حذرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، أمس الأربعاء من الذهاب الى الدجالين والمشعوذين والسحرة والعرافين، داعية إلى تجنيب المساجد ومحيطها من ممارسة الرقية ، حفاظا على دور المسجد ورسالته المقدسة. و يأتي تحذير الوزارة في أعقاب حالة الفتاة التي توفيت مؤخرا خلال جلسة رقية كان يمارسها المدعو بلحمر المسبوق قضائيا، و هي القضية التي صدمت الرأي العام و أسالت الكثير من الحبر، و على خلفية أيضا الحوادث الماسأوية المتكررة في أنحاء متفرقة من الوطن آخرها بمنطقة سكيكدة، و التي تخص فتيات و نساء تعرضن للإغتصاب من أدعياء الرقية من المرضى نفسيا و من الذين ماتت ضمائرهم في خضم الجشع الذي بات يسكنهم. وأوضحت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في بيان موقع من طرف لجنة الافتاء بالوزارة، أن «شيوع الثقافة المادية في المجتمع وضعف الوازع الديني وانحراف الممارسة الدينية الإسلامية عن بعدها الروحي الأصيل، حرم بعض الأفراد من الغذاء الروحي، وولّد لديهم إضطرابات نفسية ألجأتهم إلى فئة استغلت وضعيتهم وجعلت من الرقية وسيلة للإستغلال والإبتزاز، وإن تعددت المظاهر والأشكال». وأضاف ذات البيان، أنه «أمام هذه الوضعية التي تفرز أحيانا حالات مستعصية تثير القلق والإضطراب، فإن مجلس الفتوى بالوزارة يستصحب البيان الصادر منه عام 2006 بعنوان (بين الرقية الشرعية والشعوذة) «. وعليه، فإن مجلس الفتوى يؤكد على أن «الرقية في أصلها دعاء موجه إلى الله عز وجل، كما هو مبين في القرآن الكريم وسنة رسوله (ص)، وليست اختصاصا مقصورا على شخص بعينه، فيمكن للإنسان أن يرقي نفسه ويمكن لأهل البيت أن يرقي بعضهم للبعض، وينبغي أن نستحضر دوما أن لصلاح الإنسان وتقواه أثر كبير بإذن الله في النفع بالرقية».ودعا مجلس الفتوى إلى الأخذ بأسباب العلاج والرجوع إلى أهل الإختصاص في الطب، عملا بسنة النبي (ص) القائل «تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء».