تم الإعلان في نهاية الأسبوع بدار الإمام بقسنطينة عن الانطلاق الرسمي لبرنامج الاتحاد الأوروبي ، الخاص بدعم و مرافقة حرفيي النحاس بالولاية ،و المندرج في إطار مشروع تطوير المجمعات الصناعية الثقافية و الإبداعية بالجزائر و دول جنوب البحر الأبيض المتوسط. البرنامج الذي أطلقته منظمة الأممالمتحدة للتطوير الصناعي ،بتمويل مشترك مع جمعية التعاون الايطالية من أجل التنمية، الاتحاد الأوروبي و العديد من الهيئات الأورو متوسطية، تقدر قيمته ب5.6 مليون أورو، 600 ألف أورو منها عبارة عن مساهمة ايطالية. يهدف البرنامج أساسا إلى إنشاء مجمعات صناعية ثقافية إبداعية و تطويرها، فضلا عن إعطائها بعدا عالميا من خلال ترقية الإنتاج و توسيع تسويقه، حسبما كشفت عنه المنسقة العامة للمشروع بالجزائر ،ريبيكا هيلز. ذات المسؤولة أوضحت خلال عرضها لأهم تفاصيل البرنامج ، بحضور ممثل عن وزارة الصناعة و المناجم، بالإضافة إلى حرفيين من قسنطينة، بأن هيئتها استقبلت حوالي 14 عرضا ،منذ إعلانها عن إطلاق مبادرة تطوير المجمعات الصناعية و الثقافية الإبداعية، بجنوب المتوسط سنة 2013، اختير من بينها مشروعان تقنيان هما صناعة الحلي التقليدية بباتنة ،و النقش على النحاس بقسنطينة. مبينة بذات الشأن، بأن مبدأ البرنامج لا يقوم على الدعم المادي، بقدر ما يركز على المساعدة التقنية للمشاريع التي تمت الموافقة عليها بكل من الدول المعنية بالمشروع و هي على التوالي مصر، الأردن، الجزائر، المغرب ، لبنان، فلسطين و تونس. ومن المقرر أن تنطلق أولى مراحل البرنامج الذي سيستمر على مدار سنتين من 2015 إلى 2017، بداية من الأسبوع القادم، حيث سيستفيد 300 حرفي نحاس بقسنطينة، من دورة تدريبية تكوينية على يد خبراء إيطاليين ودوليين متخصصين في الرسم والنقش، على أن تستمر مواكبتهم تقنيا، إلى غاية تحقيق الأهداف المرجوة ،و المتمثلة أساسا في خلق أقطاب صناعية ثقافية إبداعية، تساهم في توفير مناصب شغل ، إضافة إلى تطوير منتوج الحرفي المحلي من خلال إدخال لمسات الجودة عليه ،بعد الاستفادة من الخبرة الأجنبية و العمل من أجل فتح أبواب تسويقه ولما لا تصديره. من جهة ثانية، يهدف البرنامج ،كما عبر عنه رئيس لجنة قيادة المشروع من الجانب الجزائري،عبد الله تلايلية ، إلى مناقشة أهم العراقيل التي تواجه نشاط النقش على النحاس بقسنطينة، على غرار نقص المادة الأولية و القوانين التي تنظمها ، بالإضافة إلى الشق المتعلق بالضريبة و تفاصيل أخرى. كما أشار المتحدث بدوره، إلى أن اللقاءات التكوينية مع الحرفيين، ستكون بمثابة فرصة ذهبية لاكتساب تقنيات متطورة، تساعدهم على تحسين منتوجهم وتطويره ،لاسيما و أن هذا النشاط عريق بولاية قسنطينة، و يعد من بين أهم و أبرز المنتجات الصناعية الحرفية التي ترسم الهوية الثقافية للمدينة.