كاب تاون تحولت إلى ولاية جزائرية في ليلة بيضاء كاب تاون: صلح فرطاس عاشت مدينة كاب تاون على وقع ليلة بيضاء، لأن الجماهير الجزائرية غادرت ملعب غرين بوانت مسرورة بنتيجة التعادل التي أحرزها الخضر أمام العملاق الإنجليزي و خرجت مباشرة إلى ساحة الميناء التي لا تبعد سوى ببضعة أمتار عن البوابة الرئيسية للملعب حيث كانت هذه الساحة بمثابة نقطة الإنطلاق لأفراح المشجعين الجزائريين الذين صنعوا الحدث على طريقتهم الخاصة و جعلوا كل سكان كاب تاون يتجاوبون مع الصور الجزائرية النادرة، فكان العرس كبيرا و كأن الأمر يتعلق بمنتخب " البافانا بافانا " الذي يعد صاحب الأرض في هذه التظاهرة. الجزائريون و رغم أن عددهم في المدرجات خلال مباراة أول أمس الجمعة لم يكن يتجاوز الخمسة آلاف إلا أنهم تمكنوا من سرقة الأضواء من المناصرين الإنجليز، و ما ساعدهم في ذلك النتيجة الإيجابية التي سجلها مبولحي و رفاقه فوق أرضية الميدان، لأن التعادل دفع بالهوليغانز إلى التصفير على كابيلو و أشباله عند إطلاق الحكم الأوزباكي صافرة النهاية، إذ كانت الخيبة كبيرة في أوساط ال 25 ألف مشجع إنجليزي الذين غادروا ملعب غرين بوانت في قمة الغضب، لكن من دون تسجيل أي أحداث عنف أو شغب، في ظل التعزيزات الأمنية المشددة التي رافقت الهوليغانز و تحركاتهم منذ وصولهم إلى كاب تاون صبيحة الخميس المنصرم، و قد إضطر آلاف المشجعين الإنجليز على التوجه مباشرة إلى مطار " لوكاب " الدولي لمغادرة كاب تاون و العودة إلى العاصمة جوهانسبورغ على متن الطائرة، و قد كانت خيبة الأمل كبيرة في أوساط الهوليغانز الذين لم يجدوا من وسيلة لإشفاء غليلهم سوى إحتساء كميات معتبرة من الجعة و النبيذ في حانة المطار، مادام المنتخب الجزائري قد حرمهم من إقامة الأفراح و قضاء ليلة بيضاء على " كورنيش رأس الرجاء الصالح ". بالموازاة مع الغضب الإنجليزي فقد كانت الجماهير الجزائرية تصنع الحدث في كاب تاون، فدوى النشيد الوطني أرجاء هذه المدينة، و رفرف العلم الجزائري في سمائها إلى غاية ساعة مبكرة من فجر أمس السبت، لأن المئات من مشجعي الخضر رفضوا الإلتحاق بمقر إقامة " ويست إيريكا " بضاحية ستيلينبوش الواقعة على مسافة 70 كيلومتر من ملعب غرين بوانت، و ما زاد الفرحة الجزائرية رونقا و جمالا إصرار الجنوب إفريقيين على المشاركة في هذا العرس الكبير، و الذي تزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، الأمر الذي دفع بالآلاف من سكان كاب تاون إلى الإلتحام مع المشجعين الجزائريين و ترديد شعارات لمؤازرة سعدان و أشباله، و لو أن الكل في جنوب إفريقيا حتى من أنصار منتخبات القارتين الأوروبية و الأمريكية أصبح يهوى شعار " وان، تو ، ثري ، فيفا لالجيري "، و ما من مناسبة يعبر فيها الجزائريون عن فرحتهم إلا و تجد ألمانيين و مكسيكيين يرددون هذا الشعار المميز، و لو أن الجنوب إفريقيين لم يراعوا التوقيت، لأن الليل كان قد ألقى بسدوله، و مع ذلك فإن " الفوفوزيلا " سجلت حضورها بقوة في إحتفالات المناصرين الجزائريين ، سيما منها تلك التي أقيمت بالكورنيش. عرس الجزائريين في جنوب إفريقيا إمتد إلى كل شبر من مدينة كاب تاون التي تحولت في لمح البصر إلى ولاية جزائرية فوق العادة، لأنها إكتست حلة جزائرية خالصة، بعدما تخلصت من اللباس الإنجليزي الذي كان حضوره قويا بالمدرجات، و قد كانت الصور رائعة عند عودة نحو ألف مناصر جزائري من ملعب غرين بوانت إلى إقامة " ويست إيريكا "، لأن ال 22 حافلة التي خصصت لنقل هؤلاء المشجعين إنتظمت في موكب كبير و جابت شوارع المدينة لتمكين المشجعين من التعبير عن فرحتهم ، في الوقت الذي اكتسى في مطار " لوكاب " الدولي حلة جزائرية خالصة، حيث سجلنا تواجد العنصر النسوي من عائلات المغتربين، مما جعل الفرحة تمتزج بالزغاريد أمام دهشة عمال المطار الذين تجاوبوا مع الحدث .