أداء دور الشهيد مصطفى بن بوالعيد للمرة الثالثة خدم هذه الشخصية الثورية قال الممثل حسان قشاش للنصر بخصوص موافقته على تكرار تقمص شخصية الشهيد البطل مصطفى بن بو العيد في ثلاثة أعمال للمخرج الجزائري أحمد راشدي، بأنه قدم هذه الشخصية في عملين فقط هما فيلم و مسلسل «مصطفى بن بوالعيد»و الشريط الوثائقي «نوفمبر نقطة النهاية»، رافضا التحدث عن طبيعة مشاركته في فيلم «كريم بلقاسم» الذي يتواصل تصويره بعدة مناطق ببلادنا .و يرى بأن هذا التكرار يجعله يغوص أكثر في عمق الشخصية و يجدد أداءه لها،معربا عن رغبته في خوض تجارب جديدة في مجالي التعليق على الأشرطة الوثائقية بعد مشاركته في شريط حول تيبازة، و كذا القراءات المسرحية،كما تطرق لجوانب أخرى في مساره خلال هذه الدردشة على هامش مشاركته مؤخرا في فعاليات «أيام السينما و الثورة» بقسنطينة. حاورته:إلهام.ط تصوير:ش.قليب فلنبدأ بجديدك الدرامي الاجتماعي ؟ قبل شهر رمضان اتصل بي صديق من المغرب و اقترح علي المشاركة في مسلسل من انتاج القناة المغربية الأولى و إخراج كمال بن عبيد المعروف باسم كمال كمال حول مسار المطرب المغربي الراحل محمد الحياني الذي عاصر عبد الوهاب الدكالي و عبد الهادي بلخياط . و قد اختارني لتقمص دور شاعر جزائري التقى به الفقيد بمصر في هذا العمل الذي قرر أن يعطيه بعدا مغاربيا وعربيا و بثه التليفزيون المغربي في الشهر الفضيل.علما بأنني شاركت قبل ذلك في فيلم «النخيل الجريح» للمخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار و هو من انتاج جزائري - تونسي حصد العديد من الجوائز. و أغتنم هذا اللقاء لكي أدعو إلى دعم التعاون المغاربي و العربي في مجال الدراما لنصل معا إلى مستوى فني أرقى و أكثر إبداعا لنخرج من دائرة الأعمال المحلية الضيقة ذات الآفاق المحدودة. - هذا يعني بأنك مستعد للمشاركة في أعمال مغاربية و عربية أخرى هل هناك عروض؟ نعم...هناك عروض و اقتراحات لكنها ليست ملموسة أي مجرد كلام أفضل ألا أتحدث عنها حتى تجسد. - ما هو انطباعك و أنت تتقمص شخصية الشهيد البطل مصطفى بن بوالعيد في ثلاثة أعمال ثورية للمخرج أحمد راشدي هي فيلم و مسلسل «مصطفى بن بوالعيد»و شريط «نوفمبر نقطة النهاية»و الفيلم الذي لا يزال في مرحلة التصوير «كريم بلقاسم»؟ رسميا و عمليا تقمصت شخصية بن بوالعيد في العمل الذي يسلط الضوء على مساره النضالي و الانساني و حياته الاجتماعية و الأسرية و كذا الشريط الوثائقي المذكور. أما مشاركتي في فيلم «كريم بلقاسم»فلن أتحدث عنها مادمت لم أبدأ التصوير. أعتقد أن أداء نفس الشخصية من طرف نفس الممثل في عملين يضفي عليهما الكثير من المصداقية كما يدفع الممثل إلى تجديد أدائه و الغوص في روح و عمق الشخصية خاصة و أنه يتقمص أدوارا أخرى في الفترة الفاصلة بين تصوير العملين فلا يبقى أسيرا لنفس القالب النمطي. المؤكد أن دوري في الفيلم أطول و أكثر شمولية من دوري في الشريط الذي يسلط الضوء بشكل مركز على الحركة السياسية التي كانت جد نشطة بالمفاوضات و التنقلات قبل اندلاع الثورة التحريرية في الفاتح من نوفمبر 1954 و يتعرض لقضايا و تفاصيل أخرى غير موجودة بالفيلم.و لا أنكر بأن مشاركتي في الفيلم جعل مشاركتي في الشريط أسهل و جعلني أضفي لمسات من التجديد على أدائي لنفس الشخصية . - هل تنوي الاستمرار في الأعمال التاريخية و الثورية التي خطفتك من دراسة الطب خلال التسعينات خاصة و أنك تتأهب لتصوير عمل جديد من هذا النوع؟ صحيح أن انطلاقتي الحقيقية في عالم التمثيل كانت من خلال دوري في الفيلم الثوري «كانت الحرب»لأحمد راشدي و تعرف علي أكثر في فيلم «مصطفى بن بوالعيد» لكنني قدمت قبله أعمالا درامية اجتماعية عديدة على غرار فيلم «سفينة الصحراء»لمحمد شويخ و «النخيل الجريح»لعبد اللطيف بن عمار. و أشدد هنا بأنه يشرفني أن ترسخ في الأذهان صورتي كشهيد أو مجاهد بطل و أعتبرها مسؤولية على عاتقي.و كل تجربة سينمائية هي حسب رأيي تجسيد لثقة متبادلة بين الفنان و المخرج من جهة و الجمهور من جهة أخرى و أنا كممثل أحاول قدر الامكان أن أدقق في اختيار أدواري أما النجاح فليس مضمونا. - "النخيل الجريح"يصنف أيضا في خانة الأعمال الثورية التاريخية فهو يتناول ثورة بنزرت في 1961 ضد الاستعمار الفرنسي و مقاومة الشعب التونسي و الجزائري له و برصيدك فيلم تاريخي آخر هو «الأندلسي»لمحمد شويخ .؟ نعم ...لقد انتهينا مؤخرا من تصوير «الأندلسي»و من المقرر أن ينظم عرضه الشرفي في نهاية السنة الجارية كما قال مخرجه.هذا العمل يختلف عن أعمالي التاريخية الأخرى حول الثورة التحريرية فهو يسلط الضوء على حقبة أقدم من تاريخ الجزائر هي نهاية القرن ال15 و بداية القرن ال16 من خلال عائلة تفر من بلاد الأندلس لدى سقوط غرناطة و تتوجه إلى الجزائر و تلجأ إلى حاكم مستغانم آنذاك الأمير حميد عبد و أجسد أنا هذه الشخصية. الفيلم يتعرض لفترة حرجة انقسم خلالها الأمراء العرب ببلاد الأندلس و صراعاتهم. - جديدك؟ شاركت مؤخرا بصوتي في التعليق على فيلم وثائقي حول ولاية تيبازة و هذه تجربة جديدة بالنسبة إلي و قد سبقتها تجربة جديدة أخرى استمتعت بها كثيرا و هي عبارة عن قراءة مسرحية قدمتها منذ حوالى ثلاثة أشهر بسفارة النمسا بالجزائر بحضور جمهور من المثقفين و الفنانين من البلدين.النص لكاتب نمساوي ترجمه أبوالعيد دودو إلى العربية. لقد قدمت جزءا منه بالعربية بينما قدم مخرج نمساوي جزءا آخر بالألمانية ثم تبادلنا الأدوار. هذه التجربة المسرحية يمكن أن تفتح أمامي آفاقا جديدة. فتقديم القراءة المسرحية يختلف عن الأدوار المسرحية العادية.فهذا النوع من القراءة يتطلب مهارة في جذب انتباه و تركيز الجمهور طوال مدة العرض.أعتقد بأنني لن أتردد في خوض تجارب أخرى في التعليق و الأداء الصوتي فالمعروف أن أصوات الفنانين المشهورين تستعمل في مجال دبلجة الرسوم المتحركة و الكثير من الأعمال الناجحة.