نزل المخرج السينمائي أحمد راشدي ضيفا على جمعية ''الجاحظية'' مساء أول أمس، أين تطرق لعدد من المواضيع المتعلقة بواقع ومسار السينما الجزائرية، كاشفا في معرض حديثه أنه بصدد تحضير مشروع فيلم تاريخي جديد يتناول سيرة ونضال المجاهدة الرمز جميلة بوحيرد، في حين لايزال في انتظار الموافقة الرسمية على تصوير مشاهد الفيلم السينمائي الثوري ''كريم بلقاسم'' الذي تحفظت لجنة القراءة بوزارة الثقافة على بعض ماجاء في السيناريو، طالبة من راشدي إحالته على وزارة المجاهدين لإعطاء رأيها فيه. وفي ذات السياق، أوضح مخرج ''الطاحونة'' أن بحوزته بعض الوثائق والرسائل الشخصية التي اعتمد عليها في كتابة سيناريو ''كريم بلقاسم''؛ من بينها ''لقاء القصبة'' التاريخي بين كريم بلقاسم وعبان رمضان ورابح بيطاط. وعرج ضيف ''الجاحظية'' على الحديث عن فيلم ''الخارجون عن القانون'' الذي أثار ضجة كبيرة قبل وبعد ترشيحه للمنافسة الرسمية في مهرجان ''كان'' في طبعته الثالثة والستين، مؤكدا أن ''مهمة السينمائي تكمن في القيام بأعمال سينمائية روائية تنبثق من التاريخ وليست كتابته''. واعتبر المحاضر أن هذا الفيلم ليس تاريخيا ولايمكن القول إنه يكشف جوانب خفية من مجازر الثامن ماي 1945 كونه لم يتضمن سوى 6 دقائق عن تلك الأحداث، وهو ما اعترف به مخرج الفيلم رشيد بوشارب نفسه، كما جاء على لسانه. وعدا هذا، ربط راشدي الهجوم الذي تعرض إليه ''الخارجون عن القانون'' بعدم ''هضم'' متطرفين فرنسيين لاستقلال الجزائر، فبادروا، حسبه، بإثارة تلك الضجة الإعلامية والسياسية، مدفوعين بتحريض أوساط سياسية يمينية رسمية لخدمة مشاريع انتخابية لا علاقة لها بالتاريخ أو ماضي فرنسا الاستعماري. وعن فيلمه الأخير ''مصطفي بن بولعيد''، قال راشدي إنه ''أول فيلم جزائري يتناول سيرة بطل بمفرده من أبطال الثورة التحريرية، وهو مختلف عن جميع الأفلام التي أنجزت في السينما الجزائرية، حيث يحاول نقل الكثير من المحطات المهمة في تاريخ الثورة ويلتقط لحظات محورية أهمها اجتماع القادة الستة برئاسة بن بولعيد، الذين فجروا الثورة''، كاشفا أن هذا العمل سيتم عرضه خلال شهر رمضان المبارك عبر التلفزيون في شكل مسلسل من عشر حلقات. من ناحية أخرى، رسم أحمد راشدي صورة سوداء عن واقع السينما الجزائرية، معتبرا أنه ''لا توجد أفلام سينمائية جزائرية أنجزت خلال سنة ,2009 أما الأفلام المشاركة في مختلف المهرجانات، فكلها منجزة خارج الجزائر والبعض منها مدعم من وزارة الثقافة رغم قدرات الجزائر الكبيرة برجالها السينمائيين''. كما أوضح في هذا الإطار أن السينما الجزائرية لا تزال تعاني من مشكل الدعم والتمويل والإمكانيات، مضيفا أن ''التمويل مشكلة كبيرة خاصة أن الأموال موجودة ولكن الميكانيزمات غائبة، ويضاف إلى ذلك مشكل انعدام قاعات العرض التي لا يتجاوز عددها العشرين بعدما كنا نملك 550 قاعة''.