توفي 13 شخصا وأصيب 14 آخرون بجروح في حوادث القطارات بالجزائر العاصمة وضواحيها، حسبما أكدته الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية التي سجلت 75 حادثا واعتداء خلال سنة 2013، سببها الرئيسي عدم احترام إشارات وقانون المرور من طرف الراجلين الذين يعبرون السكك الحديدية، بالإضافة إلى تسجيل خسائر مادية نتيجة سرقة الكوابل النحاسية وكسر نوافذ القاطرات عند رميها بالحجارة. وأكدت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية أن حجم الخسائر الناتجة عن عمليات التخريب ورشق القطارات بالحجارة قدر ب113 مليون دينار أي ما يعادل 11 مليار سنتيم منذ سنة 2009، منها أكثر من 31 مليون دينار أي 3.1 ملايير سنتيم في سنة 2013 التي سجلت 145 حالة تخريب واعتداء على القاطرات، 127 حالة منها تم تصليحها. وفي هذا السياق، ذكر السيد كريم عياش، مدير المفتشية التقنية، بالشركة أنه تم تسجيل أكثر من 400 حالة اعتداء ورمي القطارات بالحجارة في 2013 وهو ما تسبب في خسائر وكسر الزجاج في بعض الحالات بالرغم من أن نوافذ هذه القطارات سميكة. كما أكدت الشركة أن المبلغ الإجمالي للخسائر الناجمة عن الإهمال في أجهزة السلامة السككية قدر بأكثر من 6 ملايير سنتيم منذ سنة 2011 منه أكثر من 1.7 مليار سنتيم في 2013. وأفاد السيد ياسين بن جاب الله، المدير العام للشركة، خلال اليوم الدراسي الذي نظمته مصالحه حول "تحسين الأمن الداخلي في الشركة"، أمس، بمقر ورشات صيانة القاطرات بخروبة بالعاصمة، إلى أن مصالحه تعمل جاهدة على تعزيز الأمن لضمان سلامة المسافرين من خلال تجنيد 800 عون للمراقبة في القطارات عبر خط الجزائر – العفرون - الثنية، غير أنه أضاف أن هذا العدد يبقى غير كاف بالنظر إلى العدد الهائل للمسافرين الذين يستعملون هذا الخط والذين يبلغ عددهم حوالي 30 مليون مسافر سنويا، مشيرا إلى أن هذا العدد مرشح للارتفاع مستقبلا خاصة بالضاحية الغربية والجنوبية للعاصمة بعد تسليم السكنات الجديدة وهو ما يتطلب التفكير في إيجاد حلول لتعزيز الأمن مع الجهات المختصة. مضيفا أن هناك مخططا أمنيا بالتنسيق مع الدرك الوطني لتعزيز عمل الفرق الأمنية الموجودة حاليا بخطوط السكك الحديدية لضمان أمن وسلامة المواطن وحمايته من الاعتداءات خاصة في المناطق المعزولة التي يقطعها القطار. وتجدر الإشارة إلى أن القطارات الكهربائية العصرية التي تحوز عليها الشركة مزودة ب16 كاميرا مراقبة لكشف كل الاعتداءات، بحيث يمكن الاطلاع على أشرطتها من طرف الجهات الأمنية بعد تسجيل شكوى بناء على حالات سرقة أو اعتداءات. أما فيما يخص مشكل تأخر الرحلات الذي يعاني منه مستعملو السكة الحديدية فأرجع السيد بن جاب الله هذا المشكل إلى ظاهرة خطيرة تعاني منها الشركة تتمثل في سرقة الكوابل التي يؤدي تخريبها وسرقتها إلى توقف القطار عن السير عندما يلاحظ سائقه إشارة إنذار، لأن مواصلة السير تشكل خطرا على سلامة الركاب، وهو ما يجعل الشركة تختار التأخر بدل تسجيل حوادث. حيث أكدت أنها تتعرض سنويا لسرقة أكثر من 30 كليومترا من الكوابل. وفي سياق حديثه ذكر السيد بن جاب الله باستثمارات الدولة في مجال تطوير خطوط السكك الحديدية على المستوى الوطني وذلك بتوسيعها إلى 12 ألف كيلومتر وإدخال القطارات فائقة السرعة، مؤكدا أن المواطن سيستفيد من هذه الاستثمارات ويشعر بها حقا بعد عامين خاصة بعد إدخال القطارات التي تشتغل بالطاقة الكهربائية والتخلي عن الديازال نهائيا في سنة 2025 للحفاظ على البيئة والتقليل من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. وقد نظمت الشركة زيارة ميدانية لورشات الصيانة بخروبة التي تعد الأولى من نوعها بإفريقيا والمزودة بتجهيزات متطورة ليست موجودة في العديد من الدول المتقدمة، يضيف المتحدث التي قال إنها مكسب لقطاع النقل ببلادنا.