عاد ظهر أمس الأحد إلى تونس رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي بعد ما أمضى 22 عاما في منفاه ببريطانيا، وكان في استقباله آلاف من مؤيدي الحركة. واحتشد أنصار الحركة (المحظورة) في قاعة الوصول بمطار تونسقرطاج الدولي للترحيب بالغنوشي (69 عاما) الذي كان أعلن اعتزامه العودة إلى بلاده عقب الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، متحديا حكما بالسجن المؤبد. وحمل المستقبلون لافتات كتب على بعضها "لا للتطرف، نعم للإسلام المعتدل"، و"لا خوف من الإسلام"، ورددوا أناشيد إسلامية، بينما توجه لهم الغنوشي مهللا بعبارة "الله أكبر". وفي الجهة المقابلة، حمل عدد من مؤيدي العلمانية لافتات كتب على إحداها "لا للتيار الإسلامي.. لا للحكم الديني.. لا للشريعة.. ولا للغباء"، ولم يكن هناك أي وجود أمني لافت في المطار أثناء وصول الغنوشي وعدد من عائلته ومنفيين سياسيين آخرين. وقبل دقائق من مغادرته لندن، أبدى رئيس حركة النهضة سروره بالعودة إلى بلاده، قائلا إنه يعود اليوم إلى منزله وكذلك إلى العالم العربي. ومنذ الإطاحة ببن علي، شدد الغنوشي مرارا على الطابع المعتدل لحركة النهضة، وأكد أن الحركة لن ترشح أيا من أعضائها لمنصب الرئاسة في المستقبل، وأنه شخصيا سيتخلى عن زعامتها في المستقبل القريب ليفسح المجال لمن هم أقل منه سنا. وأكد أيضا أن الحركة -التي زج بعدة آلاف من عناصرها في السجن في عهد بن علي- تريد العمل ضمن إطار ديمقراطي مدني تعددي، حيث سبق لها أن اعترفت بالمكتسبات التي تحققت في مجال الحريات الشخصية عندما أقرت بأن مدونة الأحوال الشخصية تمثل اجتهادا إسلاميا.