فتحت اللجنة المنظمة أبواب الملعب لأنصار المنتخبين قبل أربع ساعات من موعد إنطلاق المقابلة ومع عزل المشجعين الجزائريين كلية عن الهوليغانز بتخصيص ثلاثة مداخل لأنصار الخضر الذين كان عددهم نحو 4 آلاف في حين خصص 12 مدخلا للإنجليز الذين فاق عددهم ال25 ألف مشجع. على غير العادة فقد كانت حالة الطقس سهرة أمس معتدلة في مدينة كاب تاون، لأن هذه المدينة شهدت منذ إنطلاق المونديال تساقط كميات معتبرة من الأمطار، حيث بلغت درجة الحرارة عند إعطاء ضربة إنطلاق المباراة 15 درجة، بينما كانت نسبة الرطوبة 25 بالمئة. رغم الإجراءات الأمنية الإستثنائية التي إتخذتها اللجنة المشرفة على تنظيم المقابلة فإن الكثير من الجزائريين إعتبر هذا المونديال فرصة العمر للإحتكاك بالإنجليز، بدليل إقدام المئات من مناصري الخضر على ضرب بالترقيم المعتمد في التذاكر عرض الحائط و الجلوس في المدرجات المخصصة لمشجعي المنتخب الإنجليزي، فضلا عن تعليقهم العلمين الجزائري و الإنجليزي جنبا إلى جنب في المدرجات.. وصل المنتخب الجزائري إلى الملعب قبل نحو ساعة و نصف من موعد إنطلاق المقابلة، و قد دخل الخضر أرضية الميدان للمعاينة و هم يرتدون بدلات رسمية، حيث لم يفوت بعض اللاعبين الفرصة لأخذ صور تذكارية في صورة حبيب بلعيد الذي إلتقط صورا بإستعمال هاتفه النقال، بينما دخل كل من كارل مجاني و رياض بودبوز أرضية الميدان و هما بصدد إجراء مكالمات هاتفية تكون ربما قد خصصت لوصف الأجواء الرائعة التي صنعتها أوركيسترا المدرجات. إذا كان حضور الجماهير الإنجليزية قد فاق بكثير عدد المناصرين الجزائريين في مدرجات ملعب غرين بوانت فإن ذلك لم يمنع الجزائريين من خطف الأضواء من الهوليغانز بفضل الراية الوطنية العملاقة التي تم تعليقها في المدرجات المقابلة للمنصة الشرفية، لأن هذا العلم كان الأكبر حجما في الملعب، و حظي بإهتمام كبير من طرف وسائل الإعلام الأجنبية. يبدو أن تحمس الحارس رايس مبولحي لخوض أول مباراة رسمية له كأساسي مع المنتخب الوطني قد جعله ينتظر هذه اللحظة على أحر من الجمر بدليل أنه كان أول من دخل أرضية الميدان من أجل القيام بحركات تسخينية برفقة زميله الوناس قواوي و فوزي شاوشي، قبل أن يدخل اللاعبون الإنجليز و بعدهم العناصر الوطنية، و هذا قبل 45 دقيقة من موعد إنطلاق اللقاء. كان حارس المنتخب الإنجليزي دافيد جيمس أكبر عنصر فوق أرضية الميدان من حيث السن، كونه يبلغ من العمر 40 سنة، و أطول اللاعبين الأساسيين قامة لأن طوله هو متر و 96 سنتيمتر، بحكم أن زميله العملاق بيتر كراوش الذي يفوق طوله المترين بسنتيمتر واحد كان على كرسي الإحتياط. عرفت هذه المقابلة دخول المنتخبين بحارسين جديدين في هذا المونديال، لأن سعدان فضل الإعتماد على رايس مبولحي كأساسي، في حين وضع كابيلو ثقته في الحارس دافيد جيمس صاحب الخبرة الطويلة و الذي خلف غرين، بعدما كان هذا الأخير قد إرتكب خطأ فادحا في المباراة الأولى ضد المنتخب الأمريكي. رغم أن المنتخب الوطني يضم ثلاثة لاعبين ينشطون في الرابطة الإنجليزية الأولى فإن ذلك لم يكن كافيا لتسجيل تواجد زملاء كثيرين للعناصر الوطنية في نواديها، و قد إقتصر الأمر على الحارس جيمس الذي يلعب إلى جانب الثنائي حسان يبدة و نذير بلحاج في نادي بورتسموث، بينما لم يكن لعدلان قديورة أي رفيق من ولفيرهامبتون في صفوف منتخب إنجلترا. حضر بالمنصة الشرفية لملعب غرين بوانت الأمير وليام نجل ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، في حين حضر من الجانب الجزائري ممثلون عن السفارة و كذا وفد برلماني يتشكل من عشرة نواب، إضافة إلى بعض النواب في مجلس الأمة.