نحن بحاجة إلى قرار سياسي من أجل تطوير السينما و الدراما الجزائرية اعتبر الفنان مصطفى لعريبي الدراما الجزائرية حبيسة حسابات معينة مما أعاق مستواها العام ومنعها من أن تتطور إلى مستويات فنية عالية، مؤكدا بأنه إذا تم اتخاذ قرار سياسي من أجل تطوير الدراما والسينما الجزائرية، فهو كفيل بدفعها إلى تحقيق التطور و التألق. التقت النصر الممثل أثناء تصويره لفيلم "أسوار القلعة السبعة" للمخرج أحمد راشدي بقسنطينة ،أين سيؤدي دور القايد جاب الله ،وهي شخصية مثقفة كانت في ظاهر الأمر مناهضة لثورة التحرير ،و تحدث عن عمله الدرامي "حب في قفص الاتهام "الذي سيبث في رمضان المقبل و جوانب أخرى من مساره الفني. .النصر:دورك في مسلسل "أسوار القلعة السبعة" كما يبدو دورا مهما ومحوريا رغم أن الشخصية لخائن الثورة التحريرية الوطنية ما تعليقك حول هذا الدور؟ مصطفى لعريبي:في الحقيقة الشخصيات تتشعب في فيلم "أسوار القلعة السبعة" لكن دوري يعيد تشكيل التساؤلات حول الصدام الذي حصل بين الأجيال ،إذ أن القايد جاب الله، ذلك الرجل المثقف يقع في موقفين لا يحسد عليهما إذ أن آراءه التي كانت حول الثورة التحريرية بحكم اطلاعه الثقافي واعتقاده بأن الوقت لا يزال مبكرا لمواجهة قوة عسكرية كفرنسا ،وما بين الموقف الثاني الذي يمثله ضغط ابنه الذي انضم إلى الثورة التحريرية. هذا الأخير الذي طالبته جبهة التحرير الوطني بتقديم براهين و أعمال تثبت حسن نيته تجاه الثورة التحريرية وهو ما يترتب عنه اغتيال والده المثقف الذي يعارض الثورة. . بعد مسيرتك الطويلة في التمثيل في مسلسلات وأفلام سينمائية كيف تقيم السينما الجزائرية بشكل عام ؟ لازلنا بعيدين عن المستوى المطلوب، فمعظم الأعمال التي تعرض في الشاشات الجزائرية هي أعمال لا تنافس الأعمال السينمائية في المنطقة، رغم أنني أعتبر التجربة الجزائرية لا تقارن بالتجارب الأخرى، فلكل بلد مميزاته وظروفه، لكنني أعتقد بأنه لو تم اتخاذ قرار سياسي بتطوير السينما الجزائرية، فإن ذلك سيكون له الأثر الإيجابي الكبير عليها ،بحكم توفر الإمكانيات المادية والبشرية، إلا أن عدم وجود هذا القرار السياسي في التوجه نحو تطوير السينما والدراما ،جعل من غير الممكن بمكان التحدث عن ازدهار هذا الميدان. .ماذا تقصد بالقرار السياسي ؟ أقصد بذلك تأطير المهنة من جانب قانوني يسمح بتأطير المهنيين الذي يشتغلون في هذا الميدان ،من الفن السابع إلى الفن الرابع، فكما قلت لك سابقا ،أنا مهتم بالدراما الجزائرية ولا تهمني الدراما السورية أو المصرية ،و همي هو البحث عن آليات لتطوير هذه الدراما ،كما أنني لا أرغب في اقتباس أي تجربة أخرى من أجل إنعاش أعمالنا الفنية. تجربتي جعلتني أرى أن وجود قرار سياسي واع كفيل بتطويرها في الجزائر، فنحن لدينا المقومات المادية والبشرية لفعل ذلك. . كثرت مؤخرا الأفلام السينمائية التي تعود للأحداث التاريخية في الجزائر، خاصة خلال مرحلة الثورة التحريرية، هل ترى ذلك مؤشرا إيجابيا ؟ لابد من الحديث عن التاريخ فهو يحمل مستقبل وعي أمة ومستقبل قيم المجتمع الجزائري ،فأنا أرى أننا لم نتحدث سينمائيا عن الثورة التحريرية، كما يجب ، و ذلك يستلزم تدارك هذا النقص. لدينا نقصا مثلا في الأفلام التاريخية التي تناولت الشخصيات الثورية، فإذا قارنا أنفسنا مع أمم أخرى، سنجد أكثر من 20 فيلما تناولت شخصية واحدة و تم التعريف بها من جميع النواحي. أما نحن في الجزائر فلدينا شخصيات كبيرة و لا توجد أفلام سينمائية تسلط عليها الأضواء. حسب رأيي الشخصي ،لم نتمكن من إعطاء الثورة التحريرية حقها من الجانب السينمائي. .السينما الجزائرية قليلة الإنتاج هل يعود ذلك لمشاكل معينة ؟ السينما الجزائرية تعاني من مشكلة التوزيع ،فالفيلم السينمائي يصور في صمت ويعرض في صمت، لا توجد قاعات سينمائية بالشكل المطلوب الذي يمكن الجزائريين من مشاهدة هذه الأفلام ،كما أنها لا توزع في كامل الولاياتالجزائرية مما سبب قطيعة غير مباشرة مع السينما الجزائرية. . هل أنت متفائل بوجود سينمائية على رأس وزارة الثقافة ؟ لا أريد التعليق عن ذلك أكتفي بالقول فقط: إن شاء لله فقط يتركونها تعمل، فهي إنسانة واعية بدور السينما في تغيير المجتمعات. . أدوارك التي تؤديها في الدراما الجزائرية اقترنت مؤخرا بشخصيات يمكن أن نقول عنها بأنها شخصيات شريرة ، هل سبب ذلك الخلط ما بين الممثل والإنسان في حياة مصطفى لعريبي ؟ أنا ألتقي بأناس كثيرين في حياتي اليومية و لم يعيبوا عليّ تقمص الشخصيات التي أؤديها ،بل في أحيان كثيرة يحاولون فهم نفسية الشخصيات الشريرة أو التي لا يتقبلها المشاهدون حين يتابعون العمل الدرامي.يجب الإشارة إلى أن تفاعل المشاهد مع شخصيات معينة هو دليل على أن الممثل استطاع أن يختفي وراء تلك الشخصية لدرجة التماهي معها. . هل لدى الفنان مصطفى لعريبي أعمالا درامية جديدة ؟ نعم ، أنا أصور حاليا دوري في مسلسل "حب في قفص الاتهام" الذي سيعرض في رمضان القادم و هو من إنتاج التلفزيون الجزائري.