تحدث الناخب كريستيان غوركوف خلال ندوته الصحفية الأخيرة حول قضية نبيل فقير الذي فضل قبول دعوة منتخب فرنسا للآمال، بعدما كانت كل المؤشرات توحي بقدومه إلى الجزائر، وتفهم التقني الفرنسي خيار نجم أولمبيك ليون، لكنه ليس مستعدا للتفريط في خدمات صاحب 21 عاما وهو نفس تفكير الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ذلك لأن فقير يمتلك إمكانيات كبيرة انفجرت مؤخرا مع ناديه الفرنسي وقد يكون ورقة مهمة بالنسبة ل"الخضر" مستقبلا، ولهذا فإن "الفاف" غير مستعدة للتفريط فيه لصالح الفرنسيين، حتى وإن تماطل في القدوم في المرة الأولى، علما أن هيئة محمد روراوة تضع في حسبانها الضغوط التي عاشها اللاعب والتي أثرت في قراره. ليس المونديال فقط من يُقنع مزدوجي الجنسية بالقدوم ظن البعض أن قدوم فقير محسوم ولا نقاش فيه، خاصة وأن المنتخب الوطني صنع لنفسه اسما من خلال ظهوره القوي في نهائيات كأس العالم الأخيرة ب البرازيل، إلا أن العكس قد حدث، بعدما فضل نجم ليون تأجيل قراره النهائي بخصوص الاختيار بين الجزائروفرنسا، وفضل دعوة منتخب "الديكة" للآمال التي ستمنحه الوقت حتى يفكر أكثر، وبإمكانه تغيير جنسيته الرياضية باعتباره لم يلعب مع أكابر فرنسا، لكن يبدو بأن الأمر لا يتعلق فقط بعودة المنتخب إلى الساحة، بل يتعداه لأمور أخرى ولعل أبرزها الضغوط المفروضة على اللاعبين من طرف الفرنسيين، بعد خسارة هذه "الديكة" للعديد من العناصر البارزة في الفترة الأخيرة.
ناصري وبن زيمة الوحيدان اللذان خسرهما "الخضر" ويلعبان الآن سبق للجزائر أن ضيّعت موهبة كروية لا يُكررها الزمن كثيرا، ويتعلق الأمر ب زين الدين زيدان الذي قاد منتخب فرنسا للتتويج بلقب كأس العالم 1998 ولقب كأس أمم أوروبا 2000، بالإضافة إلى بلوغ نهائي مونديال 2006 وإنجازات أخرى، كما خسرت خدمات لاعبين آخرين لصالح "الديكة" في صورة ستيفان زياني وكمال مريم، لكن اللاعبين الوحيدين اللذين لم يعتزلا حتى الآن، وخسرهما المنتخب الوطني هما كريم بن زيمة مهاجم ريال مدريد وسمير ناصري نجم مانشستر سيتي، إذ يعتبران النقطة السوداء الوحيدة بالنسبة ل"الفاف" التي لم تنجح حينها في إقناعهما باختيار الجزائر بدل فرنسا، رغم بعض المحاولات التي قادها المسؤولون وحتى الناخب الأسبق جون ميشال كافالي.