أكدت صحيفة »هآرتس« العبرية أن الرئيس حسني مبارك هو الرئيس الأكثر قرباً لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية من بين كل زعماء العالم، وأنه على عكس الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لم يخش الرئيس المصري مصافحة نتنياهو. ونقلت الصحيفة عن محللها السياسي، ألوف بن، قوله في مقال تحت عنوان »صلوات لسلامة مبارك«: »هذه الصداقة الرائعة سببُها الخوف المشترك من إيران؛ فنتنياهو يخاف البرنامج النووي الإيراني، ومبارك يخاف »دسائس طهران!«، وتعمل إسرائيل ومصر معا على فرض حصار على قطاع غزة، لإضعاف حكم حماس هناك وإحباط تهريب السلاح إلى القطاع«، على حد تأكيده. ونقلت صحيفة »الدستور« المستقلة عن »هآرتس«: »إن هذا التعاون يأتي على الرغم من العلاقات السيئة بين مبارك وبين رؤساء حكومات الليكود بتل أبيب في الماضي، بدءاً من مناحم بيغن حتي أرييل شارون، وبرغم وجود وزراء في حكومة نتنياهو قاموا بمهاجمة القاهرة بشكل لاذع، وعلى رأسهم أفيغدور ليبرمان- وزير الخارجية- الذي قام بإهانة مبارك ويوفال شطاينتس- وزير المالية- الذي حذر مما أسماه التهديد المصري، موضحاً أن هؤلاء المسؤولين اتبعوا سياسة الصمت الآن«. وأكد »بن« أن حكومته الإسرائيلية العدوانية التي دخلت في صراع مرير مع تركيا بسبب مسلسل تلفزيوني يرصد جرائم الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، ومع السويد بسبب مقال في صحيفة في إشارة لصحيفة »أفتوبلانديت« السويدية، التي كشفت قيام الجنود الإسرائيلين بالاتجار في الأعضاء البشرية للفلسطينيين وسرقتها هي نفسها الحكومة العدوانية التي تتخذ جانب الحذر من مصر وتبجلها، كما تغض الطرف عن الإعلام المصري المعادي لإسرائيل وعما تقوم به المؤسسة الدبلوماسية بالقاهرة، ومطالبها بتفتيش المفاعل النووي بديمونة، والمطالبة بتوقيع تل أبيب على اتفاقية لحظر انتشار الأسلحة النووية. كما لفت إلى أن مبارك هو المسؤول عن الاستقرار بالمنطقة، موضحاً أن قائداً مثله حكم بلاده أكثر من أي حاكم آخر منذ محمد علي باشا مؤسس الأسرة الخديوية في القرن 19، لكنه الآن يبلغ من العمر 82 عاماً، ومن غير الواضح كم من السنوات سيبقى في وظيفته ومن سيحكم القاهرة بعده، وهو ما يدفع قادة تل أبيب إلى تمني أمنية واحدة، وهي »إطالة عمر مبارك للأبد ليبقى معنا«، وفقا لما نقله بن عن مصادره الإسرائيلية البارزة. في النهاية، أكد الصحفي الإسرائيلي أن مناقشة مسألة التوريث المصرية، تُعد أحد التابوهات والمحاذير في إسرائيل، موضحاً أنه رغم ذلك لا يحتاج المرء لخيال جامح كي يفهم أنه بعد 40 عاماً من الهدوء على الحدود الجنوبية مع مصر، سيخشى الإسرائيليون من طهران، موضحاً أن الخوف الحقيقي ليس من إيران بل من القاهرة، وصعود نظام إسلامي إلى سدة الحكم في أكبر دولة عربية تسكن بجانبنا وتتسلح بعتاد أمريكي متطور، واصفا التهديد الإيراني بأنه »نكتة« مقارنة بمصر وسياستها العدوانية إذا ما حكمتها جماعة الإخوان المسلمين. ونقل »بن« عمن سماهم بخبراء إسرائيليين قولهم إن الأجهزة الأمنية بمصر تتمتع بسيطرة تامة على مصر، مضيفين أن تلك الأجهزة هي التي ستحدد من سيكون حاكم مصر المقبل، مؤكدا أنه لا أحد يمكنه أن يغامر ويؤكد خلافة جمال مبارك لوالده أو تولي عمر سليمان رئيس المخابرات العامة السلطة أو أي شخص مجهول آخر، موضحاً أنه وفقاً لجميع المؤشرات فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لن يكرر أخطاء سلفه جيمي كارتر، الذي شجع سقوط الشاه الإيراني بسبب انتهاكه حقوق الإنسان بطهران. وأشار إلى أن أوباما يفهم أن القاهرة هي المؤيد الأكثر أهمية لواشنطن ضد المدِّ الإيراني، موضحا أن الرئيس الأمريكي سيقوم بتدعيم النظام المصري الحالي دون أن يعيش في أحلام نشر الديمقراطية، قائلاً إنه على نتنياهو أن يفهم أن أوباما سيتمسك بهذه السياسة، وعليه أن يتمنى لصديقه الرئيس المصري طول العمر.