يعد فريق الاتحاد الرياضي لمدينة البليدة من بين أعرق الفرق الرياضية على مستوى كرة القدم الجزائرية، حيث يعود تاريخ تأسيسه الرسمي إلى سنة 1932، وقد استهل منافساته الأولى في رابطة الجزائر العاصمة لكرة القدم التابعة للفديرالية الفرنسية لكرة القدم. يعتبر فريق اتحاد البليدة من بين الفرق القليلة إبان الحقبة الاستعمارية التي أعطيت لها التسمية (إسلامية) في أوج فترة الاستعمار، كان كل أعضاء المكتب مسلمون واللاعبون أيضا كانوا من أبناء مدينة الورود وكلهم كان لديهم هدف واحد: تعزيز مكانة وشرف البليديين. أعضاء المكتب وضحوا بطريقة جيدة للسلطات الفرنسية أن الفجوة معالمها واضحة وأن الأمر يتعلق بطائفتين مختلفتين في اللغة والديانة، قامع ومقموع. شخصيات محترمة عربية من البليدة أعطت جسدا وروحا لمحاربة كل العقبات والصعوبات المالية، المعنوية والمادية الناجمة عن الأقدام السوداء. وفي سنة 1962 تحصل الفريق على وضعية نادي شبه محترف عقب انضمامه إلى القسم الوطني الأول. بعدها قطع الفريق عدة مراحل قبل أن يصبح في سنوات الثمانينيات والتسعينيات خزانا للمواهب الرياضية في كرة القدم الجزائرية أمثال محمد حنيشاد وإسماعيل ديس وكمال خرخاش وكمال معوش وبلال زواني وروان بن حليمة وغيرهم. وخلال سنوات السبعينيات والثمانينيات ساهمت العديد من الأسماء الرياضية في تطوير فريق اتحاد البليدة، وكذا الفريق الوطني أمثال آكلي وسلامي وعليلي وبن زهرة وسعدان وقطال وحبوشي وغيرهم. كما كان على رأس الفريق عدة مدربين كبار، على غرار المرحوم إسماعيل خباطو (1953 - 1956 1966 - 1962 1976 - 1977)، يونس إفتيسان، رشيد بوعراطة، عبد القادر عمراني، عبد القادر يعيش وغيرهم. ويعد المشوار الحافل للفريق اليوم مفخرة لمناصري الاتحاد الذين يدعون إلى ضرورة تشريف هذه المسيرة الطويلة بألقاب وطنية وقارية. ساهموا بقسط كبير في صعود فريقهم البليديون في قمة الفرح تسود مدينة البليدة هذه الأيام أجواء من الفرحة والرضا والفخر لصعود فريق اتحاد البليدة يعكسه حديث المواطنين في الشوارع والمحلات التجارية والمقاهي وكلهم أمل في استمرار المسار الجيد لفريقهم. وأكد العديد من الرياضيين والمناصرين في حديثهم أن الذي ينتظر الفريق هو أصعب مما مضى، وفي هذا السياق ذكر رئيس الفريق السيد دويدن أنه حان الوقت للتفكير على المدى البعيد وعدم الاكتفاء بالصعود لأن البليدة حسبه تستحق كسب فريق قادر على منحها ألقاب جديدة. قال إنهم سيهزمون أولمبي المدية الرئيس محمد دويدين: (الصعود كلفنا 12 مليار سنتيم) بعد أن استعصى على الرئيس الأسبق محمد زعيم إعادة قطار اتحاد البليدة إلى السكة الصحيحة وهو الصعود إلى بطولة الرابطة المحترفة الأولى، ها هو خليفته السيد محمد دويدن يحقق ذلك بجدارة واستحقاق قبل ثلاث جولات من النهاية، حيث يتقدم حاليا أقرب ملاحقيه سريع غليزان بست نقاط كاملة ويأمل أن ينهي البطولة في المركز الأول ليتوج بطلا بجدارة واستحقاق. ترى كيف بدا هذا الموسم بالنسبة للرئيس الأول في الفريق محمد دويدن؟ وهل حقا قرر التراجع عن الاستقالة؟ وكم كلف فريقه الصعود إلى القسم المحترف الأول؟ وهل سيبقى المدرب كمال مواسة على رأس العارضة الفنية للفريق خلال الموسم المقبل؟ تلكم من بين الأسئلة التي نتعرف على إجابتها من لسان الرئيس محمد دويدن. (تراجعت عن استقالتي) كشف لنا الرجل الأول في فريق اتحاد البليدة محمد دويدن أنه قرر التراجع عن استقالته من رئاسة مجلس إدارة اتحاد البليدة بطلب من الأنصار والمحبين وبطلب من أعضاء المكتب المسير. وحسب دويدن فإنه أحس بعد نجاحه في إعادة فريق اتحاد البليدة إلى مكانته الحقيقية بطمأنينة وراحة كبيرة لم يشعر بها طيلة الموسم الجاري جراء الضغوطات الكبيرة التي كانت عليه من جميع الجهات، من الأنصار واللاعبين وحتى من العائلة نفسها بعد أن حرمها من لذة نهاية الأسبوع، حيث أخذ فرق اتحاد البليدة -حسب قول دويدن- 95 في المائة من نسبة وقته بسبب وقوفه الدائم وراء الفريق، سواء في التدريبات فما بالكم في المباريات يقول دويدن، (حيث لم أغب عن الفريق ولو مباراة واحدة، فالواجب مني يتطلب ذلك للسهر على راحة اللاعبين من أجل السير باتحاد البليدة إلى بر الأمان)، والحمد لله يضيف يقول دويدن (وصلنا إلى الهدف المنشود قبل ثلاث جولات من نهاية البطولة). (هدفنا إنهاء الموسم في المركز الأول) لكن ماذا بعد الصعود؟ يجيب دويدن قائلا: (هدفنا إنهاء الموسم في المركز الأول لنتوج بطلا للقسم الثاني المحترف، وعليه سنخوض المباراتين المتبقيتين بكل جد وعزيمة من أجل الفوز بهما لنؤكد للجميع أن صعود فريق اتحاد البليدة كان عن جدارة واستحقاق، وجاء هذا الصعود بعرق اللاعبين ومساندة الأنصار والسهر الدائم لمجلس إدارة النادي دون أن ننسى الدور الفعال الذي قام به المدرب كمال مواسة). (سنخوض مباراة أولمبي المدية من أجل الفوز) وعليه يضيف يقول الرجل الأول في فريق اتحاد البليدة محمد دويدن إنه سيخوض المباراة المقبلة أمام أولمبي المدية من أجل الفوز بها، (فحتى وإن كنا قد ضمنا البقاء فلن نتساهل لا مع أولمبي المدية ولا مع اتحاد الشاوية). (مباراة تاجنانت الأخيرة الأسوأ هذا الموسم) دويدن وصف المباراة التي خسرها فريقه الجمعة الماضي أمام دفاع تاجنانت بأنها الأسوأ هذا الموسم، حيث لم يقدم لاعبوه -حسب قوله- أي شيء، (لذا طلبت منهم طي هذه الهزيمة وفتح صفحة جديدة هذا الجمعة أمام أولمبي المدية من أجل الفوز بها، فاتحاد البليدة كان ولا يزال والحمد لله مضربا للمثل في احترامه للقيم الأخلاقية في مباريات كرة القدم، فنحن لا نبيع ولا نشتري، وكما سبق وأن قلت لكم اتحاد البليدة صعد هذا الموسم بعرقه ولم ننتظر هدية من أحد). (مواسة لم يؤكد لي بقاءه) بخصوص المدرب كمال موالسة قال دويدين إنه (لم يرد على طلب كنت قد قدمته له أكثر من مرة للبقاء على رأس العارضة الفنية في فريق، فربما ينتظر نهاية الموسم ليرد علي). لكن وحسب دويدن ثقته كبيرة في بقاء المدرب كمال مواسة على رأس العارضة الفنية بالنظر إلى الثقة الكبيرة التي يحظى بها من طرف إدارة النادي، إضافة إلى احترام البليدين له، (فأملنا كبير في المدرب كمال مواسة في البقاء لموسم آخر من أجل مواصلة البرنامج المسطر وهو بناء فريق قوي، الشطر الأول منه تحقق وهو إعادة اتحاد البليدة إلى قسم الكبار والثاني بناء فريق تنافسي الموسم المقبل). (سنعود إلى تشاكر.. ومباريات الخضر لا تؤثر) بخصوص الملعب الذي سيستضيف فوقه اتحاد البليدة الموسم المقبل، خاصة بعد عودته إلى قسم الكبار رد دويدن قائلا: (رسميا سنعود إلى ملعب تشاكر، وتقدمنا بطلب إلى الجهات الوصية من أجل الموافقة على الاستقبال في هذا الملعب كون مدرجات ملعب براكني أصبحت لا تكفي للعدد الهائل من جماهير الفريق). وعن سؤال إن كان يخشى رفض طلبه بالعودة إلى ملعب (تشاكر) كون هذا الملعب سيكون تحت تصرف المنتخب الوطني بداية من شهر جوان المقبل لخوض المباريات التصفوية لكأس إفريقيا المقبلة 2018 رد السيد دويدن قائلا: (لا أظن أن الجهات الوصية لن توافق على طلب استضافة منافسينا في ملعب تشاكر على اعتبار أن الفريق الوطني سيخوض مباراة أو مباراتين كل شهرين في ملعب تشاكر، وهذا الملعب سيكون للمباريات الرسمية فقط، حيث سنتدرب في الملعب الملحق به حفاظا على سلامة العشب الطبيعي). (بدأنا نفكر في الموسم المقبل من الآن) بخصوص الموسم المقبل قال رئيس اتحاد البليدة إنه بدأ يفكر فيه من الآن بقوله: (حاليا أقوم بضبط قائمة اللاعبين الذين سيتم الاستغناء عن خدماتهم، ومبدئيا اللاعبون الذين لم يحالفهم الحظ في فرض مكانتهم في الفريق سيتم الاستغناء عنهم، بعدها سنضبط قائمة إضافية من اللاعبين بعد مشاورتنا مع المدرب كمال مواسة، كما سنحدد عدد اللاعبين الذين سنستقدمهم، وحاليا الفريق بحاجة إلى لاعبين في منصب الهجوم ووسط ميدان هجومي، مع تعزيز خط الدفاع، لكن حاليا لا يمكن الكشف عن هوية أي لاعب طالما أن الموسم لم ينته بعد). (لا وجود للمعارضة في اتحاد البليدة وزعيم ابن الفريق وأول من هنأني) دويدن استهل حديثه معنا ليرد على بعض الإشاعات التي يروجها البعض بوجود أناس يريدون إثارة البلبلة في الفريق بقوله: (الحمد للّه لا وجود للمعارضة في فريق اتحاد البليدة، والكل في مدينة البليدة يساعد الفريق ولو بالكلمة الطيبة كما فعل السيد محمد زعيم، فهو أول من هنأني على صعودنا إلى القسم الأول المحترف وما يزال وفيا للفريق ويتمنى الخير لاتحاد البليدة). وعلى ذكر محمد زعيم قال دويدن: (ليعلم الجميع في مدينة البليدة أن السيد محمد زعيم صديقي وصداقته معي تعود إلى سنوات طويلة ولا يمكن لأي كان أن يسيء إلى علاقتي به، كما لا يمكن لأي كان أن ينكر الدور الفعال الذي قام به زعيم خدمة لفريق اتحاد البليدة). (الصعود كلفنا 12 مليار سنتيم) قدر لنا محمد دودين كلفة الصعود هذا الموسم إلى القسم الأول المحترف ب 12 مليار سنتيم، مبلغ شارك فيه -حسب محدثنا- الجميع، من محبين وصناعيين و(السبونسور) من السلطات المحلية والولائية ومن مديرية الشبيبة والرياضة ومن أعضاء مجلس إدارة النادي، الكل ساهم في هذا المبلغ. (من غير المعقول أن يبقى اتحاد البليدة خارج القسم الممتاز) في سباق حديثه عن الصعود اعتبر محمد دويدن أنه لشرف كبير أن يعود فريق مدينة الورود إلى مصاف الأندية الكبيرة ويستحق بجدارة اللعب مع الكبار، مضيفا أن (الفريق الذي له تاريخ طويل وعريق كاتحاد البليدة ينبغي أن لا يلعب سوى في المستويات العليا من أجل الألقاب الوطنية والقارية)، وأضاف أن (الصعود للعب في قسم الرابطة المحترفة الأولى ينبغي أن يشكل إعادة انطلاق فريق البليدة نحو أعلى الهرم في كرة القدم يقوله: (اتحاد البليدة مكانته ضمن قسم الكبار وحرام أن يبقى خارج دائرة دوري الأضواء، وبإذن اللّه سيكون هذا الصعود انطلاقة حقيقية لغد أفضل). (أنصار البليدة يستحقون مني كل الشكر والتقدير) في الأخير، توجه محمد دويدن بتشكراته الخالصة إلى أنصار الفريق، واصفا إياهم بالمناصرين الأوفياء، متمنيا لهم البقاء وراء الفريق الموسم المقبل، كما ناشدهم عدم الانصياع لما يقوله البعض، فطالما أن الفريق في أيادي آمنة فلا خوف على اتحاد البليدة. يعد من بين أحسن اللاعبين الذين أنجبتهم المدرسة البليدية حكيم زان: (الصعود ساهم فيه الجميع) اعتبر اللاعب السابق لسنوات التسعينيات حكيم زان صعود فريق اتحاد البليدة إلى الرابطة الأولى المحترفة (موبيليس) الذي حققه في الجولة ال 27 للبطولة المحترفة الثانية (مستحقا) بقوله: (ليس سوى عودة اتحاد البليدة إلى المكان الذي يليق به بالنظر إلى مشواره التاريخي العريق في كرة القدم الوطنية)، مضيفا: (اتحاد البليدة لطالما كان خزانا للمواهب الرياضية التي حملت بعدها ألوان المنتخب الوطني وفرقا أخرى لكرة القدم، على غرار الإخوة زواني وكريبازة وحميتي، وكذا أخوه الأكبر كمال زان الذين لعبوا مع الخضر وتركوا بصمتهم في تاريخ كرة القدم الجزائرية). زان جدد دعمه التام للفريق وللمكتب المسير لإحراز ألقاب وطنية وحتى قارية، وأكد على ضرورة الحفاظ على التعداد الحالي والجهاز الفني لتحقيق مسار مشرف خلال الموسم الرياضي للرابطة الأولى بقوله: (لا ينبغي لفريق اتحاد البليدة تكرار الخطأ الذي وقعت فيه مولودية العاصمة خلال بداية الموسم بتغييرها كافة التشكيلة)، وأشار إلى أن تدعيم الفريق لا ينبغي أن يتجاوز أربعة أو خمسة لاعبين فقط. أهم محطات اتحاد البليدة 1973: الصعود إلى القسم الأول. 1974: النزول إلى القسم الثاني. 1977: تاريخ أسود للاتحاد البليدي: تاريخ تنفيذ الإصلاح الرياضي، تأميم الرياضة والرمز الجديد (NRB) الذي يعتبر رمزا قاتلا، الناس كلهم أداروا ظهورهم أمام (NRB) ومن اللا مبالاة العامة كان من اللازم على (NRB) أن يعلن إفلاسه. وفي جحيم ما بين الولايات واجه (le NRB) كلا من جندل وفوكا وقرى صغيرة في متيجة ثم الثمانيات 1982: تاريخ الانضمام إلى الجهوي. 1986: الصعود إلى القسم الثاني. 1992: الصعود إلى القسم الأول. 1996: خسر نهائي كأس الجزائر ضد مولودية وهران في لقاء مثير أقيم بملعب 5 جويلية، لكن الحكم أراد غير هذا، حيث منح ضربة جزاء خيالية في الدقيقة الأخيرة من عمر المقابلة بعد لعب أكثر من 116 دقيقة، وهكذا لم يعانق الاتحاد الكأس التي لطالما حلم بها أنصاره. 1996: السقوط إلى القسم الثاني. 1997: العودة إلى القسم الأول. 1998: الصعود إلى القسم الثاني (إلغاء النزول). 2003: أنهى البطولة في المركز الثاني والمشاركة في دوري زبطال العرب. 2007: التأهل إلى الدور نهصف النهائي لكأس الجزائر. 2011: النزول إلى الدرجة الثانية و2015 العودة إلى الدرجة الأولى.