد من بين أهم أولوياته، بالرغم من صعوبة الأمر ،نظرا لنقص المصادر التاريخية الموثوقة، ما يجعل صناعة السينما الثورية مهمة معقدة. و استشهد المخرج بتجربته في فيلم « كريم بلقاسم»، مشيرا إلى توفر كتاب واحد حول حياة البطل، و نضاله، أما خلاف ذلك فقد أكد المتحدث، بأن ضبط سيناريو العمل، اضطره للتنقل إلى مدن كثيرة على غرار الدار البيضاء المغربية، للبحث عن بعض التفاصيل التي لها علاقة بشخصيات الفيلم، ويتعلق الأمر أساسا بقضية استشهاد عبان رمضان، رفيق كريم بلقاسم في النضال ،و أحد قادة و منظري الثورة التحريرية. صاحب رائعة « الأفيون و العصا»، تحدث بإسهاب عن مشكل غياب المصادر التاريخية، كون الأمر يتعلق كما بين، بمصداقية العمل، و القدرة على إبراز التاريخ بشكل صحيح غير محرف، فضلا عن سرد حقائق و خبايا تساهم في توضيح طبيعة بعض الأحداث، و تبين وجهة نظر صناعها. ما من شأنه عرض صورة قريبة للواقع، لأن دور السينما الثورية لا يقتصر على التصوير فقط، بل على التأريخ بالدرجة الأولى. أما بخصوص الفيلم، و مدته ساعتين و نصف الذي شارك فيه الممثلون مصطفى لعريبي، و كمال رويني، و الممثل أحمد رزاق، فقد أكد أحمد راشدي بأنه ركز من خلال أحداثه على تقديم الوجه الإنساني للثورة التحريرية، و لرموزها على غرار العقيد عميروش، العربي بن مهيدي و عبد الحفيظ بوالصوف، وهو البعد الذي لم تعهده السينما الجزائرية، حسبه. كما سعى من خلال تداخل الأحداث التي تناولت مواضيع حساسة، كالخلافات بين القادة حول تفضيل السياسي عن العسكري أو العكس، إضافة إلى طرح مسألة الخلافات حول العمل في داخل البلاد و في الخارج، عرض صورة واقعية عن المجاهد الإنسان، بمبادئه وطموحاته وأيضا بأخطائه. من جهة ثانية، أشار المخرج الجزائري الذي اختار مشهد التوقيع على اتفاقية «إيفيان» كنهاية لفيلم «كريم بلقاسم «، إلى أهمية مرحلة ما بعد الاستقلال، بالنظر إلى أن كريم بلقاسم اغتيل بألمانيا، بعد ثمان سنوات من الاستقلال، معتبرا بأن هذه المرحلة لا تقل أهمية عن مراحل حرب التحرير، كونها عرفت تفاصيل كثيرة و مهمة، وهو ما يجعلها بحاجة إلى عمل إضافي يسلط الضوء عليها . و أوضح المخرج بأنه بصدد التفكير في مشروع سيناريو، يتناول بعض الأحداث التي سجلت بعد 5 جويلية 1962.