كشفت أمس مصادر مطلعة ، أن وحدات الجيش الوطني الشعبي بالطارف، باشرت حملة تمشيط واسعة للمنطقة الجبلية ببلدية بوحجار المتاخمة للحزام الحدودي مع تونس، و هي العملية التي جندت لها إمكانيات مادية وبشرية كبيرة، وذلك في أعقاب تداول معلومات عن تسلل مجموعة إرهابية على صلة بتنظيم الدولة " داعش " إلى الجزائر عبر بلدية بوحجار الحدودية المحاذية لولاية جندوبة ، حيث يرجح أن تكون هذه المجموعة الإرهابية متحصنة بأدغال جبال حمام بني صالح الشهيرة ذات السلاسل الغابية الوعرة . وأفادت مصادرنا، أن معلومات أدلى بها سكان بعض المناطق الحدودية بالجوار بين رمل السوق وبوحجار للجهات الأمنية ، تشير إلى رصد تحركات مشبوهة لإرهابيين تونسيين من تنظيم الدولة " داعش" مع حلول وقت المغرب، في محاولة منهم لإختراق المنافذ و المسالك الجبلية الحدودية القريبة من التجمعات السكانية، لإبعاد الشبهات عنهم بغرض التسلل إلى التراب الجزائري هروبا من الملاحقة الأمنية، خصوصا بعد أن تم إدراج هؤلاء الإرهابيين في نشريات من قبل الأمن التونسي وتوزيعها عبر المحافظاتالتونسية، مع رصد مكافآت مالية لمن يدل عن أماكن تواجدهم. وتجري الجهات الأمنية تحقيقات للتأكد من مدى تورط أطراف خفية من سكان الشريط الحدودي الجزائري في مساعدة الإرهابيين التونسيين و توفير الدعم اللوجستي لهم لتمكينهم من التسلل إلى التراب الوطني. و تعرف الطرقات الرئيسية الوطنية المحلية والمسالك والطرقات البلدية المؤدية نحو المناطق الحدودية، تعزيزات أمنية مشددة وحواجز أمنية مكثفة من خلال تفتيش المركبات والتحري والتدقيق في هوية الأشخاص تحسبا لتسلل أي مشبوهين، إلى جانب تشديد الرقابة على طول الشريط الحدودي والرفع من حالة الإستنفار، حيث شوهدت تعزيزات من وحدات الجيش والأمن في طريقها للمناطق الحدودية ، مع طلعات لسلاح الجو، فيما تم تشديد المراقبة على نشاط المهربين، و تم تشكيل خلايا من سكان مناطق الشريط الحدودي للتبليغ عن أي تحركات مشبوهة. موازاة مع ذلك، تمكنت مصالح الأمن من تفكيك شبكة تتكون من 3 أشخاص يجندون سلفيين وجامعيين للجهاد في تونس، و كذا الإلتحاق بتنظيم "داعش" ، كما فتحت مصالح الأمن تحقيقا لتحديد هوية الشبكة الخفية التي تعمل على تجنيد الشباب للإلتحاق بداعش عبر مكالمات هاتفية مجهولة، ومن ثمة تحويلهم نحو مراكز تدريب سرية تم إنشاؤها لهذا الغرض تتواجد بمواقع غابية في تونس على مقربة من الحدود الجزائرية، قبل ترحيلهم للقتال نحو سوريا. إلى ذلك، تمكنت وحدة من الجيش التونسي من العثور على مخزن للأسلحة بعد معلومات أدلى بها أحد الموقوفين من الجماعات المسلحة من أنصار الشريعة في تونس الذي كشف للمحققين عن وجود مخزن سري على الحدود التونسيةالجزائرية، يحتوي على كميات من مختلف الأسلحة الثقيلة المهربة من ليبيا عبر الحدود البرية وكميات أخرى تم شراؤها بتواطؤ من بعض المليشيات في ليبيا.