أعاد تأهل الخضر إلى الدور ربع النهائي من كان غينيا الاستوائية إثارة الجدل القائم وراء البحر بخصوص اللاعبين مزدوجي الجنسية، حيث أن ترويض رفقاء براهيمي لأسود التيرانغا في معركة مالابو أخرج الفرنسيين عن صمتهم، وفيما أكد سهرة أول أمس سمير ناصري أن اختياره اللعب للديكة، (على غرار عديد النجوم) يندرج ضمن مشروع رياضي ليس إلا، ويظل يحمل حب الوطن الأم في قلبه، من خلال تهنئته الخضر بالتأهل وافتخاره بهذا المنتخب عبر تغريدة في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أخذ موقع «20 دقيقة» الفرنسي على عاتقه مهمة العودة لفتح ملف اللاعبين مزدوجي الجنسية، وإثارة «قضية» اختيار عيد الشبان الموهوبين اللعب للجزائر، عوض فرنسا التي حملوا ألوان منتخباتها السنية. الموقع الذي أعد تقريرا مطولا عن الموضوع، أعاد التذكير بأن ستة عشر لاعبا من بين الثلاثة والعشرين الذين يشكلون تعداد المنتخب الوطني المشارك في النسخة الثلاثين من الكان ولدوا في فرنسا، وأضاف بأن الناخب الوطني كريستيان غوركوف لم يجد أي حرج في استغلال خزان اللاعبين مزدوجي الجنسية، وبلهجة تحمل الكثير من السخرية قال الموقع بأن الظاهرة لم تعد جديدة وتذكر الفرنسيين دوما بالقول:» من الأفضل أن يكون مصيرك مشابها لمصير زين الدين زيدان مع المنتخب الجزائري، على أن تعرف مصير كمال مريم الذي لعب ثلاث مباريات مع الديكة.ولم يخف الموقع مخاوفه من ضياع الموهبة الكروية نبيل فقير من الفرنسيين، حيث كتب بأن تسارع الأحداث يدفع إلى الاعتقاد بأن زيدان الجديد (في إشارة إلى فقير) سيختار اللعب للمنتخب الجزائري، في الوقت الذي سيكتفي منتخب فرنسا بمريم الجديد. وفي سياق تناوله للقضية تحدث الموقع للمدير الرياضي للخضر عام 2004 البلجيكي ستيفان باولس الذي أعاد التذكير بأيامه الأولى في الفاف، والإستراتيجية التي انتهجها الحاج محمد روراوة لخطف عصافير ناذرة في صورة عنتر يحيى ونذير بلحاج وكريم زياني، حيث قال:» لقد أخذت دليل بأسماء لاعبي الرابطتين الأولى والثانية والهواة، وتوجهت للحديث إلى جميع اللاعبين الذين يملكون جذورا تسمح لهم باللعب للجزائر، وقلت لهم بأن بأننا نعاني من نقص على مستوى بعض المراكز، كما حدثتهم عن المشاركة في الكان والمونديال وقد سارت الأمور على أحسن ما يرام».وأشار الموقع إلى أن مسؤولي الكرة الجزائرية تحدثوا إلى كريم بن زيمة الذي اعتذر بلباقة، ومع ذلك لم ييأسوا (يضيف الموقع) وأعادوا ربط الاتصال بخليفته في نادي ليون ومنتخب فرنسا للشبان ياسين بن زية، وذهب الموقع إلى أبعد من ذلك حين أكد بأن ما كان يبدو بديهيا باختيار أفضل اللاعبين اللعب للديكة وتحول الآخرين لحمل ألوان الخضر، لم يعد قاعدة معمول بها، وتم أخذ النجم سفيان فغولي كعينة، من خلال التذكير بآخر تصريح لنجم الخفافيش عبر صفحات جريدة ليكيب الفرنسية:» لقد ولدت في الضاحية الباريسية، لكنني اكتسبت ثقافة جزائرية في البيت، وهذا الارتباط بالوطن كان نتيجة طبيعية، وعليه فإن اختيار اللعب للجزائر كان اختيار القلب»، لتتم بعدها الإشارة إلى خطورة الأمر (حسب تعبير الموقع) على اعتبار أن أمثال فغولي كثيرون ممن يفضلون الجزائر بالعودة إلى الجذور العائلية، مضيفا:» في حال استماع ياسين (بن زية) للعائلة فلن يكون هناك أي نقاش، وسيتم اختيار الجزائر مباشرة، حسب ما أكده مناجيره الذي كشف بأنه تحدث إلى والدة اللاعب وأبدت سعادتها وتمنيها حمل نجلها قميص الخضر»، وفي معرض إشارة الموقع الفرنسي إلى الوضعية التي يعيشها نجوم أولمبيك ليون الحاليين ياسين بن زية، رشيد غزال ونبيل فقير، وتحذيره من مغبة خطفهم من طرف الجزائر، خاصة وأن والد فقير كان صريحا حين أكد فخره باختيار ابنه القميص الجزائري، والشيء نفسه بالنسبة لمدرب لوال فورنيي الذي حذر من ضياع فقير، وأعاد تأكيده باولس بقوله :» هؤلاء اللاعبين يسعدون بافتخار أوليائهم وجدودهم بهم، وهذا الأمر يعني الكثير بالنسبة إليهم».