تغيير نظرة أو تصحيح مفاهيم عن الإسلام و المسلمين ؟! في سابقة فريدة و " خرجة مفاجئة " طلبت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان مقابلة من شيخ الأزهر أحمد الطيب . الشقراء المتطرفة الخارجة لتوها من قبضة حديدية مع والدها جان مارين فاجأت الملاحظين بزيارتها للقاهرة و طلبها لقاء شيخ الأزهر دون سابق إعلان، ما طرح أكثر من علامة استفهام عن خلفيات و دواعي هذه المبادرة و كذا عن السياق الذي يمكن إدراجها فيه . المقابلة حصلت يوم الخميس و قد بررها الشيخ الطيب بكونها فرصة لإظهار للسيدة لوبان الوجه الحقيقي للإسلام، و انتهاز هذه الفرصة لإشعارها بوجود تحفظات جدية على مواقفها المعلنة من قبل، و المنافية للإسلام و المسلمين و من ثمة مطالبتها بمراجعة آرائها في هذا الصدد و تصحيحها . لقاء شيخ الأزهر و زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية تزامن و قيام أكبر مؤسسة دينية عند السنة من المسلمين في العالم بنشر بيان في نفس اليوم دعا فيه الشيخ الطيب إلى محاربة الإسلاموفوبيا و الرهاب من الإسلام في الدول الغربية ... و بحسب عباس شومان نائب رئيس الأزهر فإن السيدة لوبان التي كانت تحمل نظرة خاطئة عن الدين الإسلامي استمعت إلى الشيخ الطيب في لقاء دام ساعة كاملة، و قد بين لها الوجه الحقيقي و السمح لهذا الدين . من جهتها اكتفت " مارين " بالقول أن سفرها للقاهرة سمح لها بمقابلة الإمام الأكبر، و أن توافقا قويا حصل بينهما بخصوص محاربة كل أشكال التطرف و الغلو و التشدد، و أضافت على جدارها في الفايسبوك أنه كان لها لقاء مؤثر مع البابا " تواظروس" بابا الأقباط بمصر الذي أبدت له عن تضامنها مع كل طائفته المسيحية في مصر و الشرق الأوسط . و اللافت وفق ما جاء في بيان الأزهر أن لوبان مارين و في موقف انقلابي مغاير عن مألوف تصريحاتها ، اعترفت بأنه لا يجب الخلط بين الإسلام و أعمال العنف التي يقترفها محسوبون عن الإسلام، أو ينتسبون إليه، كما اعترفت بحق مسلمي فرنسا بممارسة شعائرهم بكل حرية. النقلة الحاصلة في موقف مارين لوبان من الإسلام و المسلمين كانت محل مضاربات في الإعلام الفرنسي، بحيث رجح البعض ذلك بمحاولتها كسب ود الجالية المسلمة في بلادها، و تلميع صورتها السوداوية عند المسلمين في فرنسا، و بسعيها إلى تخفيف لهجة الحزب حيال الأجانب و بالتالي النأي عن الصورة القاتمة التي لازمت الجبهة الوطنية الفرنسية على مدار رئاسة أبيها لها بخصوص التعاطي مع أجيال المهاجرين و الجاليات المسلمة تحديدا، و هي ربما تريد الخروج من جلباب والدها، و شق طريقا جديدا تراعي فيه أصوات المهاجرين و المسلمين في انتخابات و مواعيد سياسية قادمة .