أبناء قسنطينة وسواح أجانب يستكشفون أسرار الصخر العتيق تشهد مدينة قسنطينة بطبيعتها الساحرة ومعالمها الضاربة في جذور التاريخ، ديناميكية وحركية غير عادية من قبل أهلها قبل زوارها بمن فيهم السواح الأجانب، وهذا حتى يكونوا على أتم الاستعداد لاستضافة أكبر حدث ثقافي، بعد أن وشحها رئيس الجمهورية بوسام شرف عاصمة للثقافة العربية سنة 2015،و هي مدينة العلم والعلماء، وقلعة رائد النهضة الحديثة الشيخ عبد الحميد بن باديس، و رمز المقاومة أحمد باي والأسلاف ممن صنعوا تاريخها كماسينيسا وغيره. فالمواطن القسنطيني بمختلف شرائحه وخاصة فئة الشبان من الجنسين، وبمبادرات مستمرة من مجموعة « قسنطينة مدينتي» على الموقع الاجتماعي فيسبوك لمؤسسها السيد رياض بن عريبة، وبمساعدة بعض الشبان (نبيل شبيخن، فيصل عوابدية وحميد كوراجي ...)، شجعوا المواطن القسنطيني على استكشاف المناطق الخلابة، وبعض الأسرار التي يحتفظ بها الصخر العتيق، على غرار الآثار الرومانية ومغارات البايات، وذلك من خلال الخرجات المنظمة من قبل السالفي الذكر تطوعا، على غرار الخرجة المنظمة صبيحة أمس الأول السبت إلى أسفل «الريميس»، وبالتحديد تحت جسر سيدي مسيد التحفة وبالقرب من شلال سيدي مسيد، وهي الخرجة التي كانت بمشاركة حوالي 20 شابا وشابة من أبناء سيرتا العتيقة، وبعض الطلبة الأجانب من دولة الموزمبيق، إلى جانب سواح من فرنسا وإسبانيا. هذه الجولة السياحية مكنت الجميع من استكشاف جزء من بعض المغارات المتواجدة تحت جسر سيدي مسيد، والتي تم حفرها بالخصوص في عهد بايات قسنطينة لاستعمالها للفرار في حالة تعرضهم لأي خطر، والتي تم استعمالها من بعد من قبل المستعمر الفرنسي كمخابئ (Des Abries)، هذا بالإضافة إلى تعرف الجميع على درب السواح، والذي يأمل القسنطينيون أن تتكفل به السلطات المحلية. وعلى ذكر درب السواح أكد صاحب مجموعة قسنطينة مدينتي رياض بن عريبة، بأن كل القسنطينيين وحتى عديد السواح الأجانب الذين شاركوا في مختلف الخرجات الاستكشافية إلى هذه المنطقة السياحية الساحرة، تمنى جميعهم أن يأخذ المسؤولون المحليون بعين الاعتبار مشروع بنائه من جديد، وذلك حتى يتمكن القسنطينيون وزوار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية والسواح العرب والأجانب، من اكتشاف الأسرار التي مازال يحتفظ بها الصخر العتيق من شلال سيدي مسيد إلى جسر الشيطان، الذي سيكون المحطة المقبلة لمنظمي هذه الخرجات. الصخر العتيق يسحر السواح سبقت الإشارة إلى مشاركة بعض السواح الأجانب في خرجة أول أمس إلى درب السواح بأسفل الصخر العتيق من جهة شلال سيدي مسيد، منهم 10 طلبة من الموزمبيق وسائح إسباني وآخر من فرنسا، والذين انبهروا بسحر الصخر العتيق والمعالم التاريخية المتواجدة به، ناهيك عن سحر المناظر الطبيعية الخلابة، حيث أبوا إلا أن يخلدوا تلك اللحظات بأخذ العشرات من الصور التذكارية الفردية والجماعية، مؤكدين على تمكين أقصى ما يمكن من أهل وأصدقاء، بغرض تحفيزهم على زيارة قسنطينة والتمتع بكنوزها الطبيعية الساحرة. السيد دومينغو أنخيل (رجل أعمال إسباني) سأعمل على تحفيز كل أهل برشلونة بزيارة قسنطينة من بين السواح الأجانب الذين رافقونا في خرجة أمس الأول، رجل أعمال إسباني اعتاد على زيارة الجزائر في إطار مهني بحت، إلا أن كثافة رزنامته لم تمنعه من المشاركة في هذه الخرجة السياحية مستغلا عطلة السبت. السيد دومينغو أنخيل ورغم أنه من سكان إحدى المدن السياحية ذات الشهرة العالمية، ونعني بها مدينة برشلونة الساحلية التي تستقطب ملايين السواح الأجانب سنويا، إلا أنه لم يخف إعجابه بقسنطينة وسحر صخرها العتيق، وهو ما كشف عنه في هذا التصريح المقتضب الذي أدلى به للنصر: « هذه ثاني زيارة لي إلى مدينة قسنطينة، والتي تدخل في إطار عملي كرجل أعمال في الميدان الصناعي، وقد عملت على استغلال فرصة عطلة نهاية الأسبوع (السبت)، للقيام بهذه الزيارة السياحية الاستكشافية، بدعوة كريمة من السيد رياض. في الحقيقة لقد أبهرتني المناظر الطبيعية الخلابة، خاصة صورة الجسر الحديدي الكبير (يقصد جسر سيدي مسيد)، فالنظر لهذا الجسر المميز من الأسفل له سحر خاص، هذا بالإضافة إلى سحر الشلال والمغارات التي تحكي تاريخ قسنطينة العريق، هي أسرار اكتشفها مع أبناء هذه المدينة المضيافة لأول مرة، ولا أخفي عليكم إعجابي وانبهاري لما شاهدته، وتأكدوا بأنني سأقوم بإشهار كبير عن قسنطينة عند عودتي إلى مدينتي برشلونة، وسأحاول نقل الصور الساحرة للصخر العتيق الذي أتمنى زيارته مرة أخرى، واكتشاف ما تبقى من أسراره، على أمل أن يكون ذلك من على درب السواح، وبالتالي محاولة إقناع البرشلونيين زيارة مدينتكم الساحرة». ماستيل فرانسيس (سائح فرنسي) سحر قسنطينة في صخرها العتيق «أنا فرنسي مقيم بقسنطينة، ولدي مؤسسة خاصة شراكة مع أحد أبناء هذه المدينة العريقة. ورغم إقامتي بقسنطينة إلا أنها أول خرجة سياحية لي إلى هذه المنطقة الجميلة، وهي الخرجة التي مكنتني من استكشاف بعض من أسرار الصخر العتيق، وهي لحظات ستبقى خالدة في ذاكرتي، وأجمل ما فيها قدرة هذه المناظر الخلابة التخفيف على زائرها من ضغط وسط المدينة، وأنا شخصيا ككل القسنطينيين أعاني من اختناق حركة المرور، والسويعات التي قضيتها رفقتكم اليوم أنستني ضوضاء وصخب المدينة، وأتمنى أن تتكرر مثل هذه المبادرات في المستقبل، والتي ستسمح لنا باستكشاف بقية الأسرار التي يحتفظ بها الصخر العتيق». حميد بن مرابط