راشد الغنوشي يعود إلى تونس ويعلن عدم ترشحه للرئاسيات عاد ظهر أمس الزعيم الإسلامي التونسي المعارض راشد الغنوشي إلى بلاده بعد أكثر من عشرين عاما في المنفى في خطوة وصفت بكونها تشكل اختبارا لمرحلة ما بعد زين العابدين بن علي. وأعرب الغنوشي البالغ من العمر 69 عاما قبيل مغادرته لندن صبيحة أمس - وكان مرفوقا بإحدى بناته - عن سعادته بهذه العودة، وقال "أعود اليوم إلى بيتي لكنني أعود أيضا إلى العالم العربي".و قبل أن يغادر منفاه، أعرب الغنوشي عن استعداد حزبه المشاركة في الانتخابات التشريعية، "في حال ما إذا نظمت بشكل حر وعادل"، نافيا أي رغبة له في المشاركة في الانتخابات الرئاسية. وحول الوضع في تونس بعد سقوط بن علي، قال أن "الوضع ما زال ملتبسا، باعتبار أن الحكومة الانتقالية تغير الوزراء كل يوم، وأن "الوضع ليس مستقرا وسلطاتها لم تحدد بوضوح"، مضيفا بالقول "لا نعرف بوضوح كم من الوقت ستبقى". وردا على سؤال عن معلومات تحدثت عن احتمال استقباله بتظاهرات معادية له عند وصوله إلى تونس، قال "إنها مخاوف نابعة من الجهل، مفسرا ذلك بكون أن النظام التونسي السابق حاول "تشويه صورة كل معارضيه ووصفهم بالإرهابيين".كما أكد أن "الشريعة لا مكان لها في تونس". من جهة أخرى أكد ناطق باسم الغنوشي أن عودة هذا الأخير التي تخشى قطاعات عديدة من المجتمع التونسي وخصوصا دعاة تحرر المرأة والأوساط العلمانية لن تجري وسط "احتفالات"، مبرزا أن الزعيم الإسلامي يريد أن ينقل قيادة الحركة إلى الشباب ويعود "رجلا حرا". تجدر الإشارة إلى أن أنصار الغنوشي قد تدفقوا على صالة المطار الدولي الرئيسي في العاصمة التونسية لاستقباله ورفعوا لافتات كتب عليها "لا للتطرف... نعم للإسلام المعتدل ولا خوف من الإسلام".وتعتبر النواة الصلبة لحركة النهضة عودة الغنوشي إلى تونس بأنها "رمز لحرية مستعادة،" فيما تعني بالنسبة للحركات المدافعة عن حقوق المرأة والعلمانيين ضرورة "زيادة التيقظ" من أي "نزعة ظلامية". وفي هذا الصدد، كانت مئات النساء قد تظاهرن أول أمس تعبيرا عن تصميمهن على الدفاع عن الحقوق التي اكتسبتها المرأة التونسية منذ أكثر من نصف قرن، تزامنا مع عودة الغنوشي.ورفعت متظاهرات شابات لافتات كتب عليها "لا للظلامية نعم للحداثة" و"من أجل جمهورية ديمقراطية علمانية". وكان الغنوشي قد أسس في 1981 حزب النهضة مع مثقفين استوحوا مبادئه من جماعة الإخوان المسلمين المصرية. وهو يقول انه يمثل اليوم تيارا إسلاميا معتدلا قريبا من حزب العدالة والتنمية التركي.