مديرية النقل بالسكك الحديدية بقسنطينة لا تزال تسير بقطارات السبعينات حذرت مصادر عمالية من داخل المديرية الجهوية للنقل بالسكك الحديدية بقسنطينة، من تدهور وضع السكة و القطارات التي لم يتم تغييرها منذ سنوات السبعينات، بما بات "يُهدد" سلامة الركاب، في وقت اعترف المدير العام للشركة بقدم العربات، لكنه أكد أنه سيتم تجديدها خلال عامين و ذلك في إطار برنامج وطني بقيمة 127 مليار دينار، مطمئنا بأن التجهيزات المستعملة حاليا لا تشكل أي خطر على الزبائن. و أفادت مصادرنا أن أغلب عربات القطارات أصبحت قديمة جدا و في وضع مزر، كما أن السكة تعرضت للقدم و تعرف مشاكل تقنية كثيرة، ما اضطر سائقو القطارات إلى السير بسرعة 5 كيلومترات في الساعة فقط، ليستغرقوا 4 ساعات كاملة للوصول إلى ولاية برج بوعريريج، بعدما كانت مدة السفر نحو هذه النقطة لا تتعدى ساعتين و 35 دقيقة، أما الوصول إلى ولاية سكيكدة على مسافة 89 كيلومترا، فيتطلب 5 ساعات كاملة من السير عوض ساعة و 20 دقيقة، و هي مدة تتضاعف لدى التوجه نحو الجنوب بمنطقة تقرت. و حذر محدثونا من الاستمرار في استغلال قاطرات يعود تاريخ إنجازها إلى السبعينيات، لما يشكل ذلك من خطورة على سلامة السائقين و الركاب، و هو ما كان محل مراسلات رفعت للجهات المسؤولة «دون أن تلقى ردا»، فبالإضافة لخطر حوادث السير، تُشغّل هذه التجهيزات الهشة في ظروف غير ملائمة، بتعطل أجهزة التدفئة و المكيفات، أما القطار السريع أو "الأوتوراي» الذي تم اقتناؤه منذ بضع سنوات، فلم يعد يشتغل منه سوى قطار واحد يربط بين ولايتي قسنطينة و بسكرة، بينما ظلت خمسة منه غير مستغلة بسبب ضعف الصيانة و نقص قطع الغيار و كذلك عدم توفر يد عاملة مؤهلة أو خاضعة للتكوين المناسب، حيث تم الاستعانة ببعض الشباب عن طريق وكالة "أنام" لكنهم يمتلكون، حسب مصدرنا، مؤهلات محدودة. المدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، قال في اتصال بنا أن جزء من كلام العمال "معقول"، حيث اعترف بأن مديرية قسنطينة لا تزال تستغل عربات "قديمة جدا"، و هو ما كان سببا في اعتماد مشاريع وطنية لاقتناء قطارات جديدة، سوف يُنتهى منها خلال سنة و نصف، باقتناء 17 قطار "أوتوراي» جديد و قطع غيار يجري تركيبها بورشة سيدي مبروك، كما يرتقب شراء 30 قاطرة أمريكية الصنع و إعادة تأهيل و عصرنه 12 قطارا قديما بالشراكة مع الجهة المصنعة، بتكلفة إجمالية تقدر ب 127 مليار دينار. و بخصوص ما ذكره العمال حول الخطورة التي أصبحت تشكلها السكة و القطارات القديمة على سلامة الركاب، ذكر السيد ياسين بن جاب الله بأن هذا الكلام غير معقول، خاصة و أن الشركة تسعى لضمان سفر آمن للمواطنين، حيث أكد أن جميع التجهيزات المستغلة حاليا لا تشكل أية خطورة على الزبائن، و أوضح بأن قدم القطار لا يعني أنه غير آمن، كما تحدث المدير العام عن برنامج وطني آخر لتجديد خطوط السكة و صيانتها ما سيسمح، حسبه، بتحسن الأمور تدريجيا.