حديقة سوسة تسترد بهجتها بين جسري سيدي راشد و سيدي مسيد احتفل أمس تلاميذ مدرسة ابن باديس بقسنطينة بالذكرى المزدوجة ليوم العلم وشهر التراث بطريقة مميزة ،حيث نزلوا رفقة أساتذتهم إلى حديقة سوسة التاريخية المتواجدة تحت جسر باب القنطرة وهم يرتدون الأزياء التقليدية التي تمثل مختلف مناطق الجزائر على غرار الملاية القسنطينية و الحايك العاصمي و الجبة القبائلية وغيرها من الأزياء الجميلة. في قلب الصخر العتيق تم تنظيم معرض للأكلات الشعبية الجزائرية، حيث أحضر التلاميذ من منازلهم حلويات متنوعة حضرتها أمهاتهم ، وهو ما جعل الطاولة الكبيرة تتزين بأنواع كثيرة من الحلويات والمرطبات التقليدية الشهية على غرار قريوش و المقروظ و الغريبية و البقلاوة و غيرها . وقد رافق رجال الأمن والحماية المدينة هؤلاء التلاميذ الذين نزلوا للحديقة بأزيائهم الملونة وعبروا عن فرحتهم الكبيرة و هم يكتشفون حديقة لطالما رأوها من فوق الجسر وتساءلوا في عديد المرات عن ما تحتويه من أسرار وألغاز، وقد ارتسمت الفرحة على وجه كل طفل منهم ،حيث نادى كل واحد منهم على زميله للاستمتاع بمنظر من المناظر الرائعة التي تحتويها حديقة سوسة ، خاصة وأنها تتوسط أجمل جسرين في مدينة الصخر العتيق: جسر سيدي راشد وجسر سيدي مسيد. وامتزجت أصوات العصافير مع الألحان التي أداها طلبة مدرسة الفنون الموسيقية ،ملحقة ابن باديس مع تلاميذ المدرسة، فعزفوا و غنوا أجمل الأناشيد و الأغاني وهو ما أثار فضول العابرين فوق الجسرين ،فتوقفوا للاستمتاع باللوحات الفنية التي صنعها الأطفال الذين غنوا للجمال و الأم والمدرسة والوطن. اللقاء كان حميميا لدرجة كبيرة خاصة مع التحاق أولياء التلاميذ بالمكان الذي عمت فيه أجواء الفرحة و الحبور و بذل المهرجون الذين ينتمون إلى جمعية ضوء الفنون قصارى جهدهم لرسم الضحكات على شفاه الصغار و صنع بهجتهم بالغناء لهم. مجموعة ناس الخير قسنطينة شاركت في الاحتفال بتوعية التلاميذ حول الحرص على نظافة الأماكن العمومية و ضرورة مساهمة كل فرد مهما كان عمره في المحافظة على البيئة وترقية الحدائق العامة، حيث قدمت الجمعية المذكورة جوائز تشجيعية للتلاميذ المتفوقين في الأقسام الابتدائية المختلفة. كما تم حث التلاميذ بالمشاركة في الأحداث الثقافية والفكرية التي تقام في مدينة قسنطينة و ذكر الفوائد التي ستجنيها الولاية و سكانها من تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية. و تبقى للحديقة الجميلة لها رمزيتها التاريخية في توطيد العلاقات بين البلدان العربية، حيث أن اسمها استمد من اسم مدينة بتونس و هي سوسة بمناسبة التوأمة بينها و بين قسنطينة.