حرس الحدود بالطارف يُجهض تسلل إرهابيين من تونس وليبيا: توقيف إرهابي من برج بوعريريج تولى مهمة دليل المجموعة المطاردة أبلغت مصادر موثوقة "البلاد" أن مصالح حرس الحدود بولاية الطارف، تمكنت مساء أمس الأول من إجهاض محاولة تسلل لمجموعة إرهابية تتشكل من 6 عناصر، أغلبها من جنسيتين تونسية وليبية تنتمي لشبكة دولية لتهريب الأسلحة الحربية للجماعات الإرهابية بالجزائر. وذكرت المصادر أنه تم القبض على إرهابي ينحدر من ولاية برج بوعريريج متلبسا بإدخال شحنة من الأسلحة المفككة من نوع كلاشينكوفات ومسدسات آلية داخل حقيبة زرقاء اللون. فيما لاذ باقي عناصر المجموعة (تونسيان وثلاثة ليبيين) بالفرار نحو الأدغال الغابية بإقليم بلديتي العيون وأم الطبول الحدوديتين، قبل أن تتمكن وحدة من حرس الحدود من الإطاحة بإرهابي يحمل الجنسية التونسية. وحسب المصادر، فقد تم توقيف أفراد هذه الشبكة الدولية المختصة في دعم وإسناد الجماعات الإرهابية والمتاجرة بالسلاح، إثر معلومات وردت منذ قرابة شهرين للمصالح الأمنية، مفادها دخول كميات من السلاح الناري، قطع من نوع "كلاشنكوف" في جانفي 2013 عبر الحدود الجزائريةالتونسية، من المحتمل أنها سلمت لأفراد جماعة القاعدة في المغرب الإسلامي، الناشطين بجبال سكيكدة. واستجوبت فرقة متخصصة في مكافحة الإرهاب الموقوفين حول الطريقة التي تم بها التخطيط لإدخال الأسلحة الحربية إلى التراب الجزائري، والتي تم جلبها من مدن ليبيا مرورا بالأراضي التونسية. وصرح الموقوفان أن دخولهما إلى الأراضي الجزائرية عن طريق نقاط حدودية مشتركة بولاية الطارف، تم دون تراخيص قانونية، باعتبار أن بعض عناصر هذه الشبكة الدولية كانوا متعودين على الدخول إلى الجزائر بطرق غير شرعية بمساعدة من طرف جزائريين يقيمون بالقرى الحدودية. وكشف مصدر مطلع أن التحقيقات كشفت أن بعض المتهمين الجاري البحث عنهم كانوا يهربون سلاح الكلاشنيكوف بعد تفكيكه إلى 3 قطع، كل شخص يكلف بنقل مجموعة من القطع لا تكفي لتركيب سلاح واحد، حتى لا تتمكن مصالح الأمن من استعادة هذا السلاح كاملا. وبينت التحقيقات مع الإرهابيين الموقوفين بأن عناصر الشبكة الدولية كانوا بصدد التسلل إلى الجزائر عبر الحدود الجبلية. كما أطهرت التحريات الأمنية أن الأسلحة تم جلبها من ليبيا عبر تونس. وتوصلت التحقيقات كذلك إلى أن الإرهابي الجزائري كان قد غادر التراب الوطني نحو تونس ولبيبا خلال شهر جانفي من السنة الجارية، بشكل يرجح أن الأخير يكون التحق بالجماعات الإرهابية التي تنشط على محور ليبيا تونس. وحسب مصادر مطلعة، فان التصريحات الأولية لموقوفين تؤكد وجود علاقة مشتركة بين الجماعات الناشطة بالجزائروتونس وليبيا، باعتبار أن جميع الأسلحة المحجوزة تم جلبها من الأراضي الليبية، ومعظمها من صنع ألماني. وقالت المصادر ذاتها إن قيادة الجيش الوطني الشعبي طلبت معلومات دقيقة حول ملف هذه القضية، خصوصا بعدما بينت المعطيات الأولية وجود أجانب من جنسية تونسية، يحتمل أن لديهم علاقة بالجماعة الإرهابية المحاصرة، حسب تصريحات مشتركة أدلى بها وزيرا الداخلية الجزائريوالتونسي، في الجبال المتاخمة للحدود الجزائريةالتونسية بمنطقة الكاف التونسية. ويتوقع أن الاعترافات الخطيرة التي أدلى بها التونسيان الموقوفان لمصالح الدرك، من شأنها أن تدعم قيادة الجيش الوطني الشعبي بمعلومات استخباراتية مهمة، خصوصا اعترافهما بوجود كميات من الأسلحة تم تهريبها من ليبيا إلى تونس متواجدة داخل فيلا فخمة، بأحد أحياء مدينة الكاف التونسية. موازاة مع ذلك، تعزز تماس الشريط الحدودي بولاية الطارف بانتشار مكثف لوحدات الجيش الوطني الشعبي ، في أهم المحاور والمواقع الحدودية الإستراتيجية في عمليات مراقبة ميدانية بالتنسيق مع مصالح حرس الحدود التي أخذت مواقع متقدمة لها على تماس الحزام الحدودي، وخاصة الأبواب الحدودية المشبوهة بعمليات حركة وتنقل عصابات التهريب على الحدود، والتي قد تلعب الدور اللوجستيكي للجماعات الإرهابية في الضفتين. هذه التعزيزات الأمنية على الأرض تحظى أيضا بتغطية جوية على الرواق الحدودي والشريط الساحلي من خلال طلعات الطائرات العمودية التابعة لقوات الدرك الوطني.