تسعى الجزائر جاهدة للظفر بشرف تنظيم نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2017، حيث حرصت السلطات العليا في البلاد طيلة السنتين الماضيتين على تجهيز ملف قوي على جميع الأصعدة، من أجل إقناع أعضاء المكتب التنفيذي للإتحاد الإفريقي بمقدرة بلد المليون ونصف مليون شهيد على إحتضان هذه التظاهرة التي غابت عن ملاعب الجزائر منذ سنة 1990، حيث يعد تنظيم تلك الدورة هو الأول والأخير بالنسبة للجزائريين الذين يحلمون بخطف شرف تنظيم النسخة ال31 من الغابون وغانا، خاصة في ظل توفر بلادنا على بنى تحتية في المستوى وذات مواصفات دولية، سيما بالنسبة للشق الرياضي. وأنهى المسؤولون على ملف الجزائر ضبط جميع الإجراءات اللازمة التي تمكنهم من الفوز بأصوات أعضاء المكتب التنفيذي عشية اليوم، خاصة وأن السلطات عمدت إلى تجهيز أربعة ملاعب بمواصفات عالمية، ستكون تحت تصرف اللجنة المنظمة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية قبل شهر جوان 2016، أي على بعد سبعة أشهر كاملة من موعد احتضان الدورة القادمة، التي ستكون من نصيب الجزائريين بنسبة كبيرة جدا، بالنظر إلى الدعم الذي يحظى به ملف الجزائر من عديد البلدان الإفريقية، سيما المغاربية منها، وفي مقدمتها مصر والمغرب وتونس والسودان. ومن بين الأمور التي أعطتها السلطات اهتماما بالغا الملاعب التي ستحتضن المنافسة، حيث عمدت السلطات إلى اختيار أربعة مسارح عالمية لاستمالة أعضاء «الكاف»، ويتعلق الأمر بملاعب 5 جويلية، و 19 ماي بعنابة و براقي بالعاصمة وملعب وهران الجديد. ودخلت السلطات الجزائرية، قبل عدة أشهر من إعلان «الكاف» عن هوية البلد الذي سيحتضن الحدث الكروي الإفريقي القادم، في سباق ضد الزمن، من أجل تجهيز كافة المرافق. ففضلا عن الوتيرة السريعة التي تشهدها أشغال تجهيز الملاعب الأربعة، نسجل تفاؤلا كبيرا لدى الجمهور الجزائري، بالنظر إلى نوعية الملاعب والمرافق المقدمة، ولعل أبرزها الملعب الأجمل والأكبر ونخص بالذكر ملعب 5 جويلية الأولمبي ( يتسع لأزيد من 66 ألف متفرج)، حيث أكد وزير الرياضة محمد تهمي قبل تنقله إلى القاهرة لحضور أشغال الجمعية العامة للكاف، بأن الجزائر في طريقها للانتهاء من أشغال إعادة تهيئة ملعبي 5 جويلية و19 ماي 1965 بعنابة، حيث أشار ذات المتحدث إلى أن الأشغال بملعب عنابة ستنطلق مجددا في شهر ماي المقبل لتستمر عاما كاملا، حتى يكون هو الآخر جاهزا لاحتضان مباريات «الكان»، في حال منح شرف تنظيم النسخة الواحدة والثلاثين للنهائيات للجزائر. وكان ملعب عنابة ( يتسع لأزيد من 60 ألف متفرج) قد احتضن الكثير من المباريات الرسمية والودية للمنتخب الوطني وكذا لقاءات كان 1990، ولكن وضعيته تدهورت كثيرا في السنوات الأخيرة قبل أن يتم غلقه الموسم الماضي. من جهة أخرى يعد ملعب وهران الجديد (يتسع لأزيد من 40 ألف متفرج) تحفة معمارية بأتم معنى الكلمة، شأنه في ذلك شأن ملعب براقي الجديد ( بطاقة استيعابية تزيد عن 50 ألف متفرج)، حيث يعتبران من أبرز الملاعب التي ستكون وجهة للمنتخب الوطني في قادم الاستحقاقات، حيث تعول عليهما السلطات من أجل صنع الفارق في قادم المواعيد، على اعتبار أنهما يشبهان إلى درجة كبيرة الملاعب الأوربية، سواء من ناحية جمالية أرضية الميدان أو المدرجات التي تستطيع استيعاب أعداد جماهيرية كبيرة. على صعيد آخر تعمل السلطات على تجهيز عدة مرافق أخرى، تتعلق بجانب الفنادق والطرقات ووسائل النقل، خاصة وأنها تعد ضرورية في نجاح مثل هذه التظاهرات الكبيرة.