المناصرون الجزائريون يبهرون الهوليغانز و يشاركونهم إحتفالات كبيرة مبعوث النصر : صالح فرطاس شهدت الساحة المحاذية لميناء كاب تاون سهرة أول أمس الخميس أجواء مميزة صنعها أنصار المنتخبين الجزائري و الإنجليزي الذين إحتفلوا سويا قبل 24 ساعة من موعد المباراة، حيث كان مشجعو " الخضر " جنبا إلى جنب مع " الهوليغانز " و أخذوا الكثير من الصور التذكارية بعلمي البلدين، في صور أبهرت المتتبعين و سكان مدينة كاب تاون، بدليل أن ساحة الميناء و التي لا تبعد عن البوابة الرئيسية لملعب غرين بوانت إلا ببضعة أمتار كانت القبلة التي إستقطبت إهتمام الكثير من الفضوليين، و حتى كاميرات كبريات الفضائيات العالمية سجلت تواجدها بعين المكان لنقل إحتفالات مشتركة بين الجزائريين و الإنجليز، و التي تحولت إلى حدث بارز، كونها تزامنت مع التعزيزات الأمنية المشددة التي عرفتها المدينة قبل ثلاثة أيام من موعد المقابلة، فضلا عن كون أحد أطراف هذه المعادلة هم " الهوليغانز "، لكن المناصرين الجزائريين عرفوا بفضل طرقهم المميزة في التشجيع كيف يمتصون هوليغانية الإنجليز، و يحتفلون معهم سويا. هذه الأجواء إنطلقت في حدود الساعة الرابعة من مساء أول أمس الخميس، لأن المناصرين الإنجليز قصدوا الملعب من أجل متابعة الحصة التدريبية الأخيرة لمنتخبهم، و كان الحضور الإنجليزي كبيرا في شوارع كاب تاون بتسجيل تواجد أزيد من 15 ألف مشجع قبل يوم من المواجهة، في حين حاول المشجعون الجزائريون متابعة الحصة التدريبية للخضر و التي أقيمت بالملعب الرئيسي في نفس توقيت المواجهة، غير أن مناصري المنتخبين منعوا من متابعة التدريبات، فكانت منارة الميناء الوجهة التي قصدها الجميع بحكم قربها من الملعب، و هي الساحة التي شهدت عرسا مزدوجا بين الجزائريين و الإنجليز، بأخذ صور تذكارية بين الآلاف من مناصري المنتخبين، رغم أن الإنجليز كان عددهم يفوق عدد الجزائريين بعشرة أضعاف، لكن الراية الوطنية كان حضورا قويا في ساحة ميناء كاب تاون، من دون تسجيل أي أحداث عنف أو شغب، و قد إستمرت الإحتفالات إلى غاية ساعة جد متأخرة من الليل، وسط تعزيزات أمنية جد مشددة، لأن فرق مكافحة الشغب التابعة لمصالح أمن كاب تاون كانت قد إتخذت كامل إحتياطاتها بفرض رقابة لصيقة على تحركات المناصرين الإنجليز، تحسبا لأي طارئ بإندلاع أعمال عنف و شغب، لكن الإحتكاك المباشر للمشجعين الجزائريين بالهوليغانز خلص الجهات الأمنية من هاجس الشغب، فكانت الأجواء مميزة بين مناصري المنتخبين. تدابير أمنية إستثنائية و كلاب بوليسية لردع الهوليغانز الإحتفالات المشتركة بين الجزائريين و الإنجليز لم تمنع الجهات الأمنية لمدينة كاب تاون من إتخاذ إجراءات إستثنائية لضمان السير الحسن لهذه المقابلة، خاصة في المدرجات، حيث أننا و عند إنتقالنا إلى ملعب غرين بوانت صبيحة يوم الخميس، أي بنحو 30 ساعة قبل المباراة وجدنا فرق الشرطة في مناورة إفتراضية صورية لعملية تدخل لردع مارد العنف و الشغب، حيث تم تجنيد الكلاب البوليسية المتدربة تحسبا لهذه المواجهة، مادام الأمر يتعلق بالهوليغانز، كما تم عقد سلسلة من الإجتماعات المراطونية لضبط كافة التدابير التنظيمية، و قد تم تخصيص حضيرة إضافية لفرق مكافحة الشغب، بمحاذاة المدرجات القديمة لملعب غرين بوانت، و هو المكان الذي خصص لدخول و خروج المناصرين الإنجليز، في الوقت الذي تقرر فيه عزل المشجعين الجزائريين كلية عن المداخل المخصصة للهوليغانز، و هذا لضمان عدم إندلاع مشادات بين أنصار المنتخبين قبل إنطلاق اللقاء، أو عند مغادرة الملعب، إذ تم فتح أربعة أبوا ب للجزائريين في الجهة المقابلة للمدرجات المخصصة للإنجليزيين، مع تخصيص مواقف للحافلات ال 22 التي كانت تقل مشجعي الخضر، و مي مواقف معزولة عن الساحة التي إجتمع فيها الهوليغانز، و هي تدابير إتخذت بالتشاور مع القائمين على تأطير رحلات المناصرين الجزائريين،لأن سيناريو المباراة الأولى ضد سلوفينيا بمدينة بولوكواني كان بمثابة الدرس الذي إستخلصت منه العبر، و السهر على أمن و سلامة كل المناصرين كان العامل الذي جعل الطرف الجزائري ينجح في إقناع الجهات المشرفة على تنظيم هذه المقابلة بالترخيص للحافلات التي أقلت عشاق الخضر بالتوقف في حضيرة كبيرة لا تبعد سوى بنحو 500 متر عن البوابة الرئيسية للمدرجات، كما تقرر عدم ضبط قوائم المناصرين على مستوى الحافلات، لأن الجهات الأمنية كانت قد أعطت تعليمات تقضي بضرورة مغادرة كل حافلة بها 50 مناصرا جزائريا للحضيرة و التوجه مباشرة إلى مقر الإقامة، لتجنب الإزدحام، و إمكانية الإحتكاك بالهوليغانز بعد نهاية اللقاء، كون فرق مكافحة الشغب تخشى مرحلة ما بعد المباراة. توصيات صارمة للمناصرين الجزائريين سهرة الخميس تحسبا للطوارئ موازاة مع هذه التدابير الأمنية فقد كانت للقائمين على تنظيم رحلات المناصرين الجزائريين إجتماعات مع الأنصار سهرة الخميس خصصت لإعطاء تعليمات صارمة تحسبا لأي طارئ، و هي التعليمات التي كانت الجهات الأمنية لمدينة كاب تاون قد أوصت بها خلال جلسات العمل المراطونية التي عقدتها طيلة يوم الخميس، و في مقدمتها عدم المغامرة بالتوجه إلى المداخل المخصصة للمشجعين الإنجليز، و إحترام المواعيد المضبوطة من طرف المنظمين فيما يتعلق بالمناصرين الجزائريين، إضافة إلى تفادي القيام بتصرفات إستفزازية من شأنها أن تتسبب في إندلاع أعمال عنف و شغب. هذا و قد عرفت الإقامات التي خصصت للمشجعين الجزائريين سهرة الخميس تعزيزات أمنية مشددة، و قد إنطلقت قافلة المناصرين من مقر إقامة " إيريكا ويست " بمدينة ريستنبيرغ في حدود الساعة التاسعة من صبيحة أمس بإتجاه مدينة كاب تاون، في إجراء كان الغرض منه السماح لمشجعي الخضر بالتعرف على المداخل المخصصة لهم، و كذا الأماكن التي تم تخصيصها لوقوف الحافلات، و هذا تحسبا لأي طارئ خاصة بعد نهاية المواجهة.