عادت الحياة إلى طبيعتها أمس بعاصمة الأهقار تمنراست حيث فتحت المحال التجارية والهيئات والإدارات العمومية، بينما استمر الاعتصام بمدينة عين صالح التي شهدت أمس مسيرة جديدة شارك فيها حوالي ألفي شخص، ورفض ممثلو المجتمع المدني التحدث مع موفدي محافظة حزب جبهة التحرير الوطني إلى هناك، وأبلغوهم أنهم ليسوا بحاجة إلى أن يتبنى الحزب مطلبهم أو أن تسيس قضيتهم. غداة الزيارة التي قام بها موفد رئيس الجمهورية اللواء عبد الغني هامل إلى مدينة عين صالح شمال ولاية تمنراست استمر اعتصام المحتجين بالمدينة ضد استغلال الغاز الصخري، هؤلاء نظموا مسيرة جديدة إلى أمام مقر الدائرة شارك فيها حوالي ألفي شخص حسب مصادر من عين المكان، وفي الكواليس ينتظر المحتجون إما زيارة مسؤول حكومي كبير للمدينة لحمل الجديد، أو إعلان قرار هام من السلطات العمومية يلغي قرار استخراج الغاز الصخري، وفي الأثناء شهدت المؤسسات التربوية في المدينة تذبذبا واضحا، حيث عاد بعضها إلى غلق أبوابه بسبب المسيرات والاعتصامات اليومية التي تشهدها المنطقة، بينما استمرت مؤسسات أخرى في العمل. وتقول مصادر من عين صالح أن سكان المدينة مرتاحين لزيارة اللواء عبد الغني هامل إلى المنطقة والحديث معهم حول أسباب الاحتجاجات التي يقومون بها، و تعتقد هذه المصادر أن باب التدخلات و محاولات الاحتواء قد أغلق بتعيين المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل مبعوث رسميا لرئيس الجمهورية إلى المنطقة، وهو اليوم وحده من سينقل ما سيصدر عن الدولة إلى سكان المنطقة والمحتجين. وبعاصمة الولاية تمنراست عادت الحياة إلى طبيعتها أمس، حيث فتحت المحال التجارية التي أغلقت أبوابها منذ أسبوع، كما فتحت الإدارات العمومية والهيئات الرسمية أبوابها هي الأخرى وعاد موظفوها إلى العمل بشكل عاد، كما عاد التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، ولم تعرف المدينة أمس أي نشاط احتجاجي، بينما ينتظر أن تنظم اليوم مسيرة كبيرة في المدينة وهو ما سيدفع التجار إلى غلق محالهم خوفا عليها. ورفض ممثلو المحتجين في دائرة عين صالح استقبال وفد عن محافظة حزب جبهة التحرير الوطني لولاية تمنراست، وقالت مصادر من هناك أن ممثلي المحتجين ابلغوا وفد الآفلان أنهم ليسوا بحاجة للحديث إليهم وليسوا بحاجة إلى أن يتبنى الحزب مطالبهم، وأنهم يرفضون الخوض في السياسة أو تسييس قضيتهم. ويعد هذا الرفض صفعة ليس للآفلان فقط بل لجميع الأحزاب السياسية التي تحاول في هذا الوقت الاستثمار في ملف استغلال الغاز الصخري، و في الاحتجاجات التي ينظمها سكان عدد من المدن بالجنوب ضد قرار الحكومة استغلال هذه الطاقة، ونشير أن الأمين العام للآفلان عمار سعداني كان قد أعلن نهاية الأسبوع الماضي أن الحزب قرر إيفاد أعضاء المكتب السياسي إلى كل ولايات الجنوب للوقوف على الوضع العام هناك ومحاولة فهم مطالب السكان، ومن ثمة المساهمة بعد ذلك في إيجاد الحلول للمشاكل التي تعرفها المنطقة، كما حل منذ يومين أيضا وفد عن جبهة القوى الاشتراكية بالمدينة في محاولة منه أيضا للوقوف على الوضع هناك لكن ممثلي المحتجين شكروا له سعيه التضامن والتعاطف معهم مبدئيا ورفضوا بالمقابل تسييس الملف أو ركوب الأحزاب السياسية موجة الاحتجاجات واحتوائها أو استغلالها لأغراض سياسية.