"حمامة الحظ" تقاسم مبولحي حراسة المرمى و تكسر الانجليز كل الجزائريين استبشروا منذ أن أطلق الحكم الأوزبكي صافرة انطلاق المباراة، عندما صوبت الكمرات نحو حمامة سوداء اللون، اتخذت من إحدى زوايا مرمى الحارس مبولحي مقرا لها، و على الرغم من برودة الطقس و انخفاض درجة الحرارة بكاب تاون التي بلغت 15 درجة، إلا أنه يبدو أن "حمامة الحظ" كما اسماها بعض الجزائريين وجدت الدفئ فوق شباك الخضر. أشخاص آخرون ذهبوا إلى تشبيه صورة الحمامة وشباك المرمى، بحمامة السلام و الأمن التي تحرص غار حراء بالقرب من نسيج العنكبوت، للحيلولة دون دخول أي هدف من العملاق الإنجليزي الذي كان مستوى الخضر أعلى من مستواه بشكل كبير اعترف به العالم بأسره حتى كابيلو الذي قال بأحقية كتيبة سعدان في التعادل. و في الوقت الذي اختارت فيه حمامة بمحض إرادتها مآزرة المنتخب الجزائري، كان عدد من الهوليغانز قد دربوا ببغاء على ترديد كلمة "غول" أو "هدف" طوال المباراة، لتشجيع عناصر منتخبهم ومحاولة إحباط الجزائريين، وهم على قناعة بأن المرمى الجزائري سيهتز عديد المرات أمام ضربات العملاق الإنجليزي الذي كان دون المستوى المتوقع أمام فريق فتي أكد بأنه الأقوى، و إذا كانت الحمامة رمز السلام، فإن الببغاء يبقى رمز للسذاجة و الغباء، خاصة وأن آمال الهوليغانز تبخرت في ملحمة أخرى للخضر بكاب تاون دخلت التاريخ حتى وإن لم يخترقوا مرمى الحارس الإنجليزي دافيد جيمس الذي هدد في كثير من المرات من قبل الخضر. و في الوقت الذي تفاءل فيه البعض بالحمامة، تمسك فيه الكثير ببركة يوم الجمعة وصلوات ودعوات كل المسلمين بالتوفيق للمنتخب الوطني، حيث انتهت صلاة الجمعة في أغلب إن لم نقل كل المساجد بأرض الوطن بالدعاء بالفوز و التوفيق لأشبال سعدان الذين تمكنوا بكل جدارة من رد الاعتبار بعد هزيمتهم أمام سلوفينيا في المباراة الأولى، واستطاع سعدان استرجاع ثقة الكثير من الجزائريين بهندسته لهذه المقابلة التي أثلجت صدور الجزائريين و العرب، ومحت كل اللوم و العتاب على الأخطاء السابقة. مباراة الجزائرانجلترا التي وإن كان الخضر من أحرزوا النتيجة الإيجابية فيها، إلا أنه وكما سبق وأن قلنا فإن الجزائريين تمسكوا كثيرا بالدعوات و القول بالحظ، حيث بالإضافة إلى كل هذا، استبشر آخرون برقم 18 الذي كان تاريخ المقابلة، و ذلك لأن هذا الرقم كان يوما من شهر نوفمبر من العام الماضي أين حقق الجزائريون فوزا مستحقا صنعوه في ملحمة أم درمان الشهيرة أمام المصريين. أما فئة الطلبة الجزائريين الذي اجتازوا شهادة البكالوريا، فقد ربطوا النتائج المسجلة بالنتيجة التي سيتحصلون عليها إن كانوا سينجحون أم لا، فقد علق البعض عدم دخول أي هدف في مرمى مبولحي بنجاحهم وحصولهم على شهادة البكالوريا، ليبقى بذلك حب الفوز و الانتصار و الانتقال إلى الدور الثاني، الحلم الذي يراود كل الجزائريين و العرب، والدافع وراء التمسك بالفأل الحسن حتى وإن كان من باب مساعدة النفس على تخطي معركة انتظار إعلان النتائج.