نفى وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني تواجد شركات أمنية أجنبية بالجزائر. وقال وزير الدولة إنه لم يتم اعتماد أية شركة خاصة أمنية تعمل خارج السفارات. جاء رد زرهوني في سؤال طرح عليه من قبل الصحافة على هامش مناقشة نواب الغرفة السفلى لمخطط عمل الحكومة، وذلك بعد أن تسربت معلومات ''غير مؤكدة'' مؤخرا عن تواجد شركات حراسة أمنية خاصة بريطانية وكندية وأمريكية تعمل لضمان أمن الشركات الأجنبية التي تعمل في الصحراء الجزائرية في مجال التنقيب عن النفط واستغلال البترول. وعبرت مصادر متطابقة ل''البلاد'' أمس عن تخوفها من تواجد الشركات الأمنية الأجنبية في الجزائر بعد التقرير السري الذي نشرته مؤخرا صحيفة ''هآرتس'' الإسرائيلية، وكشف فيه الصحفي يوسي ميلمان، مراسل الشؤون الأمنية والاستخباراتية عن قيام العشرات من كبار الضباط السابقين وعدد كبير من كبار المسؤولين السابقين في جهاز الأمن العام الإسرائيلي بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في عدد من دول الوطن العربي التي لها علاقات جيدة مع الولاياتالمتحدة وذلك ضمن شركات أجنبية متخصصة في المجال الأمني. وأشار ميلمان، المعروف بصلته الوثيقة بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، إلى أن الإسرائيليين يقومون بنشاطات أمنية واسعة النطاق، تصل قيمتها إلى عشرات الملايين من الدولارات، وتتركز في تقديم إرشادات بشأن تفعيل أنظمة أسلحة متطورة وعتاد استخباري، وتدريب عناصر من المحليين على العمل على حماية الحدود وعلى إحباط عمليات مثل احتجاز رهائن أو انقلابات أو محاولات لاحتلال أهداف إستراتيجية، مثل المنشآت النفطية. وكشف المراسل الإسرائيلي النقاب كذلك عن أسماء عدد من الأسماء البارزة في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والتي تأخذ دوراً في هذا المجال، مثل جيورا آيلاند، الرئيس السابق للمجلس للأمن القومي، والجنرال دورون ألموج، بالإضافة إلى عدد من الشركات التي تعمل تحت إشراف وزارة الدفاع الإسرائيلية مثل ''رفائيل''- هيئة تطوير الوسائل القتاليةس، وكذلك شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية. كما تحدث يوسي ميلمان عن بعض الشركات الأمنية الإسرائيلية التي تقدم خدماتها لبعض الدول الخليجية، وأشار إلى أن الشركة الدولية ''آ جي تي'' السويسرية، التي أسسها ويديرها رجل الأعمال الإسرائيلي الأمريكي، ماتي كوخافي، فازت بعقد تصل قيمته إلى مئات الملايين من الدولارات لبناء مشروع تابع للأمن الداخلي في إحدى الدول الخليجية. ويعتبر ماتي كوخافي رئيس شركة ''سنتري تكنولوجي جروب''، وهي إحدى الشركات التي ازدهرت بسرعة في مجال الأمن في الولاياتالمتحدة، وكانت شريكة للصناعات الجوية الإسرائيلية في بيع المعلومات والعتاد والتكنولوجيا المخصصة لأمن المطارات في الولاياتالمتحدة ودول أخرى، من بينها دول في الوطن العربي. ويؤكد التقرير المنشور في الصحيفة الإسرائيلية على أن شركة ''كوخافي'' لا تزال تشغّل عشرات الضباط من خريجي الجيش الإسرائيلي، الذين استقالوا من الجيش، بالإضافة إلى كبار المسؤولين السابقين في الصناعات الجوية وفي جهازي الشاباك والموساد، في العديد من الدول الخليجية، ونقل مراسل الصحيفة عن الناطق بلسان كوخافي قوله ''إن جميع عمليات الشركة تعمل بتنسيق وبتوجيه من قبل وزارة الدفاع الإسرائيلية بكل أقسامها''. وتعرف الشركات الأمنية الأجنبية بسوء سمعتها بعد حادثة مقتل ضباط أمريكيين يعملون لحساب الشركة الأمنية ''بلاك ووتر'' ل11 عراقيا، الأمر الذي أدى إلى سحب اعتمادها. ويرى متتبعون أن هذه الشركات متهمة بالجوسسة وبالتورط في قضايا فساد وقد عاثت فسادا في العراق في ظل الاحتلال الأمريكي.