80 بالمائة من المتوفين بسبب لسعات العقارب أطفال كشفت أمس المكلفة ببرنامج مكافحة التسمم العقربي بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الدكتورة هلال أن الأطفال يمثلون نسبة 80 بالمائة من الوفيات المسجلة بسبب التسمم العقربي . وأوضحت المتحدثة لدى تدخلها في ملتقى جهوي خاص بولايات الشرق والجنوب الشرقي حول موضوع التسمم العقربي أن المكافحة المستمرة والتكفل الجيد بالمصابين مكن من تخفيض عدد الوفيات المسجلة في السنوات الأخيرة حيث انخفضت من 149 حالة سنة 1999 إلى 52 حالة فقط سنة 2009، غير أنها تأسفت لكون الأطفال هم الفئة الأكثر تضررا من هذه الظاهرة وهو ما يتطلب حسبها إعداد دراسة معمقة لتحديد الأسباب ومعالجتها، كما أشارت إلى استقرار عدد الإصابات بلسعات العقارب في السنوات الثلاث الأخيرة في حدود 50 ألف حالة وتناقص الوفيات من 80 حالة سنة 2007 إلى 77 حالة سنة 2008 لتصل إلى 52 حالة فقط سنة 2009، وهو ما يدل حسبها على نجاح عمليات التكفل بالمصابين، ودعت المتحدثة بهذه المناسبة الجميع إلى الانخراط في محاربة انتشار ظاهرة التسمم العقربي بداية بالمواطنين عن طريق تنظيف محيط عيشهم لأن 60 بالمائة من الإصابات تكون كما قالت داخل المنازل، ثم يأتي دور الجماعات المحلية المطالبة بتهيئة وتزفيت الطرقات وتوفير الإنارة العمومية مرورا بإزالة أكوام الأتربة والنفايات، دون إغفال المكافحة التي تتم بالتعاون مع مصالح الصحة التي يقع على عاتقها التكفل بالأشخاص المصابين باللسعات رغم أن الحالة الواحدة تكلف بين 5 و 10 آلاف دينار يوميا .من جهتها دعت عضو اللجنة الوطنية لمكافحة التسمم الدكتورة لمير إلى إنشاء معهد متخصص في التسمم العقربي بولاية بسكرة باعتبارها من أكثر الولايات التي تسجل إصابات بلسعات العقارب (6 آلاف حالة سنويا)، كما دعا والي الولاية إلى ضرورة تكليف فرقة بحث على مستوى مركز البحث للمناطق الجافة بجامعة بسكرة، وأشار إلى تراجع عمليات جمع العقارب لصالح معهد باستور حيث انخفضت من 9000 عقرب تم تسليمها سنة 2006 إلى 3500 عقرب فقط سنة 2009، فيما حذر بعض المتدخلين من انتشار الظاهرة نحو ولايات الشمال حيث تم تسجيل حالات وفاة بكل من المدية، تيارت وتلمسان.كما طالب مدير الصحة بولاية بسكرة بضرورة تكثيف عمليات التحسيس والتوعية عبر وسائل الإعلام والمدارس والمساجد من خلال الوقاية من التعرض للإصابة باللسعات وخاصة عن طريق ارتداء أحذية طويلة وقفازات بالنسبة للفلاحين أثناء ممارسة أعمالهم، كما تمت الإشارة إلى أن ولاية بسكرة قد وفرت المداومة الطبية بمقرات كل البلديات في انتظار أن تعمم على كل التجمعات السكنية للتخفيف من خطر لسعات العقارب التي تأتي في المرتبة الثالثة من حيث الخطورة بعد حوادث المرور و مرض السرطان .