انطلقت الفعاليات التمهيدية لوزارة الثقافة بالتنسيق مع ولاية قسنطينة، لتحضير المنشآت الثقافية في الولاية وتهيئتها لاحتضانها تظاهرة (قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015). ورصدت الحكومة أكثر من مليار دولار، لإنجاح هذا الحدث الثقافي العربي، وإنشاء 25 منشأة ثقافية جديدة من مكتبات ومسارح وقاعات للسينما، فضلاً عن 74 مشروعاً لترميم المواقع الأثرية في المدينة القديمة. وتعتبر قسنطينة، من المدن التي تستهوي الزوار والسياح لاكتشاف آثار المدينة التي يطلق عليها اسم (مدينة الصخر العتيق)، وعاصمة الشرق الجزائري، و(مدينة الجسور المعلقة) وذلك لما تزخر به من مناظر طبيعية خلابة جعلها تتبوأ مكانة مهمة في البلاد. حيث أفاد الخبير في علم الآثار جيلالي عليوش من جامعة قسنطينة بأن المدينة سميت بمدينة الصخر العتيق، لأنها "مبنية على صخرة من الكلس الصلب أو القاسي". وأضاف عليوش، أن منظر قسنطينة على تلك الصخرة الضخمة، أعطاها مكانة فريدة من نوعها في الجزائر والعالم العربي، وميزها عن بقية ولايات الجزائر، وجعلها وجهة للزوار والسياح على حدٍ سواء. وأشار إلى وجود ستة جسور معلقة تربط الأماكن والأحياء في مدينة قسنطينة، شيدها سكانها على مر العصور، وهي (جسر سيدي مسيد) الذي شيد سنة 1912 ويسمى أيضا بالجسر المعلق، و(جسر باب القنطرة) وهو أقدم الجسور في قسنطينة، والذي شيده الرومان ورممه الأتراك الذين سكنوا المدينة في سنة 1792، و(جسر سيدي راشد) وشيد سنة 1912، و(جسر الغنم) وهو ممر حديدي، و(جسر الشلالات) الذي شيد سنة 1928، و(جسر ملاح سليمان) الذي شيد في سنة 1925. وتعمل الولاية على إنجاز مشروع (جسر قسنطينة العملاق) الذي سيتم تدشينه في الخامس من يوليو المقبل، تزامناً مع احتفالات الجزائر بعيد الاستقلال. تعد حديقة (سوسة) الموجودة في أسفل وادي الرمال بقلب مدينة قسنطينة العتيقة، من الحدائق التي تستهوي السائحين من كل مكان بالرغم من صعوبة الوصول إليها، لوجودها في أسفل جسر باب القنطرة، وعلى عمق يزيد على 200 متر، ما يجعلها تحفة طبيعية يتطلع أي زائر لمدينة قسنطينة إلى الوصول اليها.