كشف المدرب كمال مواسة بأن حادثة تشابكه مع محمد دويدن في مباراة الجمعة الفارط بأم البواقي، لا تعني بأن علاقته مع إتحاد البليدة قد انتهت، بل أنه سيجلس في نهاية هذا الأسبوع مع أعضاء مجلس الإدارة للتفاوض معهم حول فكرة تمديد العقد، و لو أن التقني القالمي جدد التهجم على دويدن و اعتبره مجرد عضو مكلف من طرف مجلس الإدارة للتواجد مع الفريق، و تسليم المستحقات المالية إلى أصحابها. مواسة المتواجد بمقر سكناه بمدينة قالمة خص «النصر» بهذا الحوار الذي تحدث فيه عن خبايا حادثته مع دويدن، و كذا عن مستقبله مع فريق مدينة «الورود»، إضافة إلى العروض التي تلقاها، سيما و أن اسمه متداول في عديد الفرق منها مولودية سعيدة، رغم أنه لم يفوت الفرصة للتعريج على محطات أخرى منها تتويج وفاق سطيف بلقب البطولة، و كذا الوضعية الراهنة التي يعيشها فريقه السابق شبيبة القبائل، فضلا عن معاناة فريق القلب ترجي قالمة في أقسام الهواة، و أمور أخرى نقف عليها بالتفصيل في هذا الحوار. في البداية هل لكم أن توضحوا للرأي العام حقيقة الحادثة التي وقعت يوم الجمعة الفارط بأم البواقي، لأن تشابككم مع دويدن أثار إستغراب الجميع؟ الحقيقة أن المسمى دويدن نصب نفسه كرئيس للفريق، و ذلك منذ ترسيم اتحاد البليدة صعوده إلى الرابطة المحترفة الأولى، لأنه حاول الإستثمار في هذا الإنجاز لنيل الشهرة، رغم أنه مجرد عضو كلفه أعضاء مجلس الإدارة للتكفل بمهمة التنسيق مع التشكيلة، و دوره الأساسي يتمثل في «عون صندوق»، على اعتبار أنه يتحصل على الأموال من مجلس الإدارة، و يقوم بتسليمها إلى اللاعبين سواء كرواتب شهرية أو منح و علاوات، و قد حاول في الكثير من المرات التدخل في صلاحيات الغير، لكنني كمسؤول أول على الطاقم الفني قطعت أمامه الطريق، من دون أن أخرج موقفي إلى العلن و هذا خدمة لمصلحة الفريق، سيما و أننا كنا نصارع من أجل تحقيق الصعود، إلا أن تصرفاته دفعتني إلى الإنفجار في آخر مقابلة، كونه سعى إلى التدخل في مهامي، و هنا بودي أن أوضح شيئا مهما. سطيف فاجأ الجميع باللقب القاري و يستحق البطولة الوطنية ما هو تفضل؟ موافقتي على تدريب اتحاد البليدة الصائفة الماضية بعد إنسحابي من جمعية وهران، كانت إثر عرض تلقيته من أعضاء مجلس إدارة هذا الفريق من أمثال عبد الحميد فوفا و سكايلي، من دون أن يكون للمسمى دويدن أثر في الساحة، و قد كان هدفهم السعي لضمان البقاء في الرابطة الثانية، بالنظر إلى المشاكل العويصة التي تخبط فيها الفريق، لكنني طالبت بالتنافس على ورقة الصعود، و جلبت بعض العناصر التي أعطاها الإتحاد اسما، في صورة زموشي، ماروسي، واضح و بن عيادة، ليظهر مع مرور الجولات دويدن، في منصب ممثل عن الطاقم المسير، بحكم إنشغال أعضاء مجلس الإدارة بأمورهم الشخصية والمهنية، لكن هذا العضو حاول الإستثمار في الوضع، إذ أن والده يمتلك فندقا بمدينة البليدة وقد اقترح إقامة اللاعبين فيه كل ليلة تسبق المباريات، لكنني رفضت هذا المقترح، كون الفندق لا يوفر الراحة الكافية للتشكيلة، في ظل احتوائه على قاعة حفلات، كما أن دويدن حاول جلب بعض اللاعبين في «الميركاتو» الشتوي، إلا أنني رفضتهم، من منطلق أنني المسؤول الأول على عملية الاستقدامات، وهي أمور جعلت خلافي مع هذا المسير يتواصل، غير أنني كنت أعمل بالتنسيق مع الأعضاء الفعليين في مجلس الإدارة، الأمر الذي لم يتقبله دويدن، خاصة وأنه كان يتحدث بصفته رئيس النادي، و لو أنه في الحقيقة مجرد «عون صندوق» مكلف بالخزينة، لم يجتمع باللاعبين ولو دقيقة واحدة طيلة الموسم، كما أنه لم يقدم شيئا للفريق، مادامت مصادر التمويل واضحة. و ماذا عن رد فعل مجلس الإدارة بعد تلك الحادثة؟ لن أكون مبالغا إذا قلت بأنني تلقيت مئات المكالمات من أنصار اتحاد البليدة أعربوا فيها عن دعمهم لي، كما أن أعضاء مجلس الإدارة إتصلوا بي مباشرة بعد الحادثة، و اعتبروا تصرف دويدن انفراديا ولا علاقة له بالطاقم المسير، في الوقت الذي تقرر فيه عقد جمعية عامة إستثنائية في بحر هذا الأسبوع، ستخصص لعرض الحصيلتين المالية و الأدبية مع حل المكتب المسير و تدعيمه بوجوه جديدة. لكن بعض الأخبار تحدثت عن إستقالتكم، و دخول المسيرين في مفاوضات مع مدربين جدد ؟ لم أذكر إطلاقا عبارة الإستقالة في جميع تصريحاتي بعد حادثة أم البواقي، و قد تلقيت رسالة نصية قصيرة من عبد الحميد فوفا عضو مجلس الإدارة يؤكد فيها تمسك المسيرين الفعليين بخدماتي، على اعتبار أن المكتب المسير للفريق كان قد إقترح علي تمديد العقد منذ أسبوعين، لكنني كنت قد تحفظت على بعض البنود، وطلبت تأجيل الحسم في هذه القضية إلى ما بعد نهاية الموسم، في حين تبقى الأسماء المتداولة لخلافتي مجرد «سيناريو» يفتعله دويدن، رغم أن القرار الأول و الأخير يبقى بيد الأعضاء الرسميين و الفعليين الذين يساهمون بأموالهم في تسيير النادي. سرار، عليق و حناشي وضعوا أسسا صحيحة لفرقهم معنى هذا أن خبر إشرافكم على مولودية سعيدة الموسم القادم غير صحيح؟ لقد تفاجأت للتصريحات التي تناقلتها وسائل الإعلام على لسان رئيس مولودية سعيدة بوعرعارة التي أكد فيها توصله إلى إتفاق رسمي معي، رغم أنني في حقيقة الأمر لم أتلق أي عرض رسمي من طرف مسيري هذا النادي، و ما أريد أن أوضحه أنني أعطي الأولوية لاتحاد البليدة، وسأجلس أولا على طاولة المفاوضات مع أعضاء مجلس الإدارة هذا الخميس، لتوضيح الرؤية حول بنود العقد و نظام العمل المقترح، على أن أقرر بعدها مستقبلي، و ذلك بدراسة العروض إذا لم أجدد عقدي، و لا أخفي عليكم بأنني تلقيت العديد من الإتصالات من مسيري شباب بلوزداد و شبيبة القبائل، كما عرض علي أعضاء من جمعية وهران العودة، بينما شرعت إدارة إتحاد بلعباس في التفكير في الموسم القادم، بحثا عن العودة السريعة إلى الرابطة المحترفة الأولى بعد سقوط هذا الموسم، و إقترحوا علي فكرة قيادة الفريق، لكن دراسة هذه العروض مؤجلة إلى غاية الحسم في وضعيتي مع فريقي الحالي. نعود الآن للحديث عن مسيرة اتحاد البليدة، هل كنتم واثقين من القدرة على تحقيق الصعود؟ ما هو مؤكد أن موافقتي على قيادة الفريق كانت من أجل لعب ورقة الصعود، رغم أن الإنطلاقة لم تكن موفقة، لكن وبعد الهزيمة التي تلقيناها داخل الديار في الجولة الثانية أمام شبيبة بجاية كان الجميع متشائما، غير أنني صرحت بأن الصعود سيكون حليفنا، الأمر الذي إعتبره الكثيرون مجرد تصريح لإمتصاص غضب الأنصار على النتائج السلبية، فكانت الإنطلاقة الفعلية بفوز من غليزان، لأن تعدادنا يضم لاعبين شبان يبحثون عن الإنجازات، سلاحهم الوحيد الإرادة، الأمر الذي سمح لنا بالإستثمار في هذه الوضعية، كون الفرق واضح عند إجراء مقارنة بسيطة بين تركيبة فريقنا و باقي المنافسين أمثال شباب باتنة، أولمبي المدية، شباب عين فكرون، شبيبة بجاية وأهلي البرج، وهي الفرق التي كانت مرشحة على الورق للتنافس على تذاكر الصعود، وما عبد أمامنا الطريق نحو منصة التتويج النتائج الإيجابية المحققة خارج البليدة، الأمر الذي مكننا من ضمان الصعود قبل الأوان، لكن الضغط إزداد علينا في الجولات الأخيرة، بحكم حاجة منافسينا لنقاط هامة سواء في حسابات الصعود أو السقوط، لأننا واجهنا حجوط، بوسعادة، تلمسان و مروانة من كوكبة المؤخرة، و أهلي البرج، دفاع تاجنانت وأولمبي المدية من فرق الصدارة، فوجدنا أنفسنا مجبرين على احترام أخلاقيات الرياضة والتنافس النزيه، ولو أنني أستغل الفرصة لأؤكد بأنني تأثرت كثيرا لسقوط وداد تلمسان إلى الهواة، لأن هذا الفريق العريق لا يستحق هذا المصير، و أصعب مبارياتنا خلال الموسم المنقضي، كانت ضد تلمسان ذهابا و إيابا و كذا أمام مولودية سعيدة . «البابية» لم تتأثر بالمنافسة القارية و تغيير المدربين من أسباب السقوط ذكرتم فيما سبق تلقيكم عرضا من شبيبة القبائل، فهل كان ذلك من حناشي؟ و ما تعليقكم على الأزمة الداخلية التي يعيش على وقعها هذا الفريق؟ بحكم التجربة التي كانت لي في شبيبة القبائل منذ مواسم عديدة، فإنني أجزم بأن حناشي هو الوحيد القادر على قيادة الشبيبة، و قد إتصل بي هو شخصيا وعرض علي فكرة تدريب الفريق الموسم القادم، إلا أنني لم أفصل في وجهتي، بسبب ارتباطي بعقد مع اتحاد البليدة، لكن ما أود أن أوضحه في هذا الصدد أن الأشخاص الذين شكلوا تكتلا يضم بعض اللاعبين القدامى، و أصبحوا يطالبون بضرورة رحيل حناشي نالوا شهرتهم من الفريق، إذ تحصلوا على عديد الإمتيازات من سكنات و عقارات بفضل الشبيبة، و لن يكون بمقدور أي واحد منهم تسيير النادي، وكان من الأجدر بهم ترك الأمور تسير إلى غاية نهاية الموسم لنشر الغسيل، لأن حناشي ورغم حنكته في التسيير إصطدم بظروف جد إستثنائية أوصلت الفريق إلى هذه المرحلة، إنطلاقا من حادثة مقتل إيبوسي، وما إنجر عنها من آثار نفسية سلبية على معنويات محيط الفريق، مرورا بخلفيات اللعب دون جمهور خارج تيزي وزو، وصولا إلى عدم إستقرار المدربين، والنجاح في تفادي السقوط، يعد مكسبا ثمينا بالنظر إلى المرحلة الحرجة التي مرت بها الشبيبة، وهو إنجاز يكفي حناشي لمواصلة مهامه بصفة عادية على رأس النادي، كوني أعرفه جيدا، إذ يريد دوما التحدي. و هل من كلمة بخصوص تتويج وفاق سطيف بلقب البطولة؟ الوفاق يعد من بين 3 فرق التي بنت حسب نظرتي الشخصية أسسها على قاعدة سليمة، لأن شبيبة القبائل، إتحاد العاصمة والوفاق السطايفي كانت منذ سنوات عديدة بصدد التحضير لهذه المرحلة، بهندسة من لاعبين سابقين، أمثال حناشي، عليق و سرار، وهو ما أراه سر النجاح، بدليل أن أغلب الألقاب الوطنية تبقى حكرا على هذه النوادي، و وفاق سطيف يتواجد حاليا في أوج عطائه، وتتويجه بدوري أبطال إفريقيا كان أكبر مفاجأة، لأن كل المتتبعين لم يرشحوه للفوز بالتاج القاري، ليواصل بعدها المشوار بنفس الديناميكية على الصعيد الوطني و ينتزع لقب البطولة، وهنا لا بد أن أفتح قوسا لأؤكد بأن كثرة المباريات في المنافسات الإفريقية والوطنية تعطي للاعبين المزيد من الجاهزية، ومولودية العلمة لم تسقط إلى الرابطة المحترفة الثانية، بسبب مشاركتها الإيجابية في دوري أبطال إفريقيا، بل أن هذا الفريق الذي يعد من أفضل النوادي من حيث المردود المقدم راح ضحية قرار تغيير الطاقم الفني. ترجي قالمة واحد من الفرق العريقة المطالبة بنفض الغبار عنها و ماذا عن فريق القلب ترجي قالمة و معاناته في بطولات الهواة؟ ما يحز في نفسي أكثر هو أنني أينما أتنقل يسألني أهل الإختصاص على فريق ترجي قالمة، ومكانته في الخارطة الكروية الوطنية، لأن الترجي يبقى ضحية صراعات هامشية، في غياب سياسة تسيير واضحة، لأن الولاية تزخر بطاقات و مواهب شبانية تعد بالكثير، لكن المسؤولين على الفريق ظلوا يفضلون الإستقدامات من خارج الولاية، رغم التوجيهات التي قدمناها لهم في الكثير من المناسبات، كما أن السلطات الولائية ما فتئت تقدم إعانات مالية معتبرة، والحقيقة التي لا بد أن أقولها أن الموعد حان لفرق عريقة من أجل نفض الغبار عنها و العودة إلى الواجهة أمثال ترجي قالمة، مولودية قسنطينة، شبيبة تيارت، غالي معسكر، و ذلك بعد إعتماد قانون الإحتراف.