وفاة شاب أضرم النار بجسده في بلدية مجانة بالبرج توفي صباح أمس شاب يبلغ من العمر 25 سنة ، في حدود الساعة الثالثة و النصف صباحا بمستشفى قسنطينة ، متأثرا بحروقه البليغة ، جراء إقدامه على إضرام النار في جسده ليلة أمس الأول ، احتجاجا على الوضع الاجتماعي لعائلته ، في منطقة مظلمة بالقرب من مدرسة ابتدائية في المخرج الجنوبي لبلدية مجانة على بعد حوالي 11 كيلومتر من ولاية برج بوعريريج ، ما أدى إلى إصابته بحروق من الدرجة الثالثة ، و شوهد الضحية في حدود الساعة الثامنة و النصف بالقرب من مكان الحادث و هو يحمل دلوا من البنزين . و حسب الرواية المتداولة فان الضحية انعزل في مكان مظلم أين قام بإشعال النار في كومة من الحطب ، ليقوم بعدها بصب البنزين على نفسه ، أثناءها امتدت السنة النيران إلى ثيابه و هرول باتجاه الحي السكني القريب، أين سقط في مساحة ترابية شاغرة بجوار الطريق الوطني رقم 106 .و فور اكتشاف بعض الشبان بالحي لأمره ، سارعوا لنجدته أين تمكنوا من إطفاء النيران الملتهبة ، لكن بعد أن عمت جميع أجزاء جسده ، و حسب شهود عيان فإن المعني " عبد الحفيظ ب " بقي يردد عبارات " الموت واعرة يا خاوتي " ..." أوصيكم بالدعاء لي و التضرع لأمي بمسامحتي.... "، و كذا عبارات " وين راهي السكنى وين راهي الخدمة ..." كرد عن لوم احد المقربين منه، إضافة إلى تلاوته للشهادتين.و قد تدخلت مصالح الحماية المدنية بمكان الحادث لتقديم الإسعافات الأولية ، و نقل على جناح السرعة إلى مستشفى مجانة ، أين حظي برعاية طبية مكثفة من قبل الطاقم الطبي لمدة قاربت النصف ساعة ، حول بعدها على متن سيارة الإسعاف المجهزة إلى مستشفى البرج في حدود الساعة العاشرة و الربع و منها إلى مستشفى قسنطينة ، و وصفت إصابته بالخطيرة ، حيث تعرض لحروق من الدرجة الثالثة بجميع أجزاء جسده ، و تدخل الوالي شخصيا لتسريع عملية العلاج بالتنسيق مع السلطات الولائية بقسنطينة ، و بالنظر إلى مضاعفات الإصابة و خطورتها لفظ الشاب أنفاسه الأخيرة بالمستشفى بعد ساعات من وصوله . و تنقل العشرات من أصدقاء الضحية و أقربائه الذين تجمعوا وسط ساحة المستشفى ، و الدهشة بادية على محياهم ، حيث أشار الجميع إلى استغرابهم من إقدام الضحية على هذا الفعل ، خصوصا و أنه معروف بعدم ايلائه أي أهمية للمشاكل واصفين إياه بعبارة " الزهواني " ، و تفرق الجميع باتجاه منازلهم بمجرد تحويل الضحية إلى مستشفى البرج .و بالمقابل من ذلك ، أوضح البعض من المقربين ، أن عائلته المكونة من سبعة أفراد تعاني من مشاكل اجتماعية ، حيث تفتقر لمسكن و لم يقو والده الذي يشتغل في مجال تربية المواشي على مسايرة تكاليف المعيشة و كذا استئجار المنزل ، إضافة إلى بقاء 03 من إخوته يواجهون مشكل البطالة . و حسب المعلومات المستقاة فان الضحية كان يشتغل كعامل يومي في ورشات البناء ، و كان أخوه الأكبر قد تعرض في السنة الفارطة لحادث عمل تمثل في احتراق أطرافه السفلية ، كما أقدم شقيقه الآخر على الاعتصام خلال الصائفة الماضية احتجاجا على عدم إدراجهم في قائمة المستفيدين من حصة السكنات الاجتماعية الموزعة حينها ببلدية مجانة . رئيس دائرة مجانة و رئيس المجلس الشعبي الولائي تنقلا إلى المستشفى ، و فيما أشار الأول إلى عدم درايته تبوضع عائلة الفقيد و معاناتها من مشكل السكن ، لكونه حديث التنصيب على راس الدائرة ، أوضح رئيس المجلس البلدي علمه بانشغالات أسرته ، مشيرا إلى حصول والده على الإعانة المخصصة للسكن الريفي في قرية المشرع ، غير انه و حسب تصريحات ذات الرئيس تنازل عنها مفضلا الحصول على سكن اجتماعي بمجانة .و قد شهد منزل العائلة المستأجر بحي 36 مسكنا ببلدية مجانة ، يوم أمس توافد المئات من الأقارب و الأصدقاء لتقديم واجب العزاء لأفراد عائلته و ذويه ، في جو من الهدوء التام .