السياحة لا تساهم حاليا سوى ب 2 في المائة في الناتج الداخلي الخام أعلن وزير التهيئة العمرانية والسياحة و الصناعة التقليدية، عمار غول، عن إطلاق 936 مشروعا سياحيا لتدعيم قدرات استقبال السياح ب 120 ألف سرير إضافي، بتكلفة مالية قدرها 400 مليار دج، متوقعا أن تساهم تلك المشاريع في توفير 50 ألف منصب عمل جديد، داعيا إلى ضرورة جعل قطاع السياحة خلاقا للثروة بدل أن يكون مستهلكا للميزانية. وقال غول في ردّه على سؤال شفوي طرحه العضو بمجلس الأمة صالح دراجي، أول أمس، بأنه يتولى تسيير حقيبة وزارية جديدة تتضمن ثلاثة قطاعات وهي البيئة والسياحة وتهيئة الإقليم، متعهدا بأن يعيد إطلاق السياحة من خلال التنسيق مع 21 قطاعا وزاريا، حيث سيتم الشروع في تحديد الفضاءات السياحية، معتقدا بأن النهوض بهذا القطاع الهام أضحى حتمية وضرورة ملحة، في وقت تسعى فيه الحكومة إلى بناء اقتصاد خارج قطاع المحروقات، عن طريق جعل مختلف الأنشطة المرتبطة بقطاع السياحة تساهم بنسبة أكبر في الناتج الداخلي الخام، وكذا استحداث مناصب عمل وخلق الثروة.وأعطى عمار غول لمحة شاملة عن البرنامج الذي وضعه للتكفل بقطاع السياحة والصناعات التقليدية، من بينها إعادة النظر في المخطط الوطني لتهيئة الإقليم، لتصحيح الأخطاء وتدارك النقائص، بعد انتقادات تلقاها من صاحب السؤال، الذي أثار قضية عدم إعطاء الأهمية الكافية للسياحة مقارنة ببلدان مجاورة، جراء نقص هياكل الاستقبال المقدرة حاليا ب 90 ألف سرير فقط، في حين أن 80 في المائة من الفنادق ليست مصنفة، مما أدى إلى نفور السياح، إذ يشكل المغتربون ثلاثة أرباع الوافدين من الخارج، وقال السيناتور إن الجزائر لا تستحوذ سوى على نسبة 1 في المائة من السياحة الأجنبية، وهي مصنفة في المرتبة 147 من مجموع 17 دولة، ما جعلها تخسر حوالي 20 مليار دولار جراء عدم الاهتمام بالسياحة. وأبدى في المقابل وزير القطاع استعدادا لتصحيح الاختلالات، رافضا تحميل المسؤولية للوزيرة السابقة، مبديا عزمه لجعل السياحة خلاقة للثروة وليس مستهلكة للميزانية، وتحويل الطبيعة الخام التي تزخر بها الجزائر من مادة خام إلى منتوج سياحي واقتصادي، يدرّ المداخيل ويساهم في التنمية، بتبني هذه السنة شعار «اعرف بلادك أولا» بغرض استقطاب السواح المحليين والجالية الجزائرية، بتحسين الخدمات وفتح فضاءات عائلية، بما يسمح بإدخال العملة الصعبة، فضلا عن إعطاء الأولوية للسياحة الصحراوية، التي لا تنافسها أي منطقة في المحيط الإقليمي بالنظر إلى المواقع الأثرية والطبيعية التي تزخر بها الصحراء، إلى جانب لا مركزية الاستثمار، بواسطة المرافقة البنكية المحلية، مع إعادة تصنيف الفنادق والمطاعم والمركبات السياحية، ودحرجة التي لا تستجيب للمعايير الدولية، موضحا بأن قطاع السياحة لا يساهم حاليا سوى ب 2 في المائة فقط من الناتج الداخلي الخام. كما يعتزم الوزير تدعيم عدد مناصب الشغل في قطاع الصناعات التقليدية من 700 ألف إلى 1 مليون منصب عمل، متأسفا لكون السياحة الحموية لم ترق بعد إلى المستوى المطلوب، لأن معظمها عبارة عن حمامات تقدم خدمات متدنية، فضلا عن تهيئة مناطق التوسع السياحي بتوفير 288 فضاء جديد جاهز للاستثمار.