أدى تفاقم الأحداث في تونس أمس إلى ردود فعل متخوفة من العواصم الدولية، حيث نصحت الإدارة الأمريكية رعاياها بعدم السفر إلى تونس في بيان أصدرته وزارة خارجيتها التي نبهت مواطنيها من تصاعد الاضطرابات السياسية والاجتماعية في تونس، وأوصتهم بإرجاء السفر غير الضروري إلى تونس في الوقت الحالي، كما نبه بيان الخارجية الأمريكية على أن الاضطراب قد امتد إلى تونس العاصمة وكل المدن الكبرى ومن بينها المزارات السياحية الشهيرة، وقال أن الأحداث تقع بتلقائية وبشكل غير متوقع وتحولت في عدة مناسبات إلى العنف، مضيفا أنه على المواطنين الأمريكيين البقاء في حالة انتباه تجاه التطورات الأمنية المحلية والحذر فيما يتعلق بأمنهم الشخصي. كما حذرتتحكومات أوروبية رعاياها من السفر إلى تونس، وانتقدت ما أسمته الاستخدام غير المتكافئ لقوة هناك، وفي هذا الصدد أكدت الحكومة الفرنسية أمس أنه ليس لديها "خطط فورية وعاجلة" لإجلاء الرعايا الفرنسيين من تونس بسبب تدهور الوضع الأمني هناك، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية أنها أصدرت بيانا عاما في موقعها الالكتروني تدعو فيه الرعايا الفرنسيين في تونس إلى توخي الحذر بسبب الوضع الأمني المتدهور هناك وتجنب التجمعات والمظاهرات الضخمة.وأشارت الوزارة في بيانها إلى أنها طالبت مواطنيها بعدم الذهاب إلى المناطق الساخنة هناك إلا أنها لم تصدر أي تحذير حتى الآن للفرنسيين بعدم السفر إلى تونس، حيث يوجد حاليا ما بين 21 إلى 22 ألف فرنسي يقيمون في تونس بالإضافة إلى آلاف السياح الفرنسيين الذين يزورونها.من جهة أخرى باشرت بعض وكالات السياحة العالمية إعادة السياح المتواجدين بتونس إلى بلدانهم الأصلية، وهو ما حصل بالفعل حيث أعلن الفرع الألماني لشركة "توماس كوك" السياحية البريطانية، أنه أعاد أمس الجمعة إلى ألمانيا نحو ألفي سائح كانوا في تونس كما ألغى كافة رحلاته إلى ذلك البلد حتى 17 يناير.وأعلنت الشركة في بيان لها أنه بالنظر إلى الأحداث في تونس وتشديد وزارة الخارجية الألمانية توصياتها إلى المسافرين قررت الشركة إعادة زبائنها إلى ألمانيا، كما قررت إلغاء كافة رحلاتها من ألمانيا إلى تونس حتى 17 يناير واقترحت على كل زبون كان ينوي التوجه إلى تونس حتى 24 يناير إلغاء أو تعديل حجزه، وكانت قد أعادت الخميس سياحا بلجيكيين كانوا في تونس.وكان يوم الخميس الماضي قد شهد عمليات نهب طالت منتجعات سياحية في مدينة "الحمامات" ما أثار قلقا بين شركات السياحة الأوروبية وخاصة تلك الفرنسية المتعاملة كثيرا مع تونس .