أثار مختصون من جامعيين ومهندسون في الفلاحة وفلاحين أمس، إشكالية الإستعمال العشوائي للأسمدة لتخصيب المنتوجات الفلاحية، و الذي اعتبروه من أهم أسباب السرطان في الجزائر وكذلك من أهم أسباب فقدان الأراضي الفلاحية لخصوبتها الطبيعية مما يحولها مع مرور الزمن لأراضي بور. وأرجعوا هذا التصرف غير المهني لغياب التشريعات التي تردع المخالفين وكذا لصعوبة مراقبة الفلاح أثناء قيامه بالعملية. لم يختلف المشاركون أمس في الملتقى الدولي حول إستعمال المخصبات العضوية في الفلاحة المنعقد بفندق الموحدين بوهران، بشأن التحذير من الخطورة التي يشكلها الإستعمال العشوائي للأسمدة على صحة الإنسان وعلى التربة الفلاحية على حد سواء، حيث أكد زدام الهواري الأمين العام للغرفة الفلاحية بوهران، أن الخطورة موجودة كون الفلاح لا يعي فعليا الأضرار التي يخلفها إستعماله غير المدروس للأسمدة كون عقلية الفلاح مرتبطة دائما بالمردود الإنتاجي دون الأخذ بعين الإعتبار الإنعكاسات الخطيرة على الصحة والأرض أيضا، مشيرا إلى أنه في غياب آليات الرقابة والردع تبقى طريقة التحسيس هي الأنجع و يبقى الضمير الإنساني هو الفاصل، منبها إلى أنه على المستهلك أن يغسل الخضر والفواكه جيدا ولم ينف في نفس السياق أن بعض مركبات الأسمدة لا يمكن الوقاية منها لأنها تتسرب لداخل المنتوج. من جهتها، أوضحت السيدة بيكري مديرة المعهد الوطني لوقاية النباتات، أن العديد من الفلاحين لا يحترمون الرزنامة الفلاحية الخاصة بوضع الأسمدة والتخصيب. ودعت المتحدثة لضرورة الإعتماد على الزراعات البينية مثل البقوليات من أجل ضمان خصوبة ومردودية أكثر للأرض الفلاحية، لأنها تضبط طبيعيا نسبة الأزوت في الجو، مشيرة أن أغلب الأمراض التي تصيب النباتات سببها الإفراط في استعمال الأزوت.