أكدت مصادر في إسرائيل أن عمر سليمان- نائب الرئيس المصري حسني مبارك- هوالشخصية الأكثر قربا منها لمساهماته في حراسة مصالحها الإستراتيجية المشتركة مع مصر وتقول إنه وجه علاقات التعاون بينهما، بينما يرى تلفزيون إسرائيلي أن سليمان "صاحب بيت في إسرائيل". ويقول محرر الشؤون الاستخباراتية في صحيفة هآرتس، يوسي ميلمان أن عمر سليمان لعب دورا مفصليا في توثيق علاقات التعاون العلني والسري بين إسرائيل ومصر وأنه أبرز رمز لها منذ توليه حقيبة المخابرات في 1993. وضمن استعراض مسيرة فعالياته يوضح ميلمان أن سليمان وقف خلف اتفاقية التهدئة التي منحت مستوطنات الجنوب المحيطة بقطاع غزة الهدوء لمدة ستة شهور بدءا من 19 ديسمبر 2008 فيما أخفقت جهوده الرامية لإطلاق الجندي الأسير جلعاد شاليط. ويكشف أن الجنرال سليمان فشل بالتأثير على الرئيس الراحل ياسر عرفات وعلى إسرائيل لوقف ما يصفه بدائرة الدم خلال الانتفاضة الثانية ومنع انهيار اتفاقيات أوسلو. ويشير ميلمان إلى أن سليمان عمل من أجل تسوية بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل عقب عدوان "الرصاص المصبوب" نهاية 2008 والتي استهدفت مساعدة الأخيرة كي لا تبدو كمن تفاوض "منظمة إرهابية". ويقول مسؤول أمني إسرائيلي كبير للصحيفة إن سليمان وطني مصري هدفه المركزي وربما الحصري هو الدفاع عن النظام الحاكم وحراسة حياة الرئيس مبارك. ويشير ميلمان في تقرير مطول إلى أن إصرار سليمان على نقل مركبة المرسيدس المصفحة الخاصة بالرئيس مبارك لأديس أبابا في جوان 1995 هو الذي أنقذ حياة الأخير حينما هوجم موكبه من قبل كمين وقتل بعض حراسه مما ساهم في تعزيز علاقات الصداقة بينه وبين مبارك. وعقب تلك الحادثة أصدر سليمان تعليمات سرية للتنكيل بالجماعة الإسلامية وملاحقة ناشطيها وأقاربهم وتشير الصحيفة إلى أن كراهيته الإسلاميين دفعته لتزويد السلطات الأمريكية بمحققين من المخابرات المصرية للتحقيق مع ناشطي القاعدة. ويروي ضابط استخبارات إسرائيلي آخر أنه لن ينسى قيام عمر سليمان في واحدة من لقاءاتهما بمستهل الانتفاضة الثانية بالتهجم على ياسر عرفات وشتمه بفظاظة بعدما تبين له أنه لا يكترث بنصائحه، ويتابع "سليمان هو الرجل القوي في مصر". وتؤكد القناة الإسرائيلية العاشرة سليمان هو "صاحب بيت" في أروقة الحكم في إسرائيل، مشيرة لكونه منسقا أمنيا بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ووسيطا مركزيا بين الاحتلال وحركة حماس في مفاوضات تبادل الأسرى مع جلعاد شاليط. وتابعت القناة تقريرها عن سليمان أنه مسؤول التنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل في حربهما الهادئة ضد إيران منبها لإخفاقه في تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية. المحلل العسكري الإسرائيلي ران إدلست يقول إن الباب مفتوح على عدة سيناريوهات ويوضح أن مصر لن تشهد تغييرا دراميا بكل المستويات إذا تم نقل الحكم لعمر سليمان. ويشير إدلست إلى أن عمر سليمان هو صديق إسرائيل الأول في مصر والذي يقوم على حراسة المصالح الإستراتيجية للدولتين. ويتابع "علاوة على اعتبارات أيديولوجية تتعلق بتوجهات وأولويات النظام الحاكم وثقت علاقات سليمان بإسرائيل على خلفية وجود عدو مشترك لها يتمثل بالحركة الإسلامية". ويشير إدلست إلى أن لإسرائيل مصلحة إستراتيجية ببقاء النظام الحاكم حتى بعد رحيل مبارك، مشددا على أن عمر سليمان بعيون إسرائيل هو وجه التعاون بينها وبين مصر. ولا يستبعد إدلست أن يخفف سليمان علاقاته مع إسرائيل محاولا تعزيز شعبيته، ويتابع "لكن ذلك منوط بنتائج انتخابات الرئاسة ولكن لا أحد يستطيع استشراف المرحلة القادمة فربما يطيح الشارع المصري بمبارك وسليمان ونظامهما بالكامل.