نجوم الطرب يتحسرون و نجوم الإعلام يعودون في ثوب الفاتحين في الوقت الذي خرجت فيه الكثير من الفنانات عن صمتهن بعد الحملات الهجومية التي شنها ضدهن الإعلام و المترددون على أكثر التجمعات الإلكترونية خاصة "فايسبوك" و اتهامهن بالتواطؤ و مساندة النظام التونسي السابق، التزمت سلطانة الطرب العربي فلة عبابسة الصمت و لم تقدم كغيرها تبريرات بخصوص الأسباب التي دفعتها قبل التونسيين إلى أداء أغنية تمدح فيها الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي و تهنئته على فوزه بالرئاسيات السابقة. و بعد الحملة التي شنها الإعلام العربي و أصحاب المدونات الإلكترونية على عدد من نجوم الطرب و الفن التونسي عموما منهم لطفي بوشناق و لطيفة العرفاوي و هند صبري التي راح البعض لحد اختيار عبارات جارحة مثلما جاء في صحيفة "الأخبار " اللبنانية التي كتبت "كيف يمحون وصمة العار؟" إشارة إلى الصمت الذي يلتزمه الفنانون منذ اندلاع الثورة، لوحظت بعض التحركات المحتشمة من قبل بعض الذين طالتهم شبهة العلاقة الملتبسة بين الفنانين والحكّام العرب و اختبائهم تحت عباءة النظام الحاكم بعد إمضائهم لما أطلقوا عليه الغاضبون اسم "عريضة العار" التي وقّعتها 65 شخصية تونسية بارزة، طالبت من خلالها الرئيس المخلوع بالترشح لفترة رئاسية جديدة العام الماضي!وكان من أبرز الموقّعين النجم صابر الرباعي، لطفي بوشناق، لطيفة العرفاوي، هند صبري...و غيرهم. و قد حاولت هند صبري من خلال إطلالة قصيرة بإحدى البرامج التلفزيونية تبرير اختيارها بأنها كانت مجبرة على فعل ذلك و أن قرارها لم يكن اختيارياً، بل اتصل بها بلحسن طرابلسي، صهر بن علي، وأخبرها أن اسمها سيُدرج في قائمة الموقّعين ، و طلبت "الصفح" من جمهورها لأنها كانت خائفة من أيّ ضرر قد يلحق بأسرتها في تونس، أو منع النظام إيّاها من العودة إلى بلادها.أطلقت تصريحات تساند التغيير داخل تونس حتى قبل سقوط النظام، لكنها ظلّت متحفظة في اختيار مفرداتها خوفاً على أسرتها كما قالت. و من جهتها تحدثت الفنانة لطيفة العرفاوي للتلفزيون التونسي في اتصال هاتفي معها من القاهرة عن مساندتها للثورة و عبرت بحسرة و هي تذرف الدموع على الهواء مباشرة لكونها لم تكن مع أبناء بلدها في هذه اللحظة و بررت عدم ظهورها طيلة فترة الاحتجاجات برغبتها في عدم الادلاء برأيها إلا عبر إحدى قنوات بلدها و أضافت أن شقيقها قيس قد رزق بطفل أطلق عليه اسم محمد البوعزيزي إشارة إلى مساندة عائلتها لانتفاضة الياسمين. و إذا كانت الفنانات التونسيات تعرضن لكل هذا الهجوم و هن لم يتغنين بفوز الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فماذا سيكون رد فعل التونسيين من سلطانة الطرب العربي التي مدحته في أغنية من كلمات الشاعر الشعبي الجزائري بلقاسم زيطوط، جاء فيها ''أنا فلة ليك نغني يحميك يا زين من العين''. و إن كان أغلب نجوم الفن قد اختاروا سياسة الصمت فإن نجوم الإعلام التونسيين بأغلب الفضائيات العربية أعلنوا و عبروا عن مساندتهم لثورة الياسمين علنا مثلما فعلت الإعلامية و المنشطة كوثر البشراوي و سبقها صحفي الجزيرة غسان بن جدو الذي عاد إلى مسقط رأسه بعد غياب 21سنة، و كذا زميله في نفس الفضائية و هما ليلي الشايب و محمد كريشان اللذين أصبحا يتحدثان بحماس عن تونس الثورة من ساحة المعركة على المباشر.