واشنطن تطلب من موظفي سفارتها في الجزائر تقليص نشاطهم ألحت وزارة الخارجية الأمريكية على موظفي السفارة الأمريكية في الجزائر تقليص تنقلاتهم و نشاطاتهم بعد التهديدات التي أصدرتها تنظيم القاعدة في البلاد المغرب الإسلامي ضد المصالح الغربية بما فيها الولاياتالمتحدة عقب العمليتين الانتحاريتين يوم 11 ديسمبر التي أودت بحياة 41 شخصا منهم 17 عاملا تابعا للأمم المتحدة. في مذكرة تحذير جديدة – الثانية من نوعها بعد التي صدرت يوم 14 سبتمبر الماضي - طلبت دائرة كوندوليزا رايس من السفارة الأمريكية و موظفيها اتخاذ جميع التدابير الأمنية اللازمة لتفادي مخاطر التعرض لعمليات إرهابية كما طلبت من الرعايا الأمريكيين سواء المتواجدين في العاصمة أو خارجها توخي الحذر و الحيطة أمام بروز تهديدات جديدة ضد المصالح الأمريكية في الجزائر . و شددت المذكرة على ضرورة التزام الموظفين بتقليص تنقلاتهم و نشاطاتهم مع العمل وسط إجراءات أمنية مشددة كما طلبت منهم التقيد بهده الإجراءات. وأوضحت المذكرة أن الحكومة الأمريكية تعتبر بان ثمة معطيات ملموسة لتعرض موظفي وعمال السفارة بالجزائر لعمل إرهابي مباشر. و نصحت الوثيقة التي نشرت أمس موظفي السفارة بعدم التنقل الى المناطق التي توصف بالساخنة لاسيما بضواحي الجزائر و الابتعاد عن الأماكن العمومية التي قد تشكل هدفا للقاعدة التي عاودت تهديداتها ضد المصالح الغربية بعد التفجيرين اللذين استهدفا مقر المفوضية السامية للاجئين بحيدرة و المجلس الدستوري ببن عكنون. و تشير وزارة الخارجية الأمريكية في هذه المذكرة بان الموظفون السامون بالسفارة لاسيما الدبلوماسيين مطالبون أيضا بالالتزام بهذه الإجراءات الأمنية سواء في محيط السفارة أو خارجها . و تذكر الوثيقة أن السلطات الجزائرية تلزم موظفي السفارات و الرسميين الأجانب بضرورة الحصول على تراخيص في حالة تنقلهم نحو حي القصبة أو نحو ضواحي العاصمة و كذا خارج المدن الكبرى و ذلك لتوفير الحماية لهم. و عن هذا التحذير الجديد أكد سفير الولاياتالمتحدة روبرت فورد في تصريح للشروق أمس أن سفارته قد اتخذت إجراءات أمنية إضافية مشددة بعد عمليتي 11 ديسمبر دون أن يحدد طبيعتها. وقال السفير أنه طلب من الموظفين و الرعايا الأمريكيين الالتزام بالإرشادات الأمنية أكثر من أي وقت مضى مشيرا إلى تم عقد اجتماع معهم بهذا الخصوص منذ 10 أيام. و رغم هذه التهديدات الجديدة أكد السيد فورد أنه لم يتم رحيل الجالية الأمريكية المقيمة بالجزائر أو تقليص أفراد عائلات الموظفين بالسفارة لاسيما الأطفال موضحا أن بعض أفراد عائلات الموظفين و العاملين غادروا الجزائر لقضاء عطل نهاية السنة في الولاياتالمتحدة و سيعودون مع عودة التلاميذ إلى المدارس. وذكر السيد فورد أن مصالح السفارة في اتصال دائم مع السلطات الجزائرية بشان التهديدات التي تستهدف المصالح الأمريكيةبالجزائر. من جهة أخرى نصحت مذكرة وزارة الخارجية الرعايا الامريكيين تفادي السفر إلى المناطق الجبلية في شمال الوطن لا سيما المناطق الواقعة ما بين شرق الجزائر العاصمة إلى غاية الحدود التونسية الى جانب المناطق الصحراوية الا في حالة التنقل رفقة مرافقين معتمدين . و طلبت أيضا من الأمريكيين سواء السواح أو القادمين في مهام رسمية أو تجارية اتخاذ جميع التدابير التي تسهل إقامتهم طيلة مدة تواجدهم بالجزائر لاسيما النزول في الفنادق الدولية المعروفة بإجراءاتها الامنية الصارمة و كذا ضمان تنقلاتهم مع أشخاص معروفين أو معتمدين بما فيها وكالات السفر. كما نبهت وزارة الخارجية الأمريكية في مذكرتها موظفي السفارة و الرعايا الأمريكيين تفادي التجمع في الأماكن التي يعتادون عليها مثل المدارس او الكنائس أو حتى المطاعم و الحرص على تغيير عاداتهم اليومية. كمال منصاري